الابن المراهق .. نصائح مفيدة في التعامل مع الابن المراهق

الابن المراهق

تستيقظ صباحًا لتكشف أن طفلك/طفلتك قد أصبحوا في سن المراهقة، فالزمن قد مر سريعًا وابنك الذي اعتبرته دائمًا طفل لم يعد كذلك، لقد وصل لمرحلة جديدة وأصبح الابن المراهق ، وبالتأكيد التعامل مع الطفل يختلف كليًا عن التعامل مع الابن المراهق، لذا اليوم ستقدم لك نصائح لتستطيع أن تجعل من حياتك مع طفلك مثالا للصحة النفسية والتفاهم.

الابن المراهق : أنت الآن أمام نسخة جديدة من طفلك

عندما يصل طفلك لسن المراهقة فهذه إشارة على العديد من التغيرات التي تحدث له، بعضها فسيولوجي وبعضها نفسي، فالطفل الصغير تتغير هرموناته فهذا الولد الصغير أخشن صوته وخط شاربه وبدأ الشعر يكسي ذقنه، وهذه الفتاة الصغيرة بلغت مبلغ النساء، ووضحت عليها ملامح الأنوثة، وهكذا تتغير الهرمونات في جسد الصغار لتتغير تفاصيلهم الجسدية، وطبيعتهم النفسية.

ومع التغيرات الهرمونية تظهر ملامح جديدة للشخصية، فالمراهق يريد أن يثبت ذاته يريد، أن يشعر بأهميته، لا يريد أن يعترف أنه صغير وأنه يحتاج إلى الحب، وهكذا بين ما يطرأ عليه من تغيرات وما يحتاجه تحدث فترة اضطراب يجب أن يعيها الوالدين جيدًا في التعامل مع الابن المراهق في هذه الحقبة العمرية.

الابن المراهق .. هناك جوع حقيقي لإثبات الذات

أهم ملامح المراهقة التي يجب عليك كوالد أن تتعامل معها، هي رغبة المراهق في إثبات ذاته فهو لم يعد صغير، ويريد انتزاع اعتراف منك بأنه قد كبر.

لذا لا تتعامل معه باستخفاف، فكلمات مثل “هل تظن نفسك أصبحت كبير، أنت مازالت صغير على الفهم، لا تتدخل في مناقشات الكبار.. الخ” ستضاعف الهوة بينكما، بل بادر أنت بإعطائه الثقة في ذاته.

يمكنك أن تسأله عن رأي في شيء خاص بالمنزل، أو مشكلة لديك في العمل أو مع صديق، وتصدير كلماتك بجمل مثل “أنت لم تعد صغيرًا، لقد كبرت الآن وحان وقت مشاركتك في الحياة العامة”، وهكذا ستكتسب ثقة وتشبع جوعه لأثبات الذات في خطوة واحدة.

الابن المراهق .. اترك له حرية الاختيار وتناقش معه

لم يعد طفلك صلصال بين يدك لتشكله، لقد انتهى وقت التشكل وجاء وقت التفاهم، لذا يجب أن تترك لأبنك الشاب مساحة اختيار حرة، فمن حقة أن يتدرج في الاختيار منذ بدء مرحلة المراهقة حتى نهاياتها، بأن يختار ثيابه، طعامه، ذوقه الموسيقي والأدبي والفني، ثم يختار دراسته وأصدقاءه.

ولا مانع من أن تراقب من بعيد وتوجهه ولكن بطريقة ذكية تجعله يشعر بأن القرار نابع من ذاته وليس رأي تفرضه عليه بالقوة فهذه من اهم خطوات التعامل مع الابن المراهق.

كُن أنت القدوة لطفلك الشاب

هذه الخطوة يجب أن تتم من بداية التربية في مرحلة الطفولة، ولكن البعض يتجاوز عنها من منطلق أن الأطفال لا تعي وهو خطأ شائع، ولكن إن كان ذلك خطأ في طفولة طفلك فهو كارثة في مراهقته.

لا يمكنك أن تنهى عن فعل وتقوم به، فكيف يصدقك الشاب/الفتاة الصغير وأنت تنهاهم عن التدخين –على سبيل المثال- وهم يروك تدخن؟

كيف تغرز في نفسك طفلك الشاب أن كذب خطيئة وهو يراك تتحدث في الهاتف لتصب الأكاذيب على رئيسك في العمل، كيف تطالبي ابنتك ألا تضع الكثير من المساحيق وهي تراكِ تنهكي بشرتك بها، وهكذا إن أردت أن توجه ابنك لفعل ما، عليك أن تتوقف لثواني مع ذاتك لتسألها هل أنا قدوة حسنه أم لا؟

لا تتوقف عن إعطاءه الحب بدون شروط

ليس معنى أن طفلك قد كبر أن تتوقف عن التعبير عن حبك له، تذكر أن التعامل مع الابن المراهق يجب أن يكون متوازن، فلا تعبر عن الحب بكلمات طفوليه تشعره أنه مازال طفلا، ولا تتوقف عن التعبير عن الحب، بل عبر بتوازن كما تعبر عن حبك للناضجين، فهو يحتاج أن يعرف أنك هناك من أجله وأنك تحبه بشكل وطريقة غير مشروطين.

لذا فلا تجعل الحب مشروطًا، لا تقل “أحبك لأنك مهذب، أو لأنك متفوق” بل دائمًا أخبره أنك ستحبه لأنه هو، ستحبه في كل حالاته عندما يكون جيد وعندما يخطأ ستظل تحبه ولن تتوقف عن حبه لأي سبب.

فهذا الحب غير المشروط سيعزز كثيرًا من ثقته بك، وعندما يثق طفلك المراهق بك وتصبح أنت كاتم أسراره فتأكد أنك قد أجدت التعامل مع الابن المراهق بأفضل ما يكون ونجت في مهمتك كوالد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *