التصديق بالقلب هل يكفي لدخول الجنة
التصديق بالقلب هل يكفي لدخول الجنة هو من الأسئلة الأكثر شيوعًا في الحياة العقائدية، والتي يكثر الحديث عنها في كُتُب العقيدة الإسلامية، فهناك الكثير من التّساؤلات التي يسألها النّاس في نوع الأعمال التي تُدخل صاحبها الجنّة، وهل يكفي أن يُصدّق الإنسان بقلبه من دون عمل جوارحه؟ أم أنّ القلّب السّليم يرتبط بعمل صالح يدلّ عليه، هذا السّؤال سيكون جوابه في هذا المقال.
تعريف الإيمان
الإيمان هو الاعتقاد والقول والفعل، وعرّفه بعض العلماء، فقالوا إنّ الإيمان هو ما وقر في القلب وصدّقته الجوارح بالأعمال، فالإيمان هو قولٌ وعملٌ، فقول القلب هو الاعتقاد، وقول الّلسان هو نطقُ كلمة الشّهادة، وأمّا العمل فهو كذلك قسمان، عمل بالقلب وهو نية الإنسان وإخلاصه، وعمل بالجوارح كالعبادات من صلاة وغيرها، فلا يمكن أن يكون الإنسان مؤمنًا إذا فقد الأمور الأربعة والتي هي قول القلب وعمله، وقول الّلسان، وعمل الجوارح، ومكان الإيمان هو القلب، فلا يَصحّ الإيمان إذا لم يصح القلب،[1] حيث قال الله تعالى: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}[2]
وأمّا أركان الإيمان فهو الإيمان الجازم بأركان الإيمان السّتة، ومُستلزماتها المتعلّقة بها، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، وكمال الإيمان لا يتمّ إلا بامتثال أوامر الله-تعالى- واجتناب نواهيه، حتى تتحقق المُراقبة الذّاتية عند المسلم، فيكون صاحب خلقٍ ودين، وسيعرض المقال إجابة السّؤال المُحدد وهو أنّ التصديق بالقلب هل يكفي لدخول الجنة.
التصديق بالقلب هل يكفي لدخول الجنة
التصديق بالقلب هل يكفي لدخول الجنة هو سؤالٌ من الأسئلة العقائدية المنتشرة في كُتب العقيدة الإسلامية، لتُوضّح علاقة الإيمان بالقلّب السّليم والمقرون بعملٍ صالحٍ مقبولٍ عند الله-تعالى- لِيستحقّ المسلم دخول الجنّة، فلا يكفي التّصديق بالقلّب لدخولها، ولا يُمكن لإيمانٍ استقرّ في قلبه صاحبه أن لا يُتبعه عملٌ صالحٌ كما يُرضي الله-تعالى-[3] وقد ذهب بعض العلماء إلى القول بأنّ الله-تعالى-يُوفّق العبد لعمل الطّاعة، فهذا من رحمته -سبحانه- له، فإنّ دخل العبد المسلم الجنّة بعمله، فقد دخل برحمة الله سبحانه وتعالى.[4]
أنواع القلوب المذكورة في القرآن
تبيّن فيما سبق أنّ التصديق بالقلب هل يكفي لدخول الجنة فإنّ الإجابة عليه مُرتبط ببيان العلاقة ما بين القلب السّليم والعمل الصّالح، وأنّ العبد في النّهاية ينتظر رحمة الله-تعالى- به حتى يدخل الجنّة، وقد ذكر القرآن الكريم أنّ للقلّب أنواعًا عديدةً، منها:[5]
- القلب المريض والمنافق: هو القلّب الذي يكون صاحبه قد غمره بالذّنوب والمعاصي والآثام، فهو قلّبُ مريضٌ يعبد الله-تعالى- ويتّبع الشّيطان، وأمّا القلّب المُنافق فهو من أصعب القلوب لأنه يُظهر الإيمان ويُخفي الكفر، فصاحبه متلوّن ظاهره بعكس باطنه، فهو يُفسد من حوله بتقلّبه الدّائم.
- القلب الكافر: وصاحب هذا القلّب مُنكرٌ لله -تعالى- مُجحد لأوامره، ومُتّبعٌ لهواه، فقد غشّى الجهل عنده نور قلبه، فأظلم.
- القلب السّليم: هو القلّب المفطور على ما خلقه الله-تعالى- عليه، من اتّباع أوامره واجتناب نواهيه، فهذا القلّب اتّسع بنوره-سُبحانه- كمشكاةٍ فيها مصباح، لأنّه أدرك بأنّه-سُبحانه- هو فاطر السّماوات والأرض.
وفي الختام لا يمكن الاكتفاء بتصديق القلب لدخول الجنة، إنّما يحتاج إلى أن يُصدّق القلب عملٌ صالحٌ، ويستشعر بعظمة الله-تعالى-عليه