العلاقة بين السمكة المهرجة وشقائق النعمان

العلاقة بين السمكة المهرجة وشقائق النعمان

العلاقة بين السمكة المهرجة وشقائق النعمان، تنشأ الكثير من العلاقات بين الكائنات الحية الموجودة في البيئة، وهذه العلاقات هي التي تساعد تلك الحيوانات على العيش في البيئة والتكيف معها والحصول على احتياجاتها ومقومات الحياة بشكل طبيعي، وهناك الكثير من العوامل التي تؤثر على هذه العلاقات داخل البيئة، وهي عومل حيوية تتمثل في الإنسان والحيوانات والنباتات، وعوامل غير حيوية تتمثل في الماء والهواء والمناخ وغيرها.

العلاقة بين السمكة المهرجة وشقائق النعمان

هناك 28 نوعًا مختلفًا من أسماك المهرج، والتي تعيش بدورها في 10 أنواع مختلفة من شقائق النعمان البحرية، وقد تم اكتشاف أن السمكة المهرجة البالغة لا يمكنها العيش داخل البحر المفتوح بدون شقائق النعمان البحرية، حيث تعمل شقائق النعمان البحرية على حماية سمك المهرج من الحيوانات المفترسة بفضل مخالبها السامة، كما توفر أيضًا مكانًا آمنًا لبيض سمك المهرج، واعتقد العلماء لفترات طويلة أن أسماك المهرج هي الوحيدة المستفيدة من هذه العلاقة، لكن الأبحاث المكثفة أظهرت أنه حتى شقائق النعمان البحرية لا يمكنها العيش بدون سمكة المهرج، حيث يعتبر وجود سمك المهرج ضروري لشقائق النعمان البحرية، لأن هناك بكتيريا مفيدة تعيش داخل مخالب شقائق النعمان البحرية، وتتمثل وظيفتها الأساسية في التمثيل الضوئي وإنتاج السكر لها ولشقائق النعمان البحرية، بينما تحميها المجسات من الأعداء الخارجيين.

وتوفر فضلات أسماك المهرج للبكتيريا الكثير من العناصر الغذائية التي تمكنها من رفع كفاءة عملية التمثيل الضوئي، وبالتالي إنتاج المزيد من الغذاء لشقائق النعمان، وتجدر الإشارة إلى أن شقائق النعمان البحرية لا تعتمد فقط على البكتيريا الموجودة في مخالبها في غذائها، لأن مخالبها السامة يمكن أن تقتل وتبتلع الأسماك الحية، وهناك تخصص لشقائق النعمان لكافة أنواع أسماك المهرج، ويمكن أن يحتوي نوع واحد من شقائق النعمان البحرية على عدة أنواع من أسماك المهرج، ويتم تحديد هذا التخصص من خلال المواد الكيميائية (synomones) التي يفرزها شقائق النعمان، حيث يفرز كل نوع من أنواع شقائق النعمان نوعًا مختلفًا من المواد الكيميائية المسؤولة عن جذب الأنواع المتخصصة من أسماك المهرج إلى هذا النوع من شقائق النعمان، وإذا وصلت سمكة من النوع الخطأ إلى شقائق النعمان البحرية، فسوف تموت حيث أن شقائق النعمان البحرية ستبتلعها.

شاهد أيضاً: نوع التماثل في شقائق النعمان

لماذا لا تتعرض سمكة المهرج لسم بعض أنواع شقائق النعمان

ومن أبرز الأسئلة التي تشغل بال العلماء، هو كيف لا تتضرر سمكة المهرج من الأنواع المتخصصة لشقائق النعمان بالسم الموجود في المجسات، واكتشف باحث يدعى Mariskel أن السر وراء ذلك يكمن في سائل لزج يغطي سمكة المهرج، وكانت التجربة التي مكنته من الوصول إلى هذا الاكتشاف هي أنه خفّف السمك الذي كان يعيش في شقائق النعمان البحرية، ثم قام بتجفيف السائل اللزج، وأعاد السمك مرة أخرى إلى الماء، واكتشف أن السمك لا يمكنه العودة إلى شقائق النعمان بسهولة، وأنه حاول التأقلم معها من جديد.

وأظهر باحث آخر يدعى شليختر، أن سمك المهرج لا يولد بمناعة ضد سم شقائق النعمان البحرية، بل يطور هذه المناعة بمرور الوقت من خلال عملية التكيف مع شقائق النعمان البحرية، وتتم عملية التكيف هذه من خلال عدة محاولات أولية، حيث تواجه السمكة مضايقة من مجسات الشقائق ولا تتمكن من الدخول، ولكنها في الوقت ذاته مغطاة بسائل لزج خاص بشقائق النعمان، مما يسمح لها بدخول شقائق النعمان غير التالفة من خلال المجسات، وما يحدث هو أن تكوين السائل اللزج على الهيكل الخارجي للسمكة يتغير ليشبه تكوين السائل اللزج الموجود على شقائق النعمان البحرية، بحيث لا تتعرف عليها شقائق النعمان كجسم غريب ولا تضايقها أو تهاجمها، وتعرف هذه العملية باسم macromolecular mimicry.

شاهد أيضاً: لماذا تموت السمكة إذا خرجت من الماء

من خلال سؤال العلاقة بين السمكة المهرجة وشقائق النعمان، وحقيقة التكامل بين هذين النوعين داخل البحر المفتوح، بالإضافة إلى الإجابة على أحد أبرز الأسئلة التي حيرت العلماء حول العالم. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *