الفرق بين الابداع والابتكار

الفرق بين الابداع والابتكار

الفرق بين الابداع والابتكار هو أمرٌ مُلازمٌ لكل من هذين المصطلحين المُتلازمين، إذ احتاج الإنسان منذ عيشه في الكهوف إلى اختلاق أفكار إبداعية جديدة تُساعده على العيش في ظل الظروف المعيشية القاسية، وكذلك احتاج إلى تطوير وابتكار وسائل لتنفيذ أفكاره، وفي هذا المقال سنتوضّح معنى كل من هذين المفهومين كما سنبيّن ما هو الفرق بين الابداع والابتكار وما العلاقة بينهما، بالإضافة لذكر بعض الأمثلة عليهما.

الفرق بين الابداع والابتكار

إنَّ الفرق بين الابداع والابتكار يكمن في أن الابداع هو خلق فكرة جديدة غير موجودة مسبقًا، بينما الابتكار هو إيجاد فكرة مميزة وتحويلها إلى مشروع ما وتنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع، وعلى العكس من الابتكار الذي يتطلب الوقت والجهد والكلفة لإنجاز الفكرة وتحقيقها بالإضافة إلى دراسة جدوى المشروع وأثره فإنَّ عملية الابداع عملية غير مكلفة من ناحية الوقت والمال والجهد، فإنَّ طرح فكرة جديدة لم يتم طرحها من قبل يُعدُّ إبداعًا، بغض النظر عن إمكانية تطبيق الفكرة أو أثرها ولا يتطلب معرفة هل ستنجح الفكرة في حال تطبيقها أم ستفشل.[1]

مفهوم الابتكار

الابتكار هو مصطلح مشتق من اللاتينية ومعناه التجديد، ويعني الابتكار التحسين والتجديد على الأشياء والأفكار الموجودة، والتعديل عليها بما يجعلها ذات قيمة أكبر وذات مردود ونفع أعلى، ويتم في عملية الابتكار تحديث مجال ما أو منتح ما من خلال إضافة أفكار ووسائل جديدة إليه أو استبدال التقنيات المُستخدمة بتقنيات أخرى أحدث وأكثر جودة ويتم الحصول في النهاية على قيمة جديدة للمنتج.[2]

مفهوم الابداع

الابداع هو عملية خلق أفكار جديدة وخيالية لم تكن موجودة مُسبقًا، وتحويلها إلى حقيقة وواقع، وأهم ما يُميز الإبداع هو قدرته على إدراك العالم ورؤيته بطرق جديدة ومختلفة، واكتشاف الأنماط المخفية والروابط والعلاقات بين الأشياء، وتعتمد عملية الإبداع على حصيلة الإنسان من المعارف والعلوم وتراكم خبراته على مر السنين، وقدرته على الإلهام واكتشاف ما هو غير مرئي للوصول لفكرة جديدة كُليًا.[3]

العلاقة بين الابداع والابتكار

علمية الابداع هي العملية التي يتوصل فيها البشر إلى أفكار جديدة تؤمّن حلولًا لمشاكل تواجههم أو طرقًا جديدة في تسيير الأشياء والمنتجات من حولهم بما يخدم البشرية ويسهل حياة الناس، وتتفاوت نسبة الإبداع من شخص لآخر بحسب العوامل التي تؤثر في بناء شخصيته وعلومه ومعارفه، وعملية الابتكار هي العملية التي تضمن تحويل الأفكار الإبداعية إلى أرض الواقع، وجعلها حقيقة ولست مجرد أفكار نظرية وخيالية، حيث فكرة الطيران في الفضاء هي فكرة إبداعية، بينما بناء صاروخ يمكن ركوبه هو الابتكار من هذه الفكرة.

شاهد أيضًا: بعض الاكتشافات العلمية تمت من قبل أشخاص في أثناء ممارسة

الاختلافات الرئيسية بين الابداع والابتكار

إن كل من مفهوم الابداع ومفهوم الابتكار من المفاهيم المتلازمة، والتي يرتبط ذكر كل منهما بالآخر في أغلب الأحيان، ولكن بشكل عام يُمكن تلخيص أبرز الفروق فيما بينهما بما يلي:[4]

  • الإبداع هو التفكير بشكل جيد ومميز وجلب أفكار جديدة للواقع، والابتكار هو تنفيذ الأفكار وتحقيقها.
  • الإبداع عملية تخيلية، والابتكار عملية إنتاجية.
  • لا يمكن قياس قيمة الإبداع أو جودته، بينما يمكن قياس الابتكار بحسب تأثيره.
  • الابداع هو إضافة أفكار جديدة للواقع، والابتكار إضافة منتجات أفضل في السوق.
  • الإبداع لا يحتاج إلى المال، ولكن الابتكار يحتاجه.
  • عملية الإبداع لا تحتوي على مخاطر، في حين يوجد العديد من المخاطر المُحتملة في الابتكار.

أمثلة على الإبداع والابتكار

احتاج الإنسان إلى عمليتي الابداع والتطوير منذ القدم للتكيف مع مختلف الظروف والمصاعب، وتعمل كلا العمليتين معًا لتقديم حلول ومنتجات جديدة للبشر، وفيما يلي بعض الأمثلة على الابتكارات التي تقوم على أفكار إبداعية:[5]

  • السيارات: هي أحد أمثلة الابتكار، إذ رأى الناس الحاجة إلى استبدال وسائل المواصلات المتوافرة حينها كالعربات بوسيلة أسرع وأكثر شخصية مما أدى لصناعة السيارات.
  • سيارات الأجرة: إنَّ فكرة إيصال الناس بسيارات الأجرة كانت فكرة جديدة وإبداعية، وقد قامت شركة أوبر على هذه الفكرة.
  • محركات البحث: فمع الانتشار الواسع والكبير للمعلومات ظهرت الحاجة لسبل تُسهل على البشر البحث والحصول على المعلومات، مما أدى لظهور فكرة محركات البحث التي لاقت نجاحًا كبيرًا عند تطبيقها.
  • الهواتف المحمولة: بعد انتشار الهواتف الأرضية ظهرت الحاجة إلى استخدام هاتف متنقل يُسهل الوصول إلى الأشخاص في كل مكان، ومع نجاح هذه الفكرة ظهرت العديد من الابتكارات والتحسينات عليه مما زاد في مزاياه والخدمات التي يقدمها.

مكونات الفكر الإبداعي

لا يستطيع أي شخص أن يأتي بفكرة جديدة ويبدع في اكتشاف الحلول دون توافر العديد من العوامل التي تُعد ضرورية وأساسية لعملية الإبداع، وهذه العوامل التي يتكون منها الفكر الإبداعي هي:[6]

  • الطلاقة: هي القدرة على إنتاج عدد كبير من الأفكار الجديدة والإبداعية، ويوجد لها العديد من الأنواع، كمّا يمكن قياسها قيمتها.
  • المرونة: القدرة على التغيير والتأقلم بحسب الموقف والتفكير بأفكار متنوعة تناسب المشكلة بعيدة عن الجمود أو التعصب.
  • الأصالة: أي القدرة على إيجاد فكرة أصلية، مُتميزة وجديدة ومختلفة عن الموجود وبعيدة عن الأفكار التقليدية.
  • الحساسية للمشكلات: القدرة على اكتشاف مواطن الضعف والعيوب وإدراك المشكلات بسبب امتلاك المُبدع قدرة إدراك الية ونظرة مختلفة عن الآخرين.
  • إدراك التفاصيل: القدرة على تحليل الأشياء وتفصيلها، ورؤية عدد كبير من التفاصيل في الأشياء العادية.
  • المحافظة على الاتجاه: أي الاستمرار في الفكرة المُبتدعة، وإمكانية الإبداع عليها وتطويرها لفترة طويلة مع مراعاة الحفاظ على المنطق خلال مختلف مراحل عملية الإبداع.

أنواع الابتكار

يُعدُّ الابتكار من العمليات الضرورية واللازمة في مختلف جوانب الحياة، ويندرج تحت هذا المفهوم العديد من الأنواع التي تختلف باختلاف نواحي التنفيذ وتحسين الأفكار الإبداعية، ومن أبرز أنواع الابتكار ما يلي:

  • تحسين العمليات والتنظيم: ويعني تحسين أداء العمليات والتطوير على الجوانب الإدارية كإدخال التكنولوجيا ضمن العمل.
  • تطوير المنتج: التحسين على المنتج ذاته وتعديل الميزات التي يقدمها، وابتكار ميزات جديدة.
  • ابتكار الخدمات: إنشاء وتقديم خدمات جديدة للزبائن أو الشركاء.
  • ابتكار نماذج الأعمال: التطوير على نماذج العمل الموجودة بشكل مبتكر وتطوير مناهج العمل.

الفرق بين الابتكار والاختراع

يتشابه كلا المفهومين في أنَّه في كلاهما يتم تنفيذ الفكرة وتطبيقها وتحويلها إلى مشروع ما يعود بالنفع على البشرية، ولكن نقطة الاختلاف فيهما أنَّ الابتكار يعني اختيار فكرة موجودة مسبقًا وتجديدها من خلال التعديل عليها أو على أسلوب تنفيذها بحيث تُصبح الفكرة أكثر نفعًا وأفضل مما كانت عليه في الماضي، بينما الاختراع يعني خلق فكرة جديدة كُليًا أو أسلوب جديد ثم التطبيق والتنفيذ على أرض الواقع بحيث نحصل على اختراع جديد لم يعرفه البشر مُسبقًا.[7]

الفرق بين الابداع والاختراع

إنَّ الاختلاف الأساسي بين الابداع والاختراع يكمن في أن الابداع هو عملية نظرية بينما الاختراع فإنَّه يحتوي على جانب عملي، وإنَّ كلا المفهومين يُقدمان مفاهيم وأفكار جديدة، ويطرحون عناصر جديدة في الواقع لم تكن معروفة من قبل، ويُعدُّ الاختراع أحد جوانب الإبداع ولكن يزيد عليه بأنَّه يحتوي على عملية إنتاج مركب جديد أو منتج جديد تمامًا في السوق.

شاهد أيضًا: ما الاختراعات التي ساهمت في تطور الحاسوب الحديث

الفرق بين الابتكار والتحسين

يتم في كل من الابتكار والتحسين التعديل على فكرة موجودة مُسبقًا وتطويرها لتصبح ذا فائدة ونفع أكبر، ولكن في الابتكار يتم التغيير والتعديل بشكل جذري بحيث يتم تطوير الفكرة وابتكار أساليب جديدة في العمل لتبدو الفكرة جديدة ومبتكرة بشكل كامل، بينما يتم في التحسين التطوير على الأفكار والتقنيات الموجودة بحيث تصبح تعمل بجودة وكفاءة أكثر من قبل مع الحفاظ على نفس آلية العمل.

شاهد أيضًا: امثلة على مهارات التفكير الابداعي

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيّن ما المقصود من كل من مفهوم الابداع ومفهوم الابتكار، ووضح الفرق بين الابداع والابتكار ، والرابط بين هذين المفهومين، وعددَّ بعض الأمثلة عليهما، كمّا بيّن هذا المقال ما هي مكونات الإبداع وما هي أنواع الابتكار المختلفة، والفرق بينهما وبين بعض المفاهيم الأخرى التي ترتبط بهما.

المراجع

  1. ^ ideascale.com , What’s the Real Difference between Creativity and Innovation? , 20/10/2021
  2. ^ innolytics-innovation.com , What is Innovation? , 20/10/2021
  3. ^ creativityatwork.com , What is Creativity? (And why is it a crucial factor for business success?) , 20/10/2021
  4. ^ keydifferences.com , Difference Between Creativity and Innovation , 20/10/2021
  5. ^ indeed.com , 7 Creativity and Innovation Examples , 20/10/2021
  6. ^ wikiwand.com , إبداع , 20/10/2021
  7. ^ wikiwand.com , ابتكار , 20/10/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *