الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا

الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا

الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا ، هو من الأمور المهمّة للغاية التي يجب أن يعرفها المسلمون، فقد شرع الله تعالى عددًا من العبادات مثل الصلاة والحج والصيام وغيرها، والأساس فيها الإخلاص وصدق النيّة حتى يقبلها الله سبحانه، فلا يجب التفاخر بها بين الناس، فصلاح النيّة هو السبيل لنيل رضى الله تعالى، ومن الواجب على المسلم أن يكون مخلص النيّة وأن يتجنّب أداء العبادات والأعمال الصالحة رغبةً في ثناء الناس.

ما هو الرياء

قبل أن نعرف الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا ، من الجيد أن نعرف ما هو الرياء، والرياء في اللغة مشتق من المصدر الرؤية، ومعناه هو القيام بالأفعال من أجل الحصول على إعجاب الناس وثنائهم، ويُعرف الرياء بأنّ تخالف أعمال الإنسان الظاهرة لما هو مخفي في قلبه من نوايا باطنة، ويفعل ذلك ليحصل على ثناء الآخرين، والأصل أن تكون النيّة خالصة لوجه الله تعالى[1]، أمّا الرياء في تعريفه الاصطلاحي فهو أن يقوم العبد بأداء العبادات والأعمال الصالحة وهو يتعمد أن يظهرها أمام الناس من أجل أن يعجبوا به ويثنوا عليه، وهو بذلك يعظّم الناس ويسعى للحصول على إعجابهم ناسيًّا الإخلاص لوجه الله تعالى.[2]

الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا

في الحديث عن الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا فإنّ الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا يتفقان في أنّ كليهما ليس فيه إخلاص في العمل لله تعالى، ولم يُقصد به وجه الله والدار الآخرة، ولكنّ الرياء يُراد به نيل إعجاب الناس وثنائهم ومدحهم، أمّا الإنسان الذي يريد بعمله عرض الدنيا فهو يريد المال والجاه ونحو ذلك من متاع الدنيا، وكلا الأمرين يبطل عمل الإنسان، فالأصل في العمل هو الإخلاص، والقيام به لوجه الله تعالى، وليس لنيل إعجاب الناس أو نيل شيء من متع الدنيا، قد ينال الإنسان متع الدنيا وهذا حلال ولكنّ الأصل أن يكون عمله خالصًا لوجه الله تعالى.[3]

حكم الرياء

في الحديث عن حكم الرياء، فقد بيّن الدين الإسلاميّ الحنيف بأنّ الرياء محرّم، فالأعمال التي يُصاحبها الرياء تردّ على أصحابها ولا تُقبل، فالرياء نوع من أنواع الشرك بالله سبحانه وتعالى، ومن أدلة تحريمه قوله تعالى في سورة الكهف: “قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدً”[4]، وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث القدسيّ: “أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ، مَن عمِل عملاً أشرك فيه معِي غيرِي، تركتُه وشركَه”[5]، والله تعالى أعلم.[6]

علاج الرياء

بعد معرفة الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا ، من الجيد أن نتحدّث عن علاج الرياء، فقد حذّرت منه الشريعة الإسلاميّة، بوصفه نوعٌ من أنواع الشرك بالله تعالى، ومن كان يشعر أن في قلبه شيءٌ من الرياء فعليه علاجه على الفور، وذلك من خلال:[7]

  • أن يستشعر العبد مراقبة الله تعالى له، ولجميع ما يقول به من الأعمال أو يلفظه من الأقوال، فذلك يؤدي إلى زرع الخوف من الله تعالى وتعظيمه في قلبه، وذلك ما يُقال عنه الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك.
  • أن يستعين العبد بالله سبحانه وتعالى ليتخلّص من الرياء، وذلك من خلال الدعاء والطلب من الله سبحانه وتعالى.
  • أن يعرف العبد الآثار السلبيّة التي يورثها الرياء فهو يحبط الأعمال والعبادات، ويوجب غضب الله تعالى وسخطه.
  • أن يعرف العبد عقوبة الرياء في الحياة الدنيا، كأن يكشف الله تعالى قصده السيئ ونواياه الخبيثة للناس.
  • أن يحرص العبد على إخفاء عباداته وعدم إظهارها للناس، لتجنّب الحصول على ثناء الناس ومدحهم.

وهكذا نكون قد عرّفنا الرياء في اللغة والاصطلاح، كما عرفنا ما هو الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا، كما تعرفنا حكم الرياء في الإسلام، وأخيرًا أورنا بعضًا من الطرائق التي تؤدي إلى علاج الرياء.

المراجع

  1. ^ almaany.com , تعريف و معنى رياء في معجم المعاني الجامع , 13-12-2020
  2. ^ saaid.net , " المؤمن بين الإخلاص والرياء" , 13-12-2020
  3. ^ ahlalhdeeth.com , الفرق بين الرياء والتشريك في العبادة , 13-12-2020
  4. ^ سورة الكهف , الآية 110
  5. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم،2985،حديث صحيح
  6. ^ slamway.net , الرياء , 13-12-2020
  7. ^ islamqa.info , كيف يُعالج الإنسان نفسه إذا دعته إلى الرياء , 13-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *