الفرق بين الصدقة والزكاة

الفرق بين الصدقة والزكاة

الفرق بين الصدقة والزكاة، هو عنوان هذا المقال عبر موقع محتويات، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- جعل للفقير حقًا في مال الغني، وجعل الزكاةَ ثالث أركان الإسلام، كما شرع للمسلم أيضًا ما يُسمى بالصدقةِ، وقد ذُكر ذلك في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- بل حتى أنَّها أمنية للإنسان بعد وفاته حيث قال تعالى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ}،[1] لذلك سيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عن الزكاة والصدقة، وبيان الفرق بينهما، وذكر فضائلهما، كما سيتمُّ الحديث عن أحكام الزكاةِ من حيث الشروط والمصارف، بالإضافة إلى الحديث عن حكم الصدقة على الملزم بنفقتهم مثل الزوجة والأبناء والوالدين.

الفرق بين الصدقة والزكاة

هناك عددًا من الفروق ما بين الصدقةِ والزكاةِ، وسيتمُّ في الفقرة الأولى من هذا المقال بيان الفروقات بينهما من عدة حيثيات، وفيما يأتي ذلك:[2][3]

  • الزكاةُ تعدُّ إحدى أركان الإسلام الخمسة، بينما الصدقة تعدُّ نافلةً من النوافل، وبناءً على ذلك فإنَّ الزكاة واجبةً على المسلم، لا يجوز له تركها أو الامتناع عنها.
  • الزكاة لا تجبُ إلا إذا امتلك المسلمُ مالًا محددًا من قبل الشرع، كالذهب، والأنعام، و الثمار، وعروض التّجارة، وغيرها، كما أنَّ لها عددٌ من الشروط لا بدَّ من توفرها لتصبح واجبة، بينما أصناف الصدقة غيرُ محددة، بل تجوز بكلِّ ما جاد به المسلم، ومن غيرِ شروط.
  • الزكاة يجب لها مقدارٌ معين، ووقتٍ محدد، بينما الصدقة لا وقت لها ولا مقدار.
  • الزكاةُ تُعطى لمصارفَ محددة من قبل الشرع، ولا يجوز إعطاء الزكاة لغير هذه المصارف، بينما الصدقة تُعطى لأيِّ شخص أو أيِّ جهةٍ.
  • الزكاة يُعذب تاركها ومانعها، بينما الصدقة لا يُعذب تاركها ولا مانعها.
  • الزكاةُ لا تجوز على من تجب عليه نفقتهم، كالأبوين والزوجة، بينما الصدقةُ تجوز عليهم.
  • كلُّ زكاةٍ تعدُّ صدقةً، وليس كلُّ صدقة تعدُّ زكاةً.

شاهد أيضًا: المقدار الواجب إخراجه في زكاة عروض التجارة هو

أحكام الزكاة

سيتمُّ في الفقرة الثانية من مقال الفرق بين الصدقة والزكاة، تخصيص الحديث عن بعض أحكام الزكاة بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:

شروط الزكاة

لا بدَّ من توفرِ عددًا من الشروط حتى تكون الزكاة واجبةً في مالِ المسلم، وفيما يأتي ذكرها:[4]

  • الإسلام: لا بدَّ من أن يكون المزكي مسلمًا، فلا تجب الزكاة على كافرٍ.
  • بلوغ النصاب: وهو أن يصل قيمة معينة من المال، بحيث إذا بَلَغَ مال الشخص هذه القيمة، أصبحت الزكاة واجبة عليه.
  • حولان الحول: أي أن يمرَّ عامًا هجريًا كاملًا على المال الذي بلغ النصاب، باستثناء الثمار والزروع الخارجة من الأرض.

اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الصدقة

مصارف الزكاة

إنَّ للزكاة ثمانيّة مصارف حدّدها الله -تعالى- في القُرآن الكريم، ولا يجوز إخراجها لِغيرِهم، وهم في قوله -سبحانه-: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[5] وفيما يأتي بيانهم:[6][7][8]

  • الفقير: وهو الشخص غير القادر على الكسب، وقيل: هو من يملك مالاً  أقل من حاجته، ويكون بمرتبةٍ أقلّ من المسكين.
  • المسكين: هو الشخص الذي يكسب ولكنّ بأقل مما يحتاج إليه، وقيل: هو الذي لا يملكُ شيئاً.
  • العاملون عليها: وهم الموظّفون من قِبل الدولة؛ لِجمع أموال الزّكاة، وحمايتها، وتسجيلها، وغير ذلك من أعمال الزّكاة، فتكون رواتِبُهم من مال الزّكاة.
  • المُؤلفةُ قُلوبُهم: وهم زُعماءُ وسادات المُشركين الذين يدخُلون في الإسلام، فهم جديد عهدٍ بالأسلام؛ فيُعطون من الزّكاة؛ تأليفًا لِقُلوبِهم، واتِّقاءً لِشرهم، وهم أيضًا ممن يُعطون من الزّكاة طمعًا في إسلامِهِم، فقد أعطى النبي -عليه الصلاة والسلام- صفوان بن أُمية من غنائمِ يومِ حُنينٍ، فيُمكنُ إعطاءُ غير المسلم من هذا السّهم.
  • في الرّقاب: وهُم العبيد والأسرى، فيجوز صرف جُزءً من أموال الزّكاة لِفداء العبيد.
  • الغارِمون: وهُم الغارِقون بالديون بسبب الكوارث، أو الإصلاح بين الناس، وليس بسبب المُحرّمات كالخمر والميسر، ويُشترط لإعطائِهِ أن يكون مُسلمًا، وغير قادرٍ على السّداد، وأن لا يكون الدّين مُؤجّلاً.
  • في سبيل الله: وهُمُ المُقاتلون الذين لا راتب لهم، ويدخُل فيه كُلُ عَمَلٍ فيه خدمةٍ للإسلام.
  • ابن السبيل: وهو الغريب الذي انقطع عن ماله وأهله، ويُشترطُ لإعطائه أن يكون سفره في غير معصيةٍ، وأن لا يجد من يُقرضه.

اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الصدقة

هل تجوز الزكاة على الأبناء

يجوز للأب إعطاء أبنائهم زكاة مالهم شريطة أن يكونوا كبار أصحاء؛ إذ أنَّهم في هذه الحالة نفقتهم غير واجبة على أبيهم، بينما الأبناء الصغار أو المرضى العاجزين عن الكسب فنقتهم واجبة على أبيهم، وبناءً على ذلك فلا تجوز الزكاة عليهم.[9]

شاهد أيضًا: عروض التجارة هي الأموال المعدة للاستعمال الشخصي

فضائل الزكاة والصدقة

في الفقرة الثالثة من مقال الفرق بين الصدقة والزكاة، سيتمُّ بيان فضائل الصدقة والزكاة، وفيما يأتي بيانها:[10][11]

  • في الزكاة إكمالٌ لدين المسلم؛ إذ أنَّ إعطاء الزكاة يعدُّ ركنًا من أركان الإسلام.
  • تأليف قلوب الأغنياء والفقراء، وتطهير نفوس الأغنياء من البخل والشح، ونفوس الفقراء من الكره والغلِّ.
  • تماسك المجتمع، والبعد عن الجرائم المالية.
  • النجاة من حرِّ يوم القيامة ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كلُّ امرئٍ في ظلِّ صدَقتِه يومَ القيامةِ”.[12]
  • تطهير المال، ووقاية صاحبه من الفساد، وإعانة الفقير على طاعة الله -تعالى-، وترغيبه في فعل الخير، كما أنها من أسباب التمكين في الأرض، وفيها زيادة الهُدى والفلاح والرِّزق، كما أنها سببٌ من أسباب قضاء الحوائِج، وتفريج الكُربات، وستر صاحِبِها في الدُنيا والآخرة، وتنَزُّل الرحمة.
  • نَيَل الثناء من الله -تعالى- الوارد في قوله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.[13]
  • ترغيب الناس في الإسلام، وتحبيبهم به؛ مثل سَهم المُؤلفةِ قُلوبهم، وتخفيف الهُموم والدُيون عنهم، وتجهيز المُقاتلين للجهاد في سبيل الله، وتحرير العبيد من رِقّ العُبوديّة لغير الله.
  • نماء المال وزيادته، وحُصول التواضع والرحمة بالآخرين، والشُعورِ بِهِم.

شاهد أيضًا: مكانة الزكاة في الإسلام

حكم الصدقة على الملزم بنفقتهم

تجوز الصدقة على الزوجة والأبناء والوالدين، بل إنَّ الصدقة عليهم أفضل من الصدقة على غيرهم، وكذلك النفقة ذاتها إذا احتسبها المنفق كانت صدقة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ المُسْلِمَ إذا أنْفَقَ علَى أهْلِهِ نَفَقَةً، وهو يَحْتَسِبُها، كانَتْ له صَدَقَةً”،[14] 

وبذلك تمَّ الوصول إلى الفرق بين الصدقة والزكاة، والذي تمَّ فيه بيان الفرق بينهما، ثمَّ تمَّ في الفقرة الثانية من هذا المقال الحديث عن أحكام الصدقة، حيث تمَّ تقسيمها إلى عنوانين، في العنوان الأول ذُكرت شروط الزكاة، وفي العنوان الثاني ذُكرت مصارف الزكاة، أمَّا في الفقرة الثالثة، فتمَّ فيه ذكر فضائل الزكاة والصدقة، وفي ختام المقال تمَّ بيان جواز صدقة الرجل على الملزم بنفقتهم مثل الزوجة والأبناء والوالدين.

المراجع

  1. ^ المنافقون: 10
  2. ^ موقع الإسلام سؤال وجواب، محمد صالح المنجد، ص2699 , https://al-maktaba.org/book/26332/4677 , 01/04/2024
  3. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، ص2051 , 01/04/2024
  4. ^ alukah.net , ملخص لأحكام الزكاة , 01/04/2024
  5. ^ التوبة: 60
  6. ^ المال في القرآن، محمود محمد غريب، ص89-96 , https://al-maktaba.org/book/1392/89#p1 , 01/04/2024
  7. ^ دروس الشيخ عمر الأشقر، عمر الأشقر، ص11 , https://al-maktaba.org/book/32250/480#p3 , 01/04/2024
  8. ^ مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، محمد جميل زينو، ص118 , https://al-maktaba.org/book/33569/118#p1 , 01/04/2024
  9. ^ aliftaa.jo , هل يجوز للأب إعطاء زكاة ماله لابنته إن كانت محتاجة , 01/04/2024
  10. ^ منزلة الزكاة في الإسلام، سعيد بن وهف القحطاني، ص28-40 , https://al-maktaba.org/book/34024/30#p2 , 01/04/2024
  11. ^ دروس للشيخ سلمان العودة، سلمان العودة، ص65 , https://al-maktaba.org/book/7729/784#p1 , 01/04/2024
  12. ^ شرح مسلم لابن عثيمين، ابن عثيمين، 584/3، حديث صحيح
  13. ^ البقرة: 247
  14. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو مسعود عقبة بن عمرو، 1002، حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *