الفرق بين القائد والمدير

الفرق بين القائد والمدير

الفرق بين القائد والمدير واحدٌ من الفروق المُهمَّة التي يجب على كل إنسان أن يتعرَّف عليها حتَّى يعرف صفات القائد وصفات المدير والفقر بينهما، وبمعرفة هذه الصفات وهذه الفروق سوف يكون الإنسان قادرًا على الخطو بخطوات واثقة في سبيل أن يكون قائدًا ناجحًا أو مديرًا ناجحًا متمتعًا بكلِّ صفات النَّجاح في الأمرين، وفي هذا المقال سوف نسلِّط الضوء على الفرق بين القائد والمدير بالإضافة إلى وضع جدول يوضح الفرق بين القائد والمدير، كما سنتحدَّث عن الفرق بين القيادة والإدارة.

الفرق بين القائد والمدير

يمكن إظهار الفرق بين أي شيئين من خلال تعريف كل واحد منهما على حدة، أو من خلال وضع الأمور التي يختلف بها هذان الشيئان ثمَّ القيام بإظهار الاختلاف في كل أمر من هذه الأمور، وللتفريق بين القائد والمدير، فيما يأتي نضع وجوه الاختلاف، أو الأشياء التي تُفرِّق بينهما ونظهر الفرق في كل أمر من هذه الأمور:[1]

التأثير على الأتباع

يكون الفرق بين القائد والمدير في مسألة التأثير على التابعين على النحو الآتي:

  • القائد: يؤثر القائد الناجح على أتباعه من خلال شخصيته القوية التي يمتلكها، وهي شخصية قيادية محببة من قبل الجميع، تؤدي هذه الشخصية إلى تسابق الجميع في سبيل تنفيذ أوامر القائد منهم.
  • المدير: يكون تأثيره على من يتبعه من خلال الصلاحيات التي يمتلكها فقط، وهي صلاحيات يخشاها الأتباع، فينفذون الأوامر خوفًا من العقوبات وتنفيذًا للقوانين فقط، وليس عن رغبة وشغف.

تنفيذ الواجبات والوظائف

يكون الاختلاف بين القائد والمدير في تنفيذ الواجبات على النحو الآتي:

  • القائد: يشجع القائد الناجح كل أتباعه على تنفيذ الواجبات بحب ورغبة، ويدفعهم إذا كان ناجحًا على تنفيذ ما يجب عليهم من تلقاء نفسه دون القيام بطلب تنفيذها.
  • المدير: يطلب المدير من الموظفين أو من الذين يعملون تحت إمرته تنفيذ الواجبات والقيام بالأعمال التي من شأنها أن تعلي من شأن العمل أو الشركة أو المؤسسة، وإذا لم يطلب منهم تنفيذها، فإنَّهم لن يقوموا بأي شيء، ولن يكون هناك تطور واضح المعالم في سير العمل.

حب الظهور

يختلف القائد عن المدير في حب الظهور، يكون الاختلاف على النحو الآتي:

  • القائد: إنَّ من صفات القائد أنَّه لا يحب الظهور ولا يفضله على الهدف الذي يعمل من أجله، كما أنَّه يهتم بظهور الفريق كاملًا، وهو من ينسب النجاح إلى فريقه كاملًا وليس لنفسه فقط.
  • المدير: بينما يحب المدير ويفضل أن ينسب الإنجازات لنفسه، ويسعى إلى الحصول الإشادة وحده.

شحن الأتباع بالثقة والحماس

يختلف القائد عن المدير في شحن الأتباع بالثقة والحماس، ويكون الاختلاف بينهما على النحو الآتي:

  • المدير: يسعى بكل ما يملك من قوة إلى تنفيذ العمل الموكل به، ولا يهتم بزرع الثقة بأي أحد.
  • القائد: يحاول زرع الثقة بأتباعه ويشعرهم بأهميتهم في إنجاز كافة الأعمال.

العمل بجماعية

يختلف القائد عن المدير في مسألة العمل بجماعية، ويكون على الاختلاف بينهما على النحو الآتي:

  • القائد: يهتم القائد بإقناع أتباعه بقراراته ومواقفه بشكل كبير، ويسعى دائمًا إلى العمل معهم بجماعية للوصول إلى الهدف.
  • المدير: لا يهتم المدير بإقناع من يعملون تحت إمرته بقراراته وأوامره، بل يهتم بتنفيذها فقط، وهو بهذه الطريقة قليل الجماعية مقارنة بالقائد.

النجاح

يختلف القائد والمدير في مسألة النجاح في العمل على النحو الآتي:

  • القائد: دائمًا ما يكون سعي القائد منصبًا على تحقيق المصلحة العامة والأهداف العامة بشكل عام.
  • المدير: يسعى المدير دائمًا لتحقيق الهدف المرجو بهدف البقاء في منصبه أو الترفع إلى منصب أعلى، وغالبًا لا يهتم بالمصلحة العامة، بل يهتم بمصلحته الشخصية أكثر.

الشعور بالمسؤولية

يكون الاختلاف بين القائد والمدير من حيث الشعور بالمسؤولية على النحو الآتي:

  • القائد: يتحمل القائد المسؤولية بشكل كبير، ويلقي لوم الخطأ على نفسه وليس على أتباعه، أي أنَّه يتحمَّل الخطأ ويعتذر عنه حتَّى لو كان قائدًا وغير محاسب.
  • المدير: لا يتحمل المدير الأخطاء، وإنَّما يحملها للذين يعملون تحت إمرته، ويحاول دائمًا تبريء نفسه بشتى الطرق والوسائل.

الحكمة في اتخاذ القرارات

اتخاذ القرار مسؤولية القائد والمدير معًا، والاختلاف بينهما يكون في كفيفة اتخاذ القرار، ويكون الفرق على النحو الآتي:

  • القائد: يملك حكمة وهدوءًا واتزانًا أكبر في اتخاذ القرار، وغالبًا ما يكون صاحب نظرة ثاقبة ورؤية وبصيرة سليمة، لذلك يتخذ القرارات الصحيحة دائمًا.
  • المدير: لا يمتلك الحكمة الكافية في اتخاذ القرارات، ويسعى دائمًا لتحقيق الأهداف القصيرة، أي التي تنفع على المدى القريب.

الليونة والمرونة

من جهة الليونة والمرونة يكون الفرق بين المدير والقائد على النحو الآتي:

  • القائد: يكون القائد أكثر ليونة من المدير، وهو يتقبل النقد ويغير رأيه ووجهة نظره، فلا يكون القائد الناجح مكابرًا ولا عنيدًا ابدًا.
  • المدير: لا يستمع المدير لغير رأيه، ولا ينفذ غير قراراته حتَّى لو كانت خاطئة، وغالبًا يرى أنَّ رأيه الأصح من بين جميع الآراء.

التواصل مع الآخرين

لأنَّ التواصل مع الآخرين أساس النجاح في كل شيء في هذه الحياة، يمكن التفريق بين المدير والقائد من حيث التواصل مع الآخرين من خلال ما يأتي:

  • القائد: يتميز القائد الناجح بقدرته العالية في التواصل مع الآخرين، وهو يحب التشارك ويستمع لكل الآراء والاقتراحات التي تأتي من أتباعه، وبهذا يكون مبدعًا في التواصل مع الآخرين.
  • المدير: غالبًا يكون المدير فوقيًا في التواصل مع الآخرين، وهو في الغالب يصدر الأوامر فقط ولا يهتم برأي الآخرين ولا يستمع لاقتراحاتهم ولا يتقرب منهم أبدًا.

جدول يوضح الفرق بين القائد والمدير

بعد أن فصلنا في كل الأشياء التي يختلف فيها القائد والمدير، فيما يأتي نضع جدولًا خاصًا يظهر الفروق الكاملة بين القائد والمدير:[2]

القائد المدير
يتميز بالإبداع والبحث عن التجديد. ينفذ الأمور كما يجب أن تكون دون إضافة لمسة إبداعية.
ملهم لأتباعه، ومتوهج روحيًا وعاطفيًا. عملي وجاد وعقلاني واقعي.
قادر على ابتكار أشياء جديدة لا يبتكر ولا يفكر في الأشياء الجديدة غالبًا.
يلقي على نفسه المسؤولية كاملة عن أي خطأ. يحاول التهرب من المسؤولية عن الأخطاء ويلقيها على عاتق الموظفين.
قريب من أتباعه ويسمع لشكواهم ويهتم بهم. لا يتقرب من أتباعه، ولا يهمه منهم إلَّا تنفيذ الأعمال بالشكل المطلوب.
جريء ومقدام وشجاع. منظَّم وفق ما يُطلب منه فقط.
يسعى إلى التجريب واختبار الأفضل. يسير وفق القوانين فقط ولا يحاول التجريب إلَّا بالقانون.
يتمتع بشخصية قوية. يتمتع بسلطته القوية فقط.
يسعى إلى التغيير الدائم. يسعى إلى الاستقرار حتَّى لو كان على حساب الثبات وعدم التغيير.
يسعى إلى المصلحة العامة للجمهور أو المجموعة التي يقودها. يسعى لتحقيق مصلحة المنظمة أو المؤسسة التي يقوم بقيادتها فقط.

شاهد أيضًا: صفات القائد التربوي وكيفية اختياره

صفات يجب توافرها في القائد الناجح

توجد مجموعة من الصفات التي يجب أن تتوفر في كل قائد ناجح، حتَّى يكون ناجحًا في الأساس، وهذه الصفات هي:[3]

  • الثقة بالنفس والقدرة على السيطرة على الآخرين، والقدرة على إقناعهم بالفدائية وبذل الغالي والرخيص في سبيل تحقيق الأهداف المطلوبة.
  • الصدق والأمانة والإخلاص في العمل والشفافية المطلقة، وذلك حتَّى يكون القائد مصدر ثقة بالنسبة للمجموعة التي يقودها.
  • الشجاعة والقدرة على اتخاذ القرارات وتحمل الأخطاء بمسؤولية كبيرة، فالشجاعة تمكن القائد من اتخاذ القرارات السريعة والصائبة في المواقف الحرجة، وهذه من أهم سمات القائد الناجح.
  • التواضع مع أتباعه والتقرب منهم والاستماع لآرائهم وتقبل النقد.
  • السعي إلى تجديد الأفكار وتقديم المقترحات الإيجابية التي تهدف إلى التطوير المستمر.

صفات يجب توافرها في المدير الناجح

أمَّا صفات المدير الناجح فهي كثيرة، نذكر من هذه الصفات ما يأتي:[3]

  • أن يكون المدير صاحب خبرة عملية ويكون حاصلًا على الشهادات العلمية التي تؤهله للإدارة، وأن يكون متدرجًا في الوظائف وصولًا إلى الإدارة حتَّى يكون عارفًا بكل تفاصيل المؤسسة أو الشركة التي يديرها.
  • يجب أن يسعى إلى تحفيز الموظفين وشحنهم حتَّى يحصل على أكثر طاقة إنتاجية ممكنة منهم، ويكون التحفيز من خلال المكافآت أو من خلال الزيادة في الرواتب أو من خلال الترفيع في المناصب.
  • يجب أن يكون المدير رحيمًا بالموظفين، وأن يقدر تعبهم وألَّا يكلفهم فوق طاقتهم، فلا يكلف الله تعالى نفسًا إلَّا وسعها.
  • أن يكون عادلًا بين الموظفين فلا يفرق بين أيٍّ منهم، وأن يجازي كل من يستحق الجزاء وألَّا ينحاز إلى أي أحد منهم.
  • أن يحترم كل القوانين التي وُضعت في المؤسسة وألَّا يتجاوزها وأن يعمل بها بكل دقة.
  • يجب على المدير أن يكون قادرًا على التحكم بنفسه، وأن يحسن التصرف في كافة المواقف.
  • على المدير أن يشاور الموظفين ويشاركهم في اتخاذ القرار، وألا يتخذ قرارًا منفردًا في العمل، حتى يكتسبوا الثقة في رأيهم.

الفرق بين القيادة والادارة

بعد أن تحدَّثنا بالتفصيل عن الفرق بين القائد والمدير، يمكن إظهار الفرق بين القيادة من خلال تعريف كلٍّ منهما على حدة، فيما يأتي نقدم تعريفًا لكل من الإدارة والقيادة:

الإدارة

يمكن القول في تعريف الإدارة بأنَّها واحدة من العلوم الاجتماعية القديمة، وهي علم بحد ذاته، يمر بكثير من المراحل، مثل: التخطيط، التنظيم، التنسيق، التوجيه، الرقابة، وكل هذه العمليات تُستخدم من أجل الوصول إلى أفضل النتائج المرجوة من العمل وبأقل تكلفة مادية ممكنة، وجدير بالقول إنَّ الإدارة تتألف من ثلاث مستويات، وهي:

  • الإدارة العليا: هي الإدارة التي تقع في قمة الهرم، ويُقصد بها المدير العام، وأعضاء مجلس الإدارة لأي شركة أو مشروع أو مؤسسة، وهي من تحمل مسؤولية التنظيم والتخطيط والمتابعة العليا.
  • الإدارة الوسطى: والمقصود بها مديرو الأقسام والوحدات وغير ذلك، وهي أعلى من الإدارة الدنيا.
  • الإدارة الدنيا: وهي الإدارة المنفذة أو الإدارة التنفيذية، وهي من تقوم بإنجاز الأهداف وتحقيق الأشياء المطلوبة بالتعاون مع اليد العاملة مباشرة وبتخطيط الإدارة العليا والوسطى معًا.

القيادة

هي القدرة الجسدية والعقلية والذهنية على شحن الأفراد وتحفيز اليد العاملة بهدف العمل على تحقيق الأهداف والمكاسب المرجوة، ولهذا يكون الهدف الأول من الإدارة إقناع الآخرين بالعمل الجاد والدؤوب على تحقيق الهدف، فهي القدرة على توجيه سلوك اليد العاملة لتحقيق الإنجازات والأهداف المطلوبة، وللقيادة مجموعة من المهارات وهي:

  • الذكاء والقدرة على الإقناع.
  • معرفة نقاط الضعف ونقاط القوة في الآخرين.
  • الإيمان بأهمية الرسالة والهدف الذي يتم السعي من أجل تحقيقه.
  • قوة الشخصية والشجاعة والقدرة على اتخاذ القرارات.
  • تحمل المسؤولية وبث شعور القوَّة في نفوس الآخرين.

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على الفرق بين القائد والمدير والذي وضعنا فيه كل الصفات المناسبة التي يجب أن تتوفر في القائد الناجح وفي المدير الناجح، وتحدَّثنا فيه عن الفرق بين الغدارة والقيادة أيضًا.

المراجع

  1. ^ er.educause.edu , Managers and Leaders: Are They the Same or Different? , 28-03-2021
  2. ^ simplilearn.com , The Difference Between Leadership and Management , 28-03-2021
  3. ^ forbes.com , 9 Differences Between Being A Leader And A Manager , 28-03-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *