الفرق بين الوقف والوصية

الفرق بين الوقف والوصية

الفرق بين الوقف والوصية سؤال من الأسئلة المتكررة بين المسلمين، فقد خلق الله تعالى البشر ووزع أرزاقهم وقدّرها، وأمر كلّ مسلم بتزكية أرزاقه التي وهبها له بأداء الزكاة، وزيادة الخير والإنفاق بإخراج الصدقات، وإنَّ للإنفاق في سبيل الله تعالى الكثير من الأشكال مثل الوقف أو الوصية أو العطية أو الصدقة أو الهبة، وفي هذا المقال سنبيّن الفرق بين كلّ من الوقف والوصية، وتعريق كلّ منهما، بالإضافة إلى ذكر الفرق بين الوصية والهبة.

الفرق بين الوقف والوصية

يكمن الفرق بين الوقف والوصية في عدد من النقاط التالية:[1]

  • يخرج الوقف عن ملك صاحبه حين يوقفه فإنَّ الوقف لله تعالى، أمّا الوصية فينتقل مُلكها من الموصّي إلى الموصّى له.
  • لا يجوز الرجوع عن الوقف أو التراجع بعد أدائه لأنّه عقدٌ لازم زلا يجوز إبطاله، في حين أنّه يجوز التراجع في الوصية وتغييرها والرجوع عن كل ما أوصى من مال وأملاك؛ ذلك لأنَّ الوصية تُنفذ بعد موت الإنسان.
  • يجوز ان يخرج الإنسان الوقف من جميع ماله ومُلكه إلّا إذا كان على فراش الموت فيجوز له التصرف ووقف الثلث أو شيء منه، أمّا الوصية فلا يجوز أن تتجاوز ثلث مُلك الإنسان إلّا بموافقة ورثته.
  • لا يصحُّ للسفيه أن يُقدم وقفًا من ماله، إلّا أنّه يصحُّ له أن يُقدم وصية من ماله.
  • يحقُّ للواقف أن يوقف شيئًا من ملكه لأحد من ورثته ولا بأس في ذلك ما لم يكن الواقف على فراش الموت، أمّا الوصية فلا تجوز على أحد من الورثة إلّا برضا وإجازة الورثة الآخرين.
  • لا يصحُّ لمن عليه دين أن يوقف شيئًا من ماله، أمَّا الوصية تجوز له؛ ذلك لأنَّ الوصية لا تؤدّى إلّا بعد قضاء دين الميت.
  • لا يجوز أن يُباع الوقف أو يوهب ويُعطى لشخص آخر، في حين أنَّه يجوز للموصّآ له التصرف بالوصية كما يشاء.
  • إنّ الاستفادة من الوقف لا تستلزم أن يموت المُوقف ويمكن الاستفادة منه قبل ذلك، أمّا الوصية فلا يستطيع الموصى له الاستفادة منها إلّا بعد موت الموصّي.
  • يتملَّك الموقوف له الاستفادة والمنفعة من الشيء الموقوف له، في حين لا يتملَّك الشيء ذاته، أمَّا الوصية تكون في تملَّك الموصى له للشيء الموصى به ومنافعه معًا.

شاهد أيضًا: كم عدد الذين حرمت عليهم الصدقة

تعريف الوقف والوصية

إنَّ الوقف والوصية هما شكلان من أشكال الإنفاق في سبيل الله تعالى، وهما سبيل لزيادة أجر المسلم واستمرار ثوابه وفيما يلي سنقدم تعريفًا لكلّ منهما.

الوصية

هي حقُّ تصرف الإنسان في ماله وتركته بعد موته، وهي ثلاث أنواع أولها الوصية الواجبة والتي تتمثل في قضاء دين الميت وإعطاء كلّ من له حقٌّ على الميت وما شابه ذلك من الأمور، وثانيها الوصية المُستحبة وهي أن يوصي الإنسان بجزء من ماله في سبيل الخير ودوام الأجر وذلك بأن يوصي بأن تُنفق الصدقة بما يُرضي الله تعالى، وثالثها الوصية المُحرّمة وهي أن يوصي الإنسان بعد موته بأداء أمور غير شرعية ومخالفة للدين الإسلامي مثل بناء كنيسة أو بناء مكانًا للهو، أو أن يوصي بهدف الإضرار فقط. [2]

الوقف

هو أن يحبس الإنسان أصل مُلك الشيء ويُطلق المنفعة منه، وذلك على أنَّه لا يستطيع الشخص الموقوف له أن يتملّك الشيء لكن يُمكنه الاستفادة والمنفعة منه ومن إيراداته، ويُمكن أن يُخصص الإنسان وقفًا لجهة معينة كأن يُخصص ذلك لطلبة العلم أو للأيتام أو للمجاهدين أو المساكين أو لأبناء السيل وغير ذلك، ومن الجدير بالذكر أنَّ الصدقة الجارية تعدُّ وقفًا ذلك لأنّهما متشابهين تمامًا، وإنَّ الوقف من الأمور التي تُفيد الإنسان وتزيد من ثوابه، ويستمر أجره بعد الموت، كما إنَّه يُفيد الأمة الإسلامية المجتمع الإسلامي فهو بحاجة ماسّة للأوقاف التي تُخصص للمُستحقين في المجتمع.[3]

الفرق بين الوصية والهبة

بعد الحديث عن الفرق بين الوقف والوصية، سننتقل لبيان الفرق بين الوصية والهبة، فقد يُشكل مفهومي الوصية والهبة خلطًا عند بعض الناس، إلا أنّهما مُختلفان ويكمن التفريق بينهما في كون الوصية لا يُمكن تنفيذها إلا بعد موت الإنسان وإنّها تجوز لوارث وتصحُّ من السفيه وفي حال الدين أيضًا، أمّا الهبة فلا يجوز أن يؤديها الإنسان في حال كان عليه دين وفي حال كان سفيهًا فلا تصحّ منه الهبة، كما إنَّ الهبة لا تحتاج إلى أن يموت الواهب بل هي مُنجزة في الحال ويتملّك فيها الموهوب فور قبوله للهبة، إلّا أنّه من الجدير بالذكر أنَّ الهبة تختص بالمال فقط أمّا الوصية تختص بالمال والحقوق، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: كيف يكون اظهار الصدقة سببا لمضاعفة الاجر

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن الفرق بين الوقف والوصية، كما عرّف بكلّ من الوصية والهبة وفق ما وردت في الشريعة الإسلامية، بالإضافة لذكر الفرق بين كلّ من الوصية والهبة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *