من حقوق الميت على الأحياء

من حقوق الميت على الأحياء

من حقوق الميت على الأحياء هو عنوان هذا المقال الذي سيبيّن ويشرح أبرز حقوق الميت على الأحياء، فقد جعل الله تعالى الموت أمر محتوم وهو مصير كلّ المخلوقات التي خلقها، وعلى الرغم من ذلك فإنّ حدث الموت وفقدان شخص عزيز على قلب الإنسان من الأمور التي توهن نفس الإنسان وتتعبها، وقد جعل دين الإسلام بعض الأحكام والتشريعات التي يجب أن يلتزم بها الأحياء عند الموت لتكريم الميت والتهوين على أهله.

من حقوق الميت على الأحياء

من حقوق الميت على الأحياء هي التغسيل والتكفين والصلاة على الميت والقيام بالحداد والتعزية، فإنّ الموت هو عبارة عن نهاية حياة الإنسان والانتقال لحياة الآخرة والحساب، وقد جعل الله تعالى حدث الموت من الأحداث المكرّمة والتي يجب على الأحياء تقديرها، لأنّ فيها عبرة لهم وتذكير بأنّ هذه الحياة هي حياة فناء وأنّ نهاية الإنسان هي الموت، فتحثّهم على زيادة التقوى والطاعة والابتعاد عن الآثام والمعاصي، وقد جعل الله تعالى للميت حقوق يجب على الأحياء من ذويه أن يؤدّوها، وفق ما شرّع دين الإسلام وأمر.

غسل الميت

إنَّ تغسيل الميت هو أول الحقوق التي يجب أن يؤديّها الأحياء لميّتهم، ويكون تغسيل الميت بجعل جسده يعمّ بالماء ولو مرّة واحدة للتخلص من صفة الحدث إذا كان جُنبًا أو كانت حائضًا، كما يُفضل ويُستحب رفع الميت عن الأرض وتجريده من ثيابه مع المحافظة على تغطية عورته، ولا يُستحب وجود الكثير من الناس حول الميت عند غسله بل يُفضل أن يقتصر ذلك على من وجب وجوده للضرورة، وقد وصّى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يُغسل الميّت شخص أمين مؤمن ليستر ما يراه من الشر، ويقول ما يراه من الخير، ويكون تغسيل الميت ضمن خطوات ومراحل يجب على المُغسّل أن يراعيها.

تكفين الميت

من حقوق الميت على الأحياء التكفين، وتكفين الميت هو ستر جسده كاملًا بثوب واحد فإن في ذلك كفاية، ويُستحب ن يكون الكفن نظيفًا حسنًا يستر بدن الإنسان كاملًا، كما يُفضل أن يكون لونه أبيض، ويجوز أن يُعطر الكفن ويُبخر بل هو من الأمور المُستحبة، ومن الجدير بالذكر أنّ المغالاة في الكفن وفرط الإنفاق عليه في الثمن هو من الأمور المكروهة، كما إنّه يُفضل أن يُدفع ثمن كفن الإنسان ممّا ترك من المال فإن لم يكن معه مالًا دفع ذلك ذويه.

الصلاة على الميت

تكون الصلاة على الميت بوضعه مُستقبلًا للقبلة ومحاذيًا ليمين الإمام، ويقف الإمام عند رأس الرجل وعند وسط المرأة، ويُكبر فيها أبع تكبيرات يقرأ الفاتحة بعد التكبيرة الأولى، وبعد الثانية يُصلي على النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- كما في التشهد الأخير في الصلاة، وبعد التكبيرة الثالثة يدعو بالدعاء العام أي لعامة المسلمين والدعاء الخاص أي للميت، وبعد التكبيرة الرابعة يقول: ” اللهم لا تحرمنا أجره ولا تَفْتِـنّا بعده واغفر لنا وله”، ثم يُسلم على اليمين مرّة واحدة.

الحداد على الميت

من حقوق الميت على الأحياء الحداد وذلك بإنّ يحدّ ذوي الميت على الميت ثلاث أيام، ولا يجوز الحداد بعد ذلك إلّا إذا كان الميت هو زوج المرأة فتكون مدّة الحداد حتى انتهاء العدّة الشرعية، ويجوز للمرأة الحداد على أحد أقربائها أو ذويها مالم يمنعها زوجها من ذلك، ويكون الحداد على الزوج بالابتعاد عن الزينة والتطيّب والكحل والثياب المبهرجة والمصبوغة وذلك للتعبير عن وفاء الزوجة لزوجها، وإخلاصها له.

التعزية

إنَّ التعزية من الأمور المُستحبة في الإسلام والتي يجب أن يؤديها الإنسان تجاه أهل بيت الميت وذويه من النساء والرجال والصغار والكبار وذلك خلال ثلاث أيام بعد الموت ولا يجوز بعد ثلاث، إلّا إذا كان الشخص غائبًا  في هذه الفترة فلا بأس في التعزية بعد ثلاث أيام، ولا يوجد ألفاظ محددة للتعزية ويجوز أن يقول المُعزي ما يشاء من الدعاء لأهل الميت بالصبر وللميت بالرحمة والغفران، مع الإشارة إلى أنَّ العبارات التي تناقض المبادئ الإسلامية مثل البقية في حياتك وما شابهها من الكلام هي غير جائزة في التعزية، ومن الجدير بالذكر أنّه يُستحب صُنع الطعام لأهل الميت وذلك من باب المساعدة ولتقرب والبرّ من الجيران، ومواساة لهم على مُصيبتهم، كما يُفضل الإلحاح عليهم الأكل.[1]

شاهد أيضًا: هل البكاء على الميت يعذبه

الدعاء للميت

بعد بيان من حقوق الميت على الأحياء، سننتقل للحديث عن الدعاء للميت، وإنَّ الدعاء للميت من الأمور الجائزة في الإسلام والتي يمكن للإنسان أن يقولها في أي صيغة لا تُخالف مبادئ الدين الإسلامي، والتي يقصد فيه الاستغفار للميت وطلب الرحمة والغفران له، ومما ورد من الأدعية المشروعة والمأثورة للميت نذكر:[2]

  • اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه، فإنك أنت الغفور الرحيم.
  • اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبَرَد، ونَقِّهِ من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وقِهِ فتنة القبر وعذاب النار.
  • اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفَّهُ على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده.
  • اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة القران للميت

أفضل الصدقات الجارية

بعد الحديث عن من حقوق الميت على الأحياء سننتقل لذكر بعض الأعمال التي يُمكن أن تزيد من اجر الميت بعد موته وهي الصدقة الجارية، ويُمكن للمرء أن يؤدي الصدقات عن الميت بعد وفاته، وذلك لاستمرار زيادة أجره وثوابه بعد موته، وقد أشار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ أفضل صدقة جارية للمسلم بعد موته هي توفير الماء لمن يحتاجه ويكون ذلك من خلال حفر بئر أو توفير سبيل عام للماء أو بأي طريقة ممكنة، وقد ورد ذلك في حديث عن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- قال: “قلت: يا رسول الله، إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء”[3]، كما ورد في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الصدقات الجارية بعد الموت أنّه قال: “سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علمًا، أو أجرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته”[4]، فإنّ أداء الإنسان لهذه الأفعال التي وردت في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حياته استمرار لأجره وثوابه وعدم انقطاعه حتى بعد الموت، كما إنّه يمكن لذويه بعد موته إخراج الصدقات عنه بعد موته وأفضلها ما ورد عن رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم، والله أعلم.[5]

شاهد ايضًا: إذا مات بني آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث ومنها

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن من حقوق الميت على الأحياء، كما شرح كيفية أداء هذه الحقوق، وذكر بعض الأدعية المشروعة للميت، وأفضل الصدقات الجارية التي يمكن أن يؤديها الإنسان للميت.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , الحقوق الواجبة للميت , 20-4-2021
  2. ^ islamweb.net , المأثور من الأدعية للأموات , 20-4-2021
  3. ^ صحيح النسائي , سعد بن عبادة، الألباني 3666، حسن.
  4. ^ صحيح الجامع , أنس بن مالك، الألباني، 3596، حسن.
  5. ^ islamweb.net , أفضل الصدقة الجارية عن الميت , 20-4-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *