هل البكاء على الميت يعذبه

هل البكاء على الميت يعذبه

هل البكاء على الميت يعذبه؟، حيث أن الموت هو أعظم مصيبة، وله تنفطر القلوب، وتدمع المُقل، وفي هذا المقال سنتحدث عن حكم البكاء على الميت، وهل يتعذب الميت لبكاء أحبته عليه أم لا.

حكم البكاء على الميت

البكاء بدمع العين ليس به بأس، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما مات ابنه إبراهيم: (العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، وإنما يعذب بهذا أو يرحم، وأشار إلى لسانه عليه الصلاة والسلام). فالمحرم هو رفع الصوت باللسان وهو النياحة، أما البكاء العادي من دون رفع الصوت فلا بأس به، والبكاء الممنوع هو النياحة برفع الصوت وشق الثوب ولطم الخد، هذا هو الممنوع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لطم الخدود، أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية ويقول صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة)، الصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة، والشاقة: التي تشق ثوبها عند المصيبة، والحالقة: تحلق شعرها عند المصيبة أو تنتفه. [1]

هل البكاء على الميت يعذبه

ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: إن الميت يعذب في قبره بما يناح عليه، وفي اللفظ الآخر: أن الميت يعذب في قبره بنياحة أهله عليه، ونحن علينا السمع والطاعة والامتثال، والبكاء الذي في الحديث يعني: النياحة، وهو رفع الصوت، أما دمع العين فلا حرج في ذلك. وعلى الميت أن يجتهد في توصية أهله وأقاربه أن لا ينوحوا، وأن يحذرهم في حياته من ذلك؛ لئلا يعذب في قبره بأسبابهم، وهم أيضًا كذلك إذا علموا يكون هذا أدعى إلى صبرهم وعدم جزعهم، وإلى تركهم النياحة رحمة بميتهم، وحذرًا من تعذيبه بأسبابهم. [2]

بعض الأمور التي تعذب الميت

يعذّب الإنسان في قبره بكلام بعض الناس، ويتألم برؤية بعضهم، ويتعذب بعمل المعاصي عند قبره كتعذيبه بنياحة من ينوح عليه، فعن النعمان بن بشير، قال: (أغمي على عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، فجعلت أخته عمرة تبكي: واجبلاه، واكذا، واكذا، تعدد عليه، فقال حين أفاق: ما قلتِ شيئًا إلا قيل لي، أنت كذلك؟! فلما مات لم تبك عليه)، بل إن هذا المعنى ورد صريحًا في الحديث الذي يرويه أبو موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من ميت يموت، فيقوم باكيه، فيقول: واجبلاه! واسيداه! أو نحو ذلك، إلا وكل به ملكان يلهزانه: أهكذا كنت) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب. رواه الترمذي (1003). وقال: هذا حديث حسن غريب، وصححه ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (2/385)، وقال ابن حجر في ((التلخيص الحبير)) (2/140): ورواه الحاكم وصححه وشاهده في الصحيح عن النعمان بن بشير، وحسنه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)). “>وقد كان النواح ولطم الخدود وشق الجيوب من شأن أهل الجاهلية، وكانوا يوصون أهاليهم بالبكاء، والنوح عليهم، وإشاعة النعي في الأحياء، وكان ذلك مشهورًا من مذاهبهم، وموجودًا في أشعارهم كثيرًا، وفي هذه الحالة تلزم الميت العقوبة. [3]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، الذي بيّنا فيه حكم البكاء على الميت، وهل البكاء على الميت يعذبه، كما أوردنا بعضًا من الأمور التي تصل الميت وتعذبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *