الفسق لغة واصطلاحا

الفسق لغة واصطلاحا حيث يوجد في الشريعة الإسلامية مصطلحات شرعية يترتب عليها أحكام شرعية متعددة لا يفقه معناها سوى الدراس أو الباحث في العلوم الشرعية، يمكن التوصل لمعنى تلك المصطلحات بالنظر لكتب العلوم الشرعية كلفظ الفسق بالنظر لكتب الفقه يمكن التوصل لمعناه بكل سهولة.

الفسق لغة واصطلاحا

الفِسقُ لُغةً هو الخروج والحياد والبعد عن الطاعة كخروج العبد عن طاعة الله عز وجل، لذلك يعد العاصي فاسق، ويقال فسقت الثمرة أي خرجت الثمرة عن قشرتها، أما الفسق اصطلاحًا هو العصيان، والترك والبعد عن أوامر الله عز وجل أي خروج العبد عن طاعة الله عز وجل، حيث إن الرجل لفاسق هو العاصي المتجاوز عن حدود الله تعالى، والفسق لفظ أعم من الكفر، حيث إن الفسق يشمل الكفر وغيره.

قال الله عز وجل عن الفاسقون في كتابه العزيز في سورة النور: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.

كما أن شهادة الفاسق لا تقبل ولا يعتد بها حيث قال الله عز وجل في سورة النور: “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ”.

شاهد أيضًا: كل معصية سميت شركا ولم تصل حد الشرك الأكبر

ما هي أنواع الفسق في الإسلام؟

الفسق له نوعين، كالآتي:

• فسق أكبر: وهو الخروج عن طاعة الله عز وجل المشابهة للكفر أو للـشرك الأكبر، وينفي ذلك الفسق الإيمان والإسلام عن صاحبه ويعتبر كافرًا حيث قال الله عز وجل: “الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.

مثل ما ورد عن إبليس أيضًا في قول الله تعالى: “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا”.

• الفسق الأصغر: هو الخروج عن طاعة الله عز وجل المشابهة للكفر او الشرك الأصغر، ويعتبر فسق دون فسق ولا ينفي ذلك الفسق الإيمان أو الإسلام عن صاحبه ولا يعتبر كافرًا وورد فيه قول الله عز وجل في سورة البقرة:

” وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا الفسق لغة واصطلاحا حيث أن الفسق في المطلق هو الخروج عن طاعة الله عز وجل، وعدم تنفيذ أوامره، وقد يكون ذلك الفسق أكبر نثل الشرك والكفر، وقد يكون فسق أصغر كارتكاب المعاصي مثل قذف للمحصنات كما أن الفاسق لا تقبل شهادته في الإسلام ولا يعتد بها.