المراد بالولي وما هي صفات المؤمن التقي

المراد بالولي

المراد بالولي هو ماذا؟، حيث تتعدد الكلمات ذات المعاني المختلفة بمعاجم اللغة، حيث أن المعاني والتراكيب الموجودة في اللغة العربية لا توجد في أي لغة أخرى لذلك نجد أن لكل كلمة أكثر من معنى ومقصد، ومنها كلمة الولي التي تعني معنى محدد، ولكنه يختلف عن المعنى المراد أو المقصود منها، وهو ما سنوضحه في السطور القادمة.

المراد بالولي

الولي في معاجم اللغة هو  الدنو والاقتراب مثل دنو المطر، ولكن المعنى المراد هنا هو المؤمن التقي الذي يتبع تعاليم الله سبحانه وتعالى ويداوم على الطاعة والعبادة الخالصة له، وهناك كلمة أخرى تحمل نفس المعنى وعلى ذلك تكون الإجابة الصحيحة للسؤال هي المؤمن التقي.

كما تُطلق كلمة الولي أيضًا على من يتولى شؤون المسلمين أو القائم بالولاية، وعلى من يتولى رعاية الأيتام ويكون الولي عليهم، والمؤمن التقي هو من الأولياء لأنه يسير على الطريق المستقيم ويعبد الله تعالى حق العبادة ويجتنب ما نهى عنه من أمور محرمة، وذلك عملاً بقول الله سبحانه وتعالى، “ألا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ”.

لذلك على كل مسلم يؤمن بالله عز وجل أن يتسم بالتقوى والإيمان الصحيح حتى يكون ولي من أولياء الله، وذلك عبر التوكل على الله وعبادته وفعل الصالحات والمداومة على ذكر الله تعالى، وغيرها من مكارم الأخلاق الخاصة بأولياء الله الصالحين.

شاهد أيضًا: المراد بذوي الرحم

صفات المؤمن التقي

ينبغي أن تتوفر عدد من الصفات بـ المؤمن التقي لكي يستحق هذه المكانة وهو أن يكون من عباد الله وأوليائه الصالحين، وهي صفات تميز الأولياء عن غيرهم، ومنها ما يلي:

  • الإيمان الصحيح الذي يملأ القلوب وتؤيده الأفعال والتقوى وذلك لقوله تعالى: “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ”.
  • حب الله والتقرب منه وتجنب ما حرمه، وذلك عملًا بقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، “مَن أَحَبَّ للهِ، وأَبْغَض للهِ، وأَعْطَى للهِ، ومنع للهِ، فقد استكمل الإيمانَ”.
  • المداومة على فعل الطاعات والإكثار منها وهي جميع ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى من صلاة ونوافر وذكر لله، وذلك عملاً بالحديث القدسي، “من عادى لي وليًّا فقد آذاني وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحَبَّ إليَّ ممَّا افترَضْتُ عليه وما يزالُ يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحِبَّه”.
  • الاتصاف بالخلق الحسن، والإكثار من التصدق والابتعاد عن الصفات السيئة كالطمع والكذب والنميمة والغش والحسد، والتحلي بنعمة الحكمة والتفكير السليم والاهتمام بالعلم بجميع مجالاته، والتبحر في أمور الدين، وتلاوة القرآن الكريم وحفظه، والعمل بما حض عليه الرسول الكريم اقتداءً به.
  • الاستجابة لأوامر الله عز وجل والانصياع لها، واحترام ما أنزله من تشريعات والعمل على تطبيقها والدليل على ذلك قوله تعالى: “إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
  • الوفاء بالعهود والعمل على صلة الرحم هي أيضاً من سمات ولي الله الصالح وذلك لقوله تعالى، “وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ”.
  • الإيمان باليوم الآخر والصلاح في الدنيا فيما ظهر وفيما بطن، وعدم ادعاء الإيمان والطاعة، فالله سبحانه وتعالى هو المطلع على الأفئدة، وهو الذي يعلم ما في الصدور، ويميز بين المؤمن والمنافق، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، “لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ علَى الحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا ما المراد بالولي حيث أن الولي هو  المؤمن التقي الذي يتقي الى ويستمع إلى تعاليمه ويخشاه، ويتمتع الولي بالخلق الحسن وحب الله والناس له، حيث أنه من يحبه الله يجعل جميع الناس يحبونه ويخشوه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *