اول ما شاهده ليفنهوك تحت المجهر

اول ما شاهده ليفنهوك تحت المجهر

اول ما شاهده ليفنهوك تحت المجهر، هو التساؤل الأول الذي قد يتبادر إلى ذهنك حين تدرس عن أول مجهر تم اختراعه بواسطة العالم ليفنهوك. والمجهر هو أداة تستخدم لتكبير الأشياء الصغيرة، وتحتوي المجاهر الحديثة على العديد من الأجزاء؛ حيث تعتبر العدسات أهم قطع المجهر، فمن خلال العدسات يمكن تكبير صورة الجسم ومراقبتها بالتفصيل، عن طريق دخول الضوء إلى العين باستخدام عدسة محدبة، يعكس الضوء عن جسم ويمر بالعدسة، ثم ينحني باتجاه العين، فيجعل الكائن يبدو أكبر مما هو عليه. [1]

العالم الهولدندي ليفنهوك

وُلِد ليفنهوك في 24 من شهر اكتوبر عام 1632، في مدينة دلفت الواقعة في هولندا. وفي عام 1648 تدرب ليفنهوك على تجارة الأقمشة، وهو المكان الأول الذي رأى فيه النظارات المكبرة، وقد كانت تستخدم في تجارة المنسوجات لمعرفة كثافة الخيوط، بهدف مراقبة الجودة. وفي العقد الثالث من عمره، عاد ليفنهوك إلى مدينة ديلفت وبقي فيها لدراسة قماش الكتان، ثم اشتهر وعُيِّن خادمًا لعمدة دلفت في عام 1660، وبعد تسع سنوات أصبح مساحًا. [2]

اول ما شاهده ليفنهوك تحت المجهر

أبدى ليفنهوك اهتمامًا كبيرًا بالمجاهر، واهتم بالنظارات التي اخترعها زكريا يانسن في عام 1590. فقد قام ليفنهوك بتجميع أكثر من 247 وحدة بسيطة، وقد كان بعضها قادرًا على التكبير 270 مرة. درس ليفنهوك أكبر عدد  من الأشياء تحت مجاهره محلية الصنع. واستخدم شفرة الحلاقة الخاصة به، وقد كان يقطع شرائح رقيقة جدًا من الفلين أو النباتات أو العينات الأخرى. لكنه سمع مرة تقارير تفيد بأن بحيرة بيركل تتمتع بنظرة غائمة مخضرة بشكل غير اعتيادي. وفي عام 1676، راقب ليفنهوك الماء، فجمع عينة ماء من البحيرة ووضعها تحت أحد مجاهره، وفوجئ ليفنهوك باكتشاف عالم جديد كليا، فقد رأى كائنات حية دقيقة مختلفة الأشكال والألوان. وتسبب اكتشاف ليفنهوك في شك واسع النطاق في الجمعية الملكية، لكن روبرت هوك كرّر التجربة لاحقًا وأكد هذا الاكتشاف.

فكان ليفنهوك أول عالم يقدم وصفًا تفصيليًا للبكتيريا وحيدة الخلية والطفيليات، وكانت يومها هي أول بكتيريا رآها الإنسان، بالاضافة إلى خلايا الدم الحمراء، والحيوانات المنوية البشرية. وفي عام 1683 كشط بعض الجير من أسنانه ، ونظر إليه تحت المجهر، فوجد كائنات حية. كما وضع ليفنهوك أسس تشريح النبات وكان خبيرًا في تكاثر الحيوانات. واكتشف خلايا الدم والديدان الخيطية المجهرية، وصنع أكثر من 500 مجهر لعرض أشياء محددة، واكتشف الحيوانات المنوية التي تعتبر من أهم الاكتشافات في مسيرته.[3]

فوائد اختراع المجاهر في مجال العلوم

أحدث اختراع المجهر علامة فارقة في دراسة العلوم، حيث كان له تأثير كبير على تطور مجالات العلوم المختلفة،ونذكر هنا فوائد اختراع المجهر في بعض المجالات:

  • علم الطب
    كان للمجهر تأثيرًا كبيرًا في هذا المجال؛ حيث يستخدم الأطباء المجاهر لاكتشاف الخلايا ولتحديد أنواعها، حتى يساعد على علاج بعض الأمراض مثل الخلايا المنجلية التي تسببها الخلايا غير الطبيعية.
  • دراسة النظام البيئي
    حيث يستخدم علماء الأحياء المجهر لمراقبة بيئة معينة، مثل البيئة البحرية. ويستخدم المجهر لتحديد أنواع وعدد الكائنات الحية الموجودة في عينات من النظام البيئي، ليساعد هذا العلماء في اكتشاف التهديدات التي يتعرض لها النظام البيئي وتحديد علاقة الكائنات الحية ببيئاتها.
  • علم الطب الشرعي
    الطب الشرعي هو مجال علمي يستخدم لجمع الأدلة وتحليلها، وذلك لبرهنة الحقائق في السيناريو القانوني. ويكون دور المجهر هو فحص الأدلة التي تم جمعها في مسرح الجريمة، والتي قد تحتوي على معلومات لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
  • تحليل الأنسجة
    يستخدم المجهر مع أدوات أخرى للكشف عن الأنسجة غير الطبيعية في الجسم، وقد ساعد ذلك على اكتشاف الأنسجة السرطانية عند المرضى.
  • دراسة ذرية
    يمكّن المجهر العلماء من فحص الفيروسات على المستوى الذري والتأثير عليها؛ لتقديم علاجات مبتكرة. كما يمكّن المجهر  العلماء من دراسة وفهم أنواع الفيروسات وفهم كيفية إصابة الجسم بها. ويستطيع العلماء من خلال المجهر فحص العملية التي يستخدم بها الفيروس غير المغلف البروتين؛ لتندمج مع الخلايا المضيفة.
  • دراسة الوراثة
    حيث يستخدم المجهر في مراقبة التراكيب الجينية، ويسمح للعلماء بتحديد الشذوذ الجيني، والتجدد وموت الأنسجة. ويستخدم علم الوراثة لمراقبة الأنسجة المصابة، ليتمكن أخصائيي الأنسجة من إجراء أبحاث حول العلاجات المستقبلية والأدوية الوقائية.

ويمكننا القول أن المجهر هو جهاز يكبر الأشياء أو الكائنات الحية الصغيرة جدًا؛ التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. وأن أول من اخترع المجهر هو ليفنهوك، وكان اول ما شاهده ليفنهوك تحت المجهر هو الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا وحيدة الخلية والفطريات.

المراجع

  1. ^ nationalgeographic.org , Microscopes , 6/10/2020
  2. ^ bbc.co.uk , Antonie van Leeuwenhoek (1632 - 1723) , 6/10/2020
  3. ^ www3.agu.ac.jp , Leeuwenhoek's World of Microbes , 6/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *