ايات تدل على التامل

ايات تدل على التامل

ايات تدل على التامل من أكثر الآيات التي يُسارع الكثير من الناس لمعرفتها، وذلك لأن الله -عز وجل- قد ميّزنا عن غيرنا من المخلوقات بالعقل، فإذا لم يعمل العقل؛ صار الإنسان كسائر الحيوانات التي لا تتفكّر. وقد خلق الله السموات السبع، والأراضين السبع، وما بينهما؛ لتكون آيات بيّناتٍ على القُدرة المُطلقة التي يمتلكها الله -عز وجل-، وأنه هو الذي خلق فسوّى، وهو الذي قدّر فهدى، فهيّا معًا نتعرف على بعض آيات التّدبُّر والتأمل في القرآن الكريم.

ايات تدل على التامل

يبلغ عدد أجراء المصحف الشريف ثلاثين جُزءًا، وعدد آيات المصحف ما يُقارب من ست آلاف ومائتين وست وثلاثين آيةً، ومُعظم تلك الآيات تدعوا إلى التأمل، ومن تلك الآيات:-

  • ما ورد في سورة البقرة، حيث يقول -تعالى-:” إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( آية164)، فالله -عز وجل- يدعونَا إلى التفكّر في خلق السموات بلاعمدٍ، وخلق هذا النّظام الكونيّ الذي يتعاقب فيه الليل والنّهار، والماء الذي ينزل من السّماء؛ فيُحيي به الأرض بعد مواتها، وكيف أن الله -تعالى- يُصرّف الرياح والسحاب.
  • وذُكر في سورة آل عمران آيةٌ أخرى تدُل على التأمل، بل إن الرّسول-صلى الله عليه وسلّم- توعّد من يقرأ هذه الآية ولم يتفكّر فيها، وهي قوله-تعالى-:” إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ( آية :190)، وقد خُتمت الآية بأن هذه المعجزات الإلهية من يتدبّر فيها هم أصحاب العقول السليمة التي لا يُخالطها شائبة، وذكر -تعالى- صفاتهم بعد هذه الآية، فقال:” الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)، وأما من يتركها دون تفكّر؛ فهم كالأنعام بل هم أضل كما شبّههم رب العزة-سُبحانه- في سورة الأعراف.

شاهد أيضًا: سورة القلم

قصة عن التامل

ذخرت حياة الأنبياء بالكثير من القصص التي تدعوا إلى التأمل، والتفكّر، ومن تلك القصص ( قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام)، فقد بُعث إبراهيم في زمن جبّار يُدعى النمرود، وكان النمرود يدّعي الألوهيّة، وأنه لا يستطيع أن يغلبه أحد، وقد سُخّر له الجنّ؛ فكوّن جيشًا؛ اجتاح به الأرض، وكان يسير بين النّاس سائلًا إيّاهم: من ربكم؟ فيُجيبون خوفًا منه: النمرود.

وبينما هو سائرٌ في يومٍ من الأيام يسأل النّاس، حتى وقع الاختيار على سيدنا إبراهيم؛ حتى يسأله: من ربك؟، فجاءت إجابة الخليل إبراهيم كالصّاعقة له، فقال له: ربّي وربُّك الله، فقال النمرود: كيف تقول ذلك!، وأمر برجليْن؛ فقتل أحدهما، وترك الآخر، وقال للخليل إبراهيم: انظُر أنا أُحيي وأُميت، فكان ردّ إبراهيم عليه قائلًا: إن الله يأتي بالشّمس من الشرق؛ فأتِ بها من المغرب؛  فبُهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين.

وكانت عاقبة النمرود أن الله-عز وجل- عذّبه بذبابة دخلت في أُمّ رأسه، وكان لا يهدأ إلا إذا ضُرب بالنّعال -أعزّكم الله-.

ونستفيد من هذه القصة، أن الإنسان مهما بلغت قوّته ونفوذه؛ فلا بُدّ وأن يتواضع؛ لأن الذي أعطاه قادرٌ على سلب ما أعطاه.

شاهد أيضًا: قصة نوح عليه السلام

شعر عن التامل

ذُكرت الكثير من الأشعار التي تُرغّب الناس في التأمل، ومن تلك الأشعار:-

الله ربّ لا أريد سواه هل في الوُجود حقيقةٌ إلاه

الشمسُ والبدرُ من أنوار حكمته والبرّ والبحرُ فيضٌ من عطاياه

الموج سبّحه والكون مجّده والحوتُ ناجاه

والعبد يعصي فيغفر الله له والعبد ينسى وربّ ليس ينساه

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على ايات تدل على التامل، وأهم القصص التي تدعو إلى التفكّر، وأهم الدروس المستفادة من هذه القصة، وبعض الأشعار التي قيلت تُرغّب في التأمل، وما هي الدلالات المُستبطة من آيات التدبُّر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *