اين تقع مدينة باكو

اين تقع مدينة باكو ؟ إنّها المدينة التي تمتد جذورها في عمق التاريخ، حيث شهدت العديد من الحضارات التي مازالت بعض آثارها خالدة حتّى اليوم. كما كان لموقعها الهامّ على طريق الحرير الأثر الأكبر في نشاط هذه المدينة الاقتصادي عبر تاريخها الطويل. وصولاً لاكتشاف النفط فيها، حيث أن نصف الكميّة المستخرجة من النفط في العالم يتمّ استخراجها من مدينة باكو.

اين تقع مدينة باكو

تقع مدينة باكو في قارة آسيا في جمهورية أذربيجان على ساحل بحر قزوين الغربيّ، وتحديداً في إقليم القوقاز، في شاطئ جزيرة أبشرون الجنوبيّ. ومدينة باكو هي عاصمة دولة أذربيجان وأكبر المدن فيها. كما تبلغ مساحة مدينة باكو حوالي 2.130 كيلو متراً مربّعاً، أي ما يعادل حوالي 820 ميلاً مربّعاً. تنخفض مدينة باكو عن مستوى سطح البحر بحوالي -28 متراً أي ما يعادل حوالي -92 قدماً.

تقسيمات مدينة باكو الإدارية

تتألّف مدينة باكو التي تقع في أذربيجان من قسمين: القسم الأوّل هو سط البلد، والقسم الثّاني هو المدينة القديمة، حيث تبلغ مساحتها حوالي 21.5 هكتاراً. كما تقسم مدينة باكو إلى حوالي 12 منطقة إداريّة أو ناحية، وتُعرف باللفظة المحليّة رايون. كما تقسم إلى حوالي خمسة مستوطنات حضريّة. أمّا النواحي فهي:

• ناحية بن القاضي.
• ناحية قره داغ.
• وناحية خاتاي.
• ناحية الخزر.
• ناحية ناريمانوف.
• وناحية نسيمي.
• ناحية نظامي.
• ناحية بير الله.
• وناحية سبايل.
• ناحية صابونجو.
• ناحية سوراخاني.
• وناحية يسمال.

اقرأ أيضاً: اين تقع مدينة بروكسل

جغرافية ومناخ مدينة باكو

تعد جغرافيّة مدينة باكو التي تقع في دولة أذربيجان متطرّفة. حيث تحيط بها البراكين الطينيّة العديدة، كبركان كيراكي، وبركان لوكباتان، وبوكخبوكخة، وغيرها. كما تكثر فيها البحيرات المالحة، كبحيرة بويوك شور، وأيضاً بحيرة خُداسان. بينما مناخ مدينة باكو فيتّصف بأنّه شبه جاف، حيث يكون الصيف حاراً وجافاً، أمّا الشتاء فيكون بارداً وقليل الرطوبة، ولعلّ ذلك بسبب الرياح الشديدة التي تستمر في الهبوب على باكو خلال العام. كما أنّ متوسّط الحرارة في مدينة باكو ترتفع إلى حوالي 26.4 درجة مئويّة بين شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس. بينما تنخفض درجات الحرارة في مدينة باكو إلى 4.3 درجة مئويّة بين شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير.

معلومات عن مدينة باكو

هناك العديد من المعلومات التي يمكن أن نقدّمها ضمن مقالنا اين تقع مدينة باكو. وهي على الشكل التالي:

• إنّ أوّل ذكر لمدينة باكو في التاريخ كان في القرن الأوّل الميلادي.
• يبلغ عدد سكّان باكو عاصمة أذربيجان وبحسب إحصائيّة سكانيّة تعود لعام 2016 م حوالي 2.236 مليون نسمة. وبكثافة سكّانيّة تبلغ حوالي 996.38 نسمة في الكيلو متر المربّع الواحد، أي ما يعادل حوالي 2.580.6 نسمة في الميل المربّع الواحد.
• اللغة الرسمية في مدينة باكو هي لغة أذربيجان أي اللغة الأذرية.
• ديانة باكو المدينة في المجمل كديانة الدولة أذربيجان، حيث أنّ المسلمين يشكّلون الأغلبيّة العظمى بين السكان. إلاّ أنّ معظمهم غير متدينين، ويظهرون عدم الاهتمام بالأديان، لكونها دولة علمانيّة. وهنالك العديد ممن يعتنقون الديانة المسيحيّة، وأيضاً بعض الأقليات من المجوسية والزرداشتيّة والبهائيّة، وغيرها الكثير.
• إنّ حوالي 25 % من الأذربيجانيّين يعيشون في مدينة باكو وتحديداً في المنطقة الحضريّة.
• تمّ في عام 2000 م تسمية المدينة القديمة في باكو، وأيضاً قلعة العذراء، وقصر الشروان شاه، والشروان شاهان من مواقع التراث العالمي.
• تمّ تصنيف لونلي بلانت والذي يعرف بالكوكب الوحيد في مدينة باكو بين أفضل عشرة مواقع يقصدها السيّاح في العالم.
• إنّ الصناعات النفطيّة هي من الصناعات الأساسيّة في مدينة باكو عاصمة أذربيجان.
• كما ان عملة باكو هي مانات أو منات أذربيجاني.
• تشكّل البورصة في مدينة باكو الأكبر على الإطلاق في منطقة القوقاز ككل.
• إنّ الواقع الثقافي في مدينة باكو متقدّم جداً، حيث تضمّ العديد من الصروح الثقافية، كقاعة أذربيجان الوطنيّة للأوركسترا، بالإضافة إلى مسرح أذربيجان الوطني الأكاديمي للأوبرا والباليه. كما يوجد فيها العديد من دور السينما. كما يقام فيها العديد من المعارض أكانت المعارض المحليّة أو حتّى الدوليّة.
• يقام في مدينة باكو العديد من المهرجانات المحليّة والدوليّة، ومن أشهر هذه المهرجانات: مهرجان باكو السينمائي الدولي، ومهرجان عيد النيروز، بالإضافة إلى مهرجان باكو الدولي لموسيقى الجاز. وهنالك مهرجان الزهور، وأيضاً مهرجان المسرح الوطنيّ.

مدينة باكو القديمة

قليلةٌ هي المدن في العالم التي تتغير بسرعةٍ، ولا يوجد مكان آخر في القوقاز يندمج فيه الشرق والغرب بسلاسة أو بطريقة فوضويّة كحال مدينة باكو التي تقع في أذربيجان. خاصّة المدينة القديمة التي تشتهر بأزقّتها التي تظهر للزائر بشكلٍ متاهة يصعب دخولها بالرغم من المتعة والتشويق. ناهيك عن المساجد العريقة والتحصينات الأثريّة المتبّقية من آثار الماضي. في حين أنّ منظّمة اليونسكو قامت بإدراج المدينة القديمة في باكو إلى قائمتها الخاصّة بمواقع التراث العالميّ عام 2003 م، على اعتبارها من المواقع المهدّدة بالزوال، وذلك إثر تعرّض مدينة باكو القديمة بالعديد من الأضرار والإصابات جراء الزلزال الذي ضربها في عام 2000م.

السياحة في باكو

إنّ واقع السياحة في مدينة باكو التي تقع في القوقاز ممتاز بالنسبة لدول الجوار في قارة آسيا، حيث يقع فيها العديد من المواقع السياحيّة الهامّة، ومنها على سبيل المثال:

قلعة العذراء في باكو

كما تعرف ببرج العذراء، وهي من المعالم الشهيرة والتي تقع في مدينة باكو. حيث تضمّ هذه القلعة متحفاً، يتمّ فيه عرض قصّة تطوّر مدينة باكو عبر التاريخ. كما تضمّ متجراً لبيع الهدايا التذكاريّة. يتمّ إضاءة سطح القلعة لا سيما المجمرة الموجودة فيها طيلة فترة الاحتفال بعيد النيروز. في حين تمّ تسميتها في عام 2001م من مواقع التراث العالمي لليونسكو. والجدير بالذكر أنّ هذا البرج أو القلعة التي تمّ تشييدها في القرن 12 كواحدة من المنشآت الدفاعيّة في مدينة باكو، تم وضع صورتها على إحدى الفئات الورقيّة لعملة دولة أذربيجان، وأيضاً في الطوابع الرسميّة.

قصر الشروانشاهانيين

يعود قصر الشروانشاهانيين إلى العهد الشرواني، حيث يقع في وسط مدينة باكو. كما يضمّ هذا القصر العديد من الأبنيّة، لا سيما الديوان، والأضرحة التي تعود إلى الحكّام القدامى، وضريح السيّد يحيى الباكوي. بالإضافة مسجد الشاه، وبعض بقايا الحمام الأثريّ، وصهريج ماء. والجدير بالذكر أنّ هذا القصر تمّ وضع صورته على بعض الفئات الورقيّة لعملة دولة أذربيجان، 10.000 مانات والتي تمّ تداولها من عام 1994 م إلى عام 2006، ومن ثمّ ورقة 10 مانات التي صدرت عام 2006 م.

معبد النار الباكوي

ويعرف أيضاً باسم اللآتشكاه الباكوي، حيث يعود إلى فترة العبادة المجوسيّة القديمة في أذربيجان، وقد جاء تصميم هذا المعبد مشابهاً لتصميم القلاع، حيث تم تشييده في القرنين 17 – 18 ميلادي، وهو عبارة عن مجمّع خماسي، وله باحةٌ خارجيّة. يقع هذا المعبد في ضواحي مدينة باكو الكبرى وتحديداً في ناحية سوراخاني. في الواقع تمّ تحويل هذا المعبد عام 1975 م إلى متحفٍ، حيث يقصده سنويّاً ما يتجاوز خمسة عشر ألف زائرٍ. لا سيما أنّ الحكومة في أذربيجان أعلنته كمحميّةٍ أثريّة معماريّة، وذلك كان في التاسع عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2007 م.

أبراج اللهب في باكو

وتعرف أيضاً بأبراج الشعلة، وهو عبارة عن مجمّع سكني يتألّف من ثلاثة أبراج تقع في مدينة باكو عاصمة أذربيجان. حيث تبلغ المساحة الكاملة حوالي 234.5 متراً مربّعاً، في حين أنّ تكلفة بنائها بلغت حوالي 350 مليو دولاراً أمريكيّاً. لا سيما أنّها ترتفع عن مستوى سطح البحر بأطوالٍ مختلفة فيما بينها، حيث يبلغ ارتفاع برج الشعلة الأوّل حوالي 190 متراً فوق مستوى سطح البحر، كما يبلغ عدد الطوابق فيه حوالي 33 طابقاً. بينما يرتفع برج الشعلة الثّاني حوالي 160 متراً، حيث يبلغ عدد الطوابق فيه حوالي 30 طابقاً. في حين أنّ برج الشعلة الثالث فيرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 140 متراً، حيث يبلغ عدد الطوابق فيه حوالي 28 طابقاً. ومالك هذه الأبراج هي شركة أزينكو التنمية. وتُعرف هذه الأبراج الثلاثة باسم البرج الشرقي، والبرج الغربيّ، بالإضافة إلى البرج الجنوبي. والجدير بالذكر أنّ واجهات هذه الأبراج تضمّ حوالي عشرة آلاف مصباح، حيث تتحوّل لشاشات عرض ضخمة.

برج سوكا

يعدّ هذا البرج هو أطول الأبراج التي تقع في مدينة باكو، بل وحتّى في منطقة القوقاز كاملة، حيث يشكّل ناطحة سحاب مميّزة، يقع في منطقة حيدر علييف افنيو في مدينة باكو. والجدير بالذكر أنّ هذا البرج هو المقر لشركة النفط الحكوميّة في أذربيجان، وقد صمّم وفق فنّ العمارة فائقة التكنولوجيا، حيث يبلغ ارتفاعه عن مستوى سطح البحر حوالي 209 متراً، ويتألّف من 42 طابقاً. وقد وضعت صورة هذا البرج على الطوابق الرسمية في أذربيجان.

مركز حيدر علييف الثقافي

نظراً لكونه أحد المعالم المعماريّة الأكثر شهرة في جميع أنحاء العالم، فإنّ مركز حيدر علييف هو في الوقت نفسه أحد المعالم المعماريّة المميّزة التي تقع في مدينة باكو الحديثة. إنّه النصب المعماري الرائع، الذي يأخذ الزائر في رحلة عبر العصور، بدءاً من العصر البرونزي والتراث الإسلامي وصولاً إلى كونها جزءاً من الاتحاد السوفيتي حتى الاستقلال والجمهورية الحديثة. حيث الأزياء التقليدية والموسيقى والفنون والعمارة والأدب، وحياة مؤسس الأمة الحديثة حيدر علييف والصراع مع أرمينيا المجاورة. في الواقع إنّها سيرة ذاتية كاملة للبلد الثري الحديث. والجدير بالذكر أن هذه الهندسة المعمارية المثيرة للاهتمام هي عمل المهندسة العراقية الشهيرة زها حديد.

متحف السجاد الوطني في باكو

تأسّس المتحف عام 1967 م، وقد أطلق عليه اسم متحف الدولة الأذربيجانيّ للسجاد والفنون التطبيقيّة الشعبيّة. في الواقع هو أوّل متحفٍ للسجاد يقام في العالم ككل. يتألف من ثلاثة طوابق، حيث أنّ الطابق الأوّل يعرض تطوير السجاد الأذربيجانيّ، ودوره في التقليد المحلي. والطابق الثّاني يعرض مدارس أذربيجانيّة لنسج السجاد. والطابق الثالث يعرض طرق حياكة السجاد الحديثة. وقد جاء تصميم المتحف من الخارج وكأنّه سجادة ملفوفة، وبداخلها المعرض الذي يضم العديد من السجاد الأذربيجاني، ناهيك عن المطرزات والأقمشة.

حديقة داغوستو

لديها العديد من الأسماء التي تربك السائح. في حين أنّها تتميّز بإطلالتها السّاحرة على المدينة، وخليج باكو، وبحر قزوين، وممر الشهداء، ونصب اللهب الخالدة، ومسجد الشهداء، وأبراج اللهب.

ميدان النافورة

وهي عبارة عن ساحة عامة جذّابة مع مجموعة كبيرة من النوافير بأنماطٍ وترتيباتٍ مختلفة. في الواقع تمّ بناءها خلال الحقبة السوفيتية، حيث كان يطلق عليها سابقاً الشرفة، لأنّ الساحة محاطة بالمطاعم والمتاجر، مما يجعلها مكاناً شهيراً، وواحدة من مناطق الجذب في مدينة باكو.

اقرأ أيضاً: اين تقع شواطئ الريفيرا

فنادق مدينة باكو

نظراً لأن مدينة باكو التي تقع في دولة أذربيجان هي دولة الاستثمارات والمال والسياحة النشيطة في القارة الآسيويّة، فإنه يقع فيها العديد من الفنادق العالميّة، ولعلّ أشهرها كما يلي:

• فندق بوليفارد باكو: يقع هذا الفندق بالقرب من ساحل بحر قزوين. وهو من الفنادق ذات النجوم الخمسة، حيث يضم سبا ومركز عافية.
• فندق فيرمونت باكو فلام تاورز: يقع هذا الفندق بالقرب من ممشى الشهداء ذي الشهرة في مدينة باكو. وهو أيضاً من الفنادق ذات النجوم الخمسة. في الواقع إنّ ما يميّزه عن غيره هو إطلالته على بحر قزوين وأيضاً على مدينة باكو.
• فندق وينتر بارك باكو: يقع بالقرب من منتزه وينتر في مدينة باكو. وهو من الفنادق ذات النجوم الأربعة.
• فندق بروموناد باكو: يقع هذا الفندق على بعد 800 متراً من برج مايدن. وهو من الفنادق ذات النجوم الخمسة.
• فندق بارك إن باي راديسون باكو: يتميّز بإطلالته البانوراميّة على ميناء بحر قزوين وأيضاً على مدينة باكو القديمة. يضمّ الفندق مركزاً للياقة البدنيّة.
• هيلتون باكو: يقع بالقرب من مدينة باكو القديمة، ويطلّ على بحر قزوين، حيث يتميّز ببارٍ دوّار موجود في السطح، بالإضافة إلى مسبحٍ وجيم.

إنّ كلّ ما قدّمناه في موضوعنا هذا اين تقع مدينة باكو هو ملخّص كافٍ ووافٍ لواقع هذه المدينة العريقة، والتي تنبض بالحياة على كافة الأصعدة السياسية والثقافية والفنية. كما أنّ واقعها الاقتصادي قلّ نظيره بالنسبة لدول القوقاز وحتى دول العالم، لا سيما وجود النفط الذي هو عصب الصناعة والإعمار.