بحث عن حاتم الطائي

بحث عن حاتم الطائي من الأبحاث التي يرغب الكثير من الناس في معرفتها، وخاصّةً المهتمّين بتاريخ العرب، ودراسة أحوالهم وشؤونهم التي يُستظهر من خلالها ما الدوافع التي جعلتهم يُيدعون الشعر، ويتكلمون الفصحى بالسّلقة، وغيرها من الأشياء التي تميّز بها العرب عن غيرهم، وفيما يلي سنتعرّف على من هو حاتم الطائي، ويحث عنه.

من هو حاتم الطائي

حاتم الطائي من أشهر العرب إن لم يكن أشهرهم في الجود والكرم، ولقد ضرب أروع الأمثلة في البذل والعطاء؛ حتى إنه صار علَمًا عن الكرم؛ إذا أراد أحد أن يصف أحدًا والكرم؛ استحضر صورة حاتم في ذهنه، وقال له أنت ” حاتميّ” الكرم”، وإليك التعريف بحاتم الطائي من حيث نسبه، ونشأته، وكرمه وشعره، وغيرها:[1]

نسبه

حاتم الطائي هو هزومة بن ربيعة بن جرول بن تعل بن عمرو بن الغوث بن طيء، وقد أورد ابن السكيت أن السبب في تسميته بهذا الاسم؛ أنه شُجّ أو شَجّ، وقيل: هو حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشرج بن امرؤ القيس بن عدي بن أقوم بن أبي أخزم، وكان اسم جدّه طيء هو جَلهَمّة بن أدر بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وقد سُمّي بذلك؛ لطيّه المناهل؛ فكان أول من طوى المناهل، وكان له ابنٌ وابنة، ابنه كان عديًّا، وابنته كانت سفانة؛ فلذا كانت له كُنيتان أبا سفانة؛ نسبة لابنته، وأبا عدي؛ نسبةً لابنه، وقيل: إنهما قد حضرا الإسلام وأسلمامع النبي- صلى الله عليه وسلم-، وكانت سفانة هي الكُبرى.[2]

نشأته

وُلد حاتم الطائي في العصر الجاهلي، ولم تُحدّد كُتب التأريخ والسّير العام الذي وُلد فيه تحديدًا، ولكنها حدّدت المكان؛ حيث وُلد في منطقة نجد، وكانت واقعةً في اليمن؛ حيث كانت قبيلة طيئ التي ينتسب إليها تسكن في مورد مائي بالقرب من وادي حائل، ويقع في الجهة الشرقية الشمالية من جبل أجا، ولقد نشأ الطائي في كنف والدته، وكانت تُدعى عتبة، وأبوها عفيف بن عمرو بن امرؤ القيس بن عدي بن أخزم، وكانت ذات مال؛ فكانت حياتها ميسورة، ولعلّ السبب الذي جعل حاتمّا يحظى تلك المكانة في السماء كانت هي، ويرجع نسب أبيه إلى يعرب بن قحطان، وأخواله أيضًا كانوا مشهورين بالسخاء، ولقد كان حاتم وابنته سفانة امتدادًا طبيعيًّا للجود والسّخاء لأمه عتبة؛ فيُحكى أن إخوتها خافوا عليها من الفقر أو أن تفقد كلّ مالها؛ وذلك لكرمها الفائق، فحبسوها؛ حتى لا تضيع ثروتها، وبعد فترة أخرجوها من حبسها، وأعطوها قطيعًا من الإبل، وجاءتها امرأة كانت تأتيها وتُعطيها قبل أن تُحبس؛ فغلب عليها طبعها السخيّ، وأعطتها ما كان عندها من إبل، وهذا إن دل فإنه يدُل على أن طبعها السخيّ إنما هو مُرسّخٌ ومتأصل فيها.[3]

شعره

كان العرب في الجاهلية أهل فصاحة، وبلاغة، وبيان، وكانت العربيّة كالماء والهواء عندهم، فسليقتهم دفعتهم إلى الحديث بالفصحى في كل تعاملاتهم، وفي حياتهم اليوميّة، فكان الطفل منذ نشأته يُنشد الأشعار دون تكلُّفٍ، ولقد كان حاتم من الشُّعراء المُجيدين، ومن أفضل الأسعار التي أنشدها:

أماوي قد طال التجنب والهجر وقد عذرتني من طلابكم العذرُ

أماوي إن المال غادٍ ورائح ويبقى من المال الآحاديث والذكرُ

أماوي إني لا أقول لسائلٍ إذا جاءَ يوْماً حَلّ في مالِنا نَزْرُ

أماوي إما مانع فمبين وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ

أماوي ما يغني الثراءُ عن الفتى إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ

إذا أنا دلاني الذين أحبهم لِمَلْحُودَة زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ

وراحوا عجلاً ينفصون أكفهم يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ

أماوي إن يصبح صداي بقفرة من الأرض لا ماء هناك ولا خمرُ

ترى ْ أن ما أهلكت لم يك ضرني وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ

أماوي إني رب واحد أمه أجرت، فلا قتل عليه ولا أسرُ وقد عَلِمَ الأقوامُ

لوْ أنّ حاتِماً أراد ثراء المال كان له وفرُ وإني لا آلو بكالٍ ضيعة فأوّلُهُ زادٌ وآخِرُهُ ذُخْرُ

بحث عن حاتم الطائي

يُمكننا إنشاء بحث عن حاتم الطائي من خلال مقدمة تتحدث عن حال العرب في الجاهلية، وحال حاتم الطائي، وممن اكتسب تلك الشهرة الواسعة التي لم يحظ بها أحد من العرب، ثم العرض أو الفكرة التي تحتاج إلى المعالجة، ثم الخاتمة التي تحوي على أهم النتائج التي استُنتجت من هذا البحث، وإليك تفصيل ذلك:

المقدمة

لقد ذخر التاريخ العربي بأناس كثيرين كان لهم عظيم الأثر، وسطَّروا أسماءهم بحروفٍ من نُور؛ حتى ذاع صيتهم في مشارق الأرض ومغاربها، كلّ فيما اشتُهر به، وكان من بين هؤلاء هو حاتم الطائي الذي اشتُهر بكرمه وجوده؛ حتى صار علَمًا يُشّبه به من أراد أن يصف أحدًا بالكرم، وقد كان الكرم من الجينات الوراثية التي اكتسبها عن والديه، فوالده ينتسب إلى يعرب بن قحطان، ووالدته اشتُهرت بالجود المُفرط، والسّخاء الذي لا يعدوه سخاء.

العرض

حاتم الطائي أشهر العرب في الكرم، والجود، والأخلاق الفاضلة؛ فلم يكُن حاتم كريمًا فقط، بل كان يتمتع بصفات العرب الأقحاح من حُسن الجوار، والشهامة، والمروءة، وغيرها من الأخلاق التي تنبعث من بين جنبات فطرته؛ أي أنه لا يتكلّف تلك الأخلاق، وإنما هي في فطرته وسجيّته، ومما يُحكى عن كرمه: إن أخا زوجته سألها عن أكثر مواقف حاتم التي جاد فيها، والتي ظهرت فيها سخاءه، وهو أنه في عام من الأعوام، كثُر القحط، وشاعر الفقر بين الناس، وهزلت الإبل، وجفّت ضروعها؛ حتى لم يجدوا ما يأكلون، وقد أصاب حاتم وأسرته ما أصاب الناس، وكان أطفاله جوعى لا يجدون ما يأكلون، ومن شدة جوعهم كانوا يبكون؛ حتى ينامون من البكاء، وذات يوم جاءت جارتهم له، وقالت لهم: إن أطفالي جوعى لا يجدون ما يأكلون، وطلبت منه المساعدة، وكيف لا، وهو أكرم العرب؛ فقال لها: سأجلب لهم ما يشبعك ويشبعهم؛ فانتفضت زوجته، وقالت له: كيف ستجلب لهم ما يشبعهم، ونحن لا شيء عندنا، وأطفالنا جوعى لا يجدون ما يأكلون، فقام حاتم من فوره، وذبح فرسه، وقطعها، ووزعها على جارته التي طلبت منه المساعدة، ودعا الناس جميعا إلى الطعام، ووزع عليهم، ومع ذلك لم يأكل معهم منه، ولم يبق غير العظم والشحم.[4]

الخاتمة

من خلال هذا البحث يمكن استنتاج بعض النتائج عن حاتم الطائي، ومن أهم تلك النتائج:

• اكتسب حاتم الطائي كرمه وجوده من أبيه الذي كان ينتسب إلى يعرب بن قحطان، وأمه التي اشتُهرت بالجودة والكرم.
• فاقت شهرة الطائي العرب جميعًا في السخاء والكرم.
• قُرن السخاء والجود للطائي بالأخلاق النبيلة، والصفات القويمة الفاضلة.
• لم يصطنع الطائي ما كان يفعله مع الناس، وإنما كان هذا فطرة فُطر عليها منذ صغره؛ فهذا امتداد لما كانت عليه أسرته.

بحث عن حاتم الطائي مختصره

يُمكننا إنشاء بحث مختصر عن حاتم الطائي من خلال ذكر مقدّمةٍ تحتوي على بعض النقاط الجوهرية في حياته، والتي كوّنت شخصيته التي طوّفت في كل الأرض ممتدحين إياها، بل ومشبّهين بها كلّ من يُقارب منها، والعرض، وهو الموضوع الرئيس، أو صلب الموضوع، ثم الخاتمة التي تحوي على أهم النتائج المُستنبطة من البحث، ويُمكن استظهار ذلك من خلال ما يأتي:

المقدمة

إن تاريخ العرب مليئ بالمحافل والمآثر التي فاقت بها العرب عن كل أمم الدنيا، وذلك لما تحمله تلك الأمة من جميل الأخلاق، وعظيم الطبائع، مع أنهم كانوا يعبدون الأصنام والأوثام من دون الله -عزّ وجلّ-، وقد جعلوا الشّعر كالسجلّ الذي يُسجّل فيه مآثرهم ومناقبهم، وهذا السّبب هو الذي جعلها تبقى؛ حتى الآن، وقد نشأ حاتم الطائي في بيئةٍ يحفّها ظلال الكرم والسخاء، ويُداخلها الالتزام بالقيم والمبادئ الإنسانيّة التي حاكها واقعهم ومعاملاتهم قبل أن تُسجّلها كتاباتهم، ولقد كانوا يُعظّمون شهر رجب، ومن شدّة كرم حاتم الطائيّ كان ينحر في اليوم الواحد من شهر رجب عشرةً من الإبل؛ حتى يأكُل النّاس منها، فكان شهر رجب لا يُغادر إلا وقد ذبح ما يقرب من ثلاثمائة من البعير.

العرض

لقد كان حاتم الطائي هو المثل الأسمى والقُدوة العالية لغيره من أصحاب الهمم الذي يبحثون عن بذل أموالهم في الأشياء المنوط إنفاقها فيها، وقد اكتسب هذا من والدته التي خيف عليها أن يضيع ثروتها؛ فأمسك عنها إخوتها، ومنعوها من التصرّف فيها؛ حتى لا تُصاب بالفقر، ولكنها مع بداية تحرّرها من حبس إخوتها، وانطلاقها في الحياة العادية؛ بذلك ما أعطاه لها إخوتها من نوقٍ ، ولقد كانت طيء هي القبيلة التي ينتسب إليها حاتم، ويرجع نسب والده إلى يعرب بن قحطان.[5]

الخاتمة

من خلال ما سبق يُمكن استنتاج بعض النتائج المهمة، ولعلّ من أبرزها:

• العرب هم أمّة الكرم والجود، ولم يكن لأمة أن تعدلها في كرمها وجودها.
• اكتسب الطائيّ كرمه من والدته التي كان يُضرب بها المثل في السخاء.
• يرجع نسب والد حاتم الطائي إلى يعرب بن قحطان، وهو من هو بين العرب.
• حبس إخوة والدة الطائي والدته؛ لشدة إسرافها وجودها.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على بحث عن حاتم الطائي ، وأهم المعلومات التي وردت في كُتب التاريخ والسير عنه، من حيث نشأته الجاهلية التي نشأها، مرورًا بتربية والدته له على الكرم والجود، وما هي أهم موقف السّخاء التي عايشها الطائيّ، وأهم الأشعار التي قالها، وإمكانيّة إنشاء بحثٍ عن حاتم الطائيّ يُحاكي ما عايشه النّاس منه من كرم.