تعريف الربوبية والألوهية

تعريف الربوبية والألوهية

تعريف الربوبية والألوهية، هو عنوان هذا المقال، وفيه سيتمُّ الحديث عن هذين النوعين من التوحيد، حيث سيتمُّ بيان تعريفهمَا، والأدلة الشرعية عليهما، كما سيتمُّ بيان ثمراتِ توحيد الألوهيةِ، وفي ختام هذا المقال سيتمُّ بيان الإجابة على سؤال: هل أقرَّت قريش بتوحيدِ الربوبيةِ أم الألوهيةِ.

تعريف الربوبية والألوهية

معلومٌ أنَّ كافةَ الرسل جاءوا بذاتِ الرسالةِ، وهي توحيد الله -عزَّ وجلَّ- وإنَّ التوحيدَ ينقسمُ إلى عدة أقسامٍ، منها توحيدُ الربوبيةِ وتوحيدُ الألوهيةِ، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيانُ تعريفِ كلِّ واحدٍ منهما بفقرةٍ مستقلةٍ، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

تعريف الربوبية

إنَّ توحيد الربوبيةِ يتمثلُ في توحيد ذاتِ الله -عزَّ وجلَّ- و يعرَّف على أنَّه سبحانه وتعالى هو ربُّ كلِّ شيءٍ، فهو سبحانه وتعالى الخالق والرازق والمدبر، وهو السيد المتصرف في هذا الكونِ، ولا أحدٌ من البشرِ وغير البشرِ يشاركه في فعله، ويعدُّ توحيد الربوبيةِ قسمٌ من أقسام التوحيدِ العمليِّ الاعتقادي.[1]

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف

تعريف الألوهية

يعرَّف توحيدُ الألوهية على أنَّه إفرادُ الله -عزَّ وجلَّ- في جميع أنواعِ العبادات، مع عدم الشركِ به، ويعدُّ توحيدّ الألوهيةِ قسمٌ من أقسامِ التوحيد الطلبي القصدي،[2] ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ الألوهيةَ تعدُّ صفةً من صفاتِ الله -عزَّ وجلَّ- والتي تعني المعبودُ بحقٍ مع محبته وتعظيمه.[3]

شاهد أيضًا: تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

الأدلة على توحيد الربوبية

هناكَ عددًا من الأدلةِ التي تدلُّ على إثباتِ ذات الله -عزَّ وجلَّ- وفيما يأتي ذكرها:[4]

  • دلالة خلق الخلق: ويلخص هذا الدليل قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ}.[5]
  • دلالة تدبير الكون: وملخص هذا الدليل، أنَّ هذا الكون الذي يسير بكلِّ هذا النظام والإبداع لا يُمكن أن يكون من غيرِ ربٍ مدبر، وقد قال تعالى في كتابه المجيد: {نَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.[6]
  • دلالة الفطرة: فقد فطر الله -عزَّ وجلَّ- عباده على وجود خالقٍ لهم، وفطرهم على اللجوء إليه عند الحاجة إليه، وقد قال تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.[7]

شاهد أيضًا: قصص عن فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له

الأدلة على توحيد الألوهية

ورد عددًا من الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية على توحيدِ الألوهية، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكرها، وفيما يأتي ذلك:[8]

  • قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[9]
  • قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}.[10]
  • قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.[11]
  • ما رُوي عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حيث قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يا مُعاذُ أتَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى العِبادِ؟، قالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، أتَدْرِي ما حَقُّهُمْ عليه؟، قالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ”.[12]

شاهد أيضًا: اذكر دليلًا على فضل الدعوة إلى التوحيد

ثمرات توحيد الألوهية

إنَّ من ثمراتِ توحيد الألوهيةِ هو إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بالعبادةِ، فمن طبَّق هذا النوعِ من التوحيدِ، فإنَّه لا يشرك بالله شيئًا، وبذلك فإنَّه لا يذبح لغير الله، ولا يستنجد بغير الله، ولا يحلف بغير الله، ولا يرجوا غير الله، ولا يطلب الرزقَ من غير الله، ولا يُصلي لغيرِ الله، بل يصرفُ كلَّ عبادته لله -عزَّ وجلَّ- وحده من غيرِ شريكٍ.[13]

شاهد أيضًاما هو توحيد الربوبيه والفرق بين توحيد الربوبية

هل أقرت قريش بالربيوبية أم الألوهية

لقد أفرَّ مشركوا قريشَ بتوحيدِ الربوبيةِ دون الألوهيةِ؛ إذ أنَّ الربوبية أمرٌ مركوزٌ في فطرةِ العبدِ، لا يحتاج إلى إقرارٍ، فالعرب كانوا يقرّون بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو الخالقُ والرازق والمدبر، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}،[14] ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ هذا التوحيد لا يكفي للحكمِ على المرءِ بالإسلامِ، بل لا بدَّ أيضًا أن يقرَّ بالألوهية.[15]

شاهد أيضًاما هو التوحيد الذي اقر به الكفار .. تعريف التوحيد لغة واصطلاحا

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال والذي يحمل عنوان تعريف الربوبية والألوهية، والذي تمَّ فيه تعريفُ كلِّ نوعٍ من أنواع التوحيد على حدة، كما تمَّ بيان الأدلة على هذين النوعينِ من التوحيدِ، ثمَّ تمَّ بيان ثمراتِ توحيد الألوهيةِ، وبيان إقرار قريش بتوحيد الربوبية دون الألوهية.

المراجع

  1. ^ alukah.net , تعريف توحيد الربوبية , 28/8/2021
  2. ^ alukah.net , تعريف توحيد الربوبية , 28/8/2021
  3. ^ alukah.net , ما هو توحيد الألوهية , 28/8/2021
  4. ^ alukah.net , تعريف توحيد الربوبية , 28/8/2021
  5. ^ الطور: 35-36
  6. ^ البقرة: 164
  7. ^ يونس: 22
  8. ^ alukah.net , ما هو توحيد الألوهية , 28/8/2021
  9. ^ البقرة: 21
  10. ^ النساء: 36
  11. ^ الذاريات: 56
  12. ^ صحيح البخاري، البخاري، معاذ بن جبل، 7373، حديث صحيح
  13. ^ alukah.net , ما هو توحيد الألوهية , 28/8/2021
  14. ^ العنكبوت: 61
  15. ^ alukah.net , إقرار المشركين بالرُّبوبية دون الألوهية , 28/8/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *