تفسير واضمم إليك جناحك من الرهب

تفسير واضمم إليك جناحك من الرهب هي أحد الآيات الواردة في سورة القصص، وهي من الآيات التي ورد تفسيرها عند الكثير من المفسرين لأهميتها، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف على تفسير آية واضمم إليك جناحك الواردة في سورة القصص، وسبب نزولها.

تفسير واضمم إليك جناحك من الرهب

آية {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ}[1]، وردت في سورة القصص في الآية 32 منها، المخاطب في الآية هو: موسى عليه السلام، فقد أمره الله تعالى أن يضم ذراعه وعضده إلى جنبه، فقال ابن كثير في تفسيرها: معنى أن يضم جناحه من الرهب، هي اليد، ومعنى {واضمم إليك جناحك} معناه: واضمم إليك يدك، ومن أوضح وأشهر ما ورد في تفسير الآية هو تفسير الألوسي قال، قال مجاهد وابن زيد: أمر الله تعالى موسى عليه السلام بضم عضده وذراع وهو الجناح إلى جنبه لكي يخفف من فزعه، ومن شأن الإنسان إذا فعل ذلك في وقت الفزع أن يقوى قلبه، قال الثوري: خاف موسى عليه السلام أن يكون حدث به سوء، فأمره الله تعالى أن يعيد يده إلى جنبه لكي تعود إلى حالتها الطبيعية، فيعلم أنه لم يكن ذلك سوءًا، بل آية من آيات الله تعالى، وقريب منه ما قيل: إذا أصابك شيء ما، فاضمم يدك إلى جناحك لكي يسكن خوفك.

ومن التفاسير الأخرى للآية: أن موسى عليه السلام لما قلب العصا حية خاف واضطرب واتقاها بيده خائفًا، ، فأمره الله تعالى أن يضع يده تحت عضده، ثم أخرجها، لكي يسكن خوفك، ولكي تظهر المعجزة.

التفسير الآخر: أن المقصود من ضمّ الجناح لكي يضبط موسى عليه السلام نفسه، عند تحوّل العصا إلى أفعى حتى لا يخاف، وهذا فعل الطائر الذي إذا خاف نشر جناحيه وأرخاهما، وإلا فإن جناحيه يكونان مفرودتان بالأصل، ومعنى من الرّهب أي من الخوف، أيّ: إذا أصابك شيء من الخوف عند رؤية الحية فاضمم إليك جناحك، فكان الخوف سبب لأمر الله تعالى موسى عليه السلام بضم يده لكي يخفف من خوفه.[2]

شاهد أيضًا: اين ولد موسى عليه السلام

بيان آخر لمدلول آية ﴿وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ﴾

ومن الدلالات الأخرى لآية: {واضمم إليك جناحك من الرّهب}، هو أن الله تعالى بعد أن أعطى موسى عليه السلام ما يحتج به لإثبات نبوته من انقلاب العصا إلى حيّة تسعى، وتمكينه من تحويل يده إلى بيضاء من غير سوء، أرشده بعد ذلك إلى أن يشد العزم، ويتحلّى بالصبر والثبات وضبط النفس وعدم الظهور بمظهر المتردد أو الخائف بل الظهور بمظهر الواثق المطمئن، فمعنى: {واضمم إليك جناحك}، هو أمر الله تعالى له بضم اليدين إلى الصدر أو إلى الجنب وهو الأمر بعقد العزم والثبات بالظهور مظهر الواثق المطمئن، فيكون مفاد الآية: لا تخشَ وكن واثقا بالله، فإن تحت تصرفك برهانيين من ربك، وقال الطباطبائي: أن الآية كناية عن أمر الله تعالى لموسى عليه السلام بالظهور مظهر الخاشع المطمئن المتواضع، فإن من عادة المتكبر أن يُباعد بين عضدية حين يمشي، بعكس الشخص الخاشع المتواضع الذي حين يمشي فإن يداه تكونان مضمومتان إلى جنبيه.[3]

شاهد أيضًا: اسم من لقيه موسى عليه السلام ليتعلم منه

في نهاية مقالنا تعرفنا على تفسير واضمم إليك جناحك من الرهب حيث أن الآية فقال ابن كثير في تفسيرها: معنى أن يضم جناحه من الرهب، هي اليد، ومعنى {واضمم إليك جناحك} معناه: واضمم إليك يدك، وللآية عدد من التفسيرات الأخرى التي ذكرناها في مقالنا السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *