تحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امه

تحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امه، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ قصةَ مُوسى -عليهِ السلامِ مذكورة في القرآنِ الكريمِ، فما هي قصتهُ؟ وهل تحققَ وعدُ اللهِ بعودةِ مُوسى إلى أمِّه؟ وكيف تحققَ هذا الوعدُ؟ وما هي الدروسُ المستفادةِ من قصته؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئُ الإجابةَ عليه في هذا المقال.

تحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امه

إنَّ هذه العبارة صحيحة، حيث وعد الله عزَّ وجلَّ- أمَّ موسى -عليهِ السلامَ- بأنَّه سيرده إليها، ودليل ذلك قول الله تعالى: {فَرَدَدْنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}،[1] ولا بأس في هذا المقام من بيانِ قصةِ موسى مع أمِّه بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

إلقاء موسى عليه السلام في اليمّ

كان فرعونُ الطاغية يقتل الأطفال الذكورَ في سنةٍ ويتركهم في سنةٍ أخرى، وكان نصيبُ موسى -عليهِ السلامِ- أنَّه وُلدَ في السنةِ التي يُقتلُ فيها الأطفالَ، وهنا خشيت عليهِ أمِّه، فأوحى إليها الله -عزَّ وجلَّ- بأن تلقي به في اليمِّ، حيث قال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى ٱلْيَمِّ}.[2]

ثمَّ بعد أن ألقته في اليمِّ، وسار الماءُ به، التقطه أعوان فرعونَ، وحين فتحوا هذا الصندوق وجدوا فيه طفلًا رضيعًا، فأحبه جميع من في القصر باستثناء فرعونَ، الذي توجس منه خيفةً، وأراد قتله، إلَّا أنَّ امرأته لم توافق على هذا الأمر، وأطمعته بتربيته واتخاذه ولدًا ينفعهم، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَقَالَتِ ٱمْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍۢ لِّى وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.[3]

وبالفعل وافق فرعونُ على ذلك، وكفَّ عن قتلهِ، إلَّا أنَّ رحمة الله -عزَّ وجلَّ- بموسى جعلته لا يقبل بمرضعاتِ القصر، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ}.

شاهد أيضًا: نوع الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام الألهام

عودة موسى عليه السلام الى امه

بعد أن وضعت أمَّ موسى ابنها في اليمِّ، طلبت من أخته أن تتبعه، حيث قال الله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِۦ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِۦ عَن جُنُبٍۢ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}،[4] وبالفعلِ استطاعت أخته من اللحاقِ به، ومعرفة أخباره، وحين علمت بأمر رفضه للمراضع، اقترحت عليهم بكلِّ ثقةٍ مرضعةً، وقد قصَّ القرآن ذلك حيث قال الله تعالى: {فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰٓ أَهْلِ بَيْتٍۢ يَكْفُلُونَهُۥ لَكُمْ وَهُمْ لَهُۥ نَٰصِحُونَ}،[5] وبالفعلِ رافقوها إلة بيتِ أمِّها، ورضعَ موسى منها.

وبذلك تحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امه.

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

الدروس المستفادة من قصة موسى عليه السلام

هناك عددٌ من الدروس التي يُمكن استنباطها من قصة مُسى عليهِ السلامِ، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر بعضها، وفيما يأتي ذلك:[6]

• أنَّ أمرَ الله -عزَّ وجلَّ- نافذٌ لا محالة، فهذا الطفل الذي كانيحذر فرعون منه يترى الآن في قصره.
• أنَّ دوام الملكِ لا يكون إلَّا من خلالِ العدلِ.
• أنَّ عناية الله -عزَّ وجلَّ- إذا أحاطت بالمرءِ، حفظته من كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.

شاهد أيضًا: ذكرت المرأتان سبب خروجه للعمل عندما سألها موسى عليه السلام

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان تحقق وعد الله بعودة موسى عليه السلام الى امه، وفيه تمَّ بيان صحةِ هذه العبارةِ، كما تمَّ ذكر الدليل الشرعي عليه، ثمَّ تمَّ بيان قصة موسى وهو رضيعٌ بالتفصيلِ كما جاءت في القرآنِ الكريم، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر بعض الدروس المستفادة من قصته.