ما هو حد الحرابة في الاسلام

ما هو حد الحرابة

ما هو حد الحرابة في الاسلام ؟، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الحرابة هو قطع الطرق والخروج على النَّاس بالسلاحِ لأخذ أموالهم ونهبها، وقد جعلَ الله -عزَّ وجلَّ- لهذا الذنبِ حدًا، فما هو حدُّ الحرابةِ في الإسلامِ؟ وما الدليلُ عليه من القرآنِ الكريمِ؟ وما هي شروطُ ثبوت هذا الحدِّ على قاطع الطريقِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

ما هو حد الحرابة في الاسلام

لقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه المجيدَ حدَّ الحرابةِ، حيث قال الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ* إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}،[1] وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ تفصيل ذلك:

شاهد أيضًا: ما هو حد الغيلة في الاسلام وكيف ينفذ

القتل والصلب

يعاقب قاطع الطريقِ الذي قام بالقتلِ والسرقةِ معًا بالصلبِ والقتلِ،[2] وقد تباينت آراءُ أهلِ العلمِ في كيفيةِ إقامة هذا الحد بهذه الطريقةِ، وفيما يأتي بيان ذلك:[3]

  • القول الأول: يتمَّ قتله، ثمَّ صلبه.
  • القول الثاني: يتمُّ صلبه أثناءَ حياته، ثمَّ يتمُّ طعنه وهو مصلوب.
  • القول الثالث: يتمُّ صلبه لمدةِ ثلاثةِ أيامٍ، ثمَّ يتمُّ إنزاله عن الصليبِ وقتله بعد ذلك.

شاهد أيضًا: ما معنى القتل تعزيرا في الاسلام

القتل فقط

أمَّا إذا قام قاطع الطريقِ بالقتلِ فقط، من غير سرقةِ المالِ، فإنَّ حد الحرابة في هذه الحالة هو قتلُ قاطعِ الطريقِ من غيرِ صلبه، ولا بدَّ من التنبيهِ إلى أنَّ قبولَ وليِّ المقتولِ بالديةِ، أو عفوهِ عن قاطع الطريقِ لا يُسقطُ حدَّ الحرابةِ عن قاطعِ الطريقِ؛ إذ أنَّ العفوَ أو الرضا بالديةِ يكونُ بالقصاصِ لا بالحرابةِ.[4]

قطع اليد والقدم

أمَّا إذا قام قاطع الطريق بسرقةِ المالِ من غيرِ إراقةِ الدمِ، فإنَّ حد الحرابة في هذه الحالة يكون بقطعِ يده اليُمنى، بالإضافةِ إلى قطعِ قدمه اليسرى؛ وسبب قطعِ هذينِ العضوينِ أنَّه سرقَ المالَ، كما أنَّه قام بترويعِ المسلمينَ، فيكون قد قام بذنبينِ، وهما: السرقة والحرابة، ولا بدَّ من التنبيهِ إلى أنَّ بمجردِ قطعِ هذينِ العضوينِ لا بدَّ من كيِّهما حتى لا ينزف دمًا كثيرًا، فيموت.[5]

ولا بدَّ من تحققِ شرطينِ في هذه الحالةِ، حتى يُقامُ حد الحرابة، وفيما يأتي ذكرهما:[6]

  • أن يكون المال المسروق قد بلغ النصاب.
  • أن يكون المال المسروقِ سُرقَ من حرزٍ.

شاهد أيضًا: ما هو حد الحرابة في السعودية

النفي من الأرض

أمَّا في حال اقتصارِ قاطع الطريق على إخافة النَّاس من غيرِ إراقةِ دمِ أحدٍ، أو سرقةِ ماله، فيكون في هذه الحالة عقوبته هي نفيه من الأرضِ، ويكون ذلك بإخراجِ المحاربين من البلد الذي أفسدوا فيه، إلى غيره من البلاد، والحكمةُ من النفيِ، أن يذوق قطاع الطرق وبالَ أمرهم بالابتعادِ والنفيِ، وأن يتمَّ تطهير البلدَ الذي عاثوا فيه فسادًا من شرورهم.[7]

وقد تباينت آراء أهل العلم في معنى النفيِ من الأرضِ، وفي هذه الفقرة من مقال ما هو حد الحرابة في الاسلام، سيتمُّ بيان أقوالهم، وفيما يأتي ذلك:[8]

  • القول الأول: يكون النفي بإبعاد قاطع الطريق من بلده إلى بلدٍ آخر، وهذا قول المالكية.
  • القول الثاني: يكون النفي بسجن قاطع الطريقِ، فيخرج بذلك من سعةِ الدنيا إلى ضيقها.

شاهد أيضًاحكم الإجهاض قبل نفخ الروح

شروط ثبوت حد الحرابة في الاسلام

هناك عددٌ من الشروطِ التي لا بدَّ من توفرها حتَّى يستحق قاطع الطريق حد الحرابة في الاسلام، وفيما يأتي ذكر هذه الشروط:[9]

  • أن يكون قاطع الطريق مكلفًا، سواء أكام مسلمًا أم ذميًا، وسواء أكان ذكرًا أم أنثى.
  • أن يكون المال الذي استولى عليهِ مالًا محترمًا.
  • أن يكون المال الذي استولى عليه مأخوذًن من حرزٍ.
  • أن يثبت عليه قيامه بقطعِ الطريقِ، سواء أكانَ ذلك بإقراره، أو عن طريق شهادة شهودٍ.
  • أن تنتفي الشبهة.

شاهد أيضًا: هل يقتل الوالد بولده وما حكم القتل في الإسلام

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان ما هو حد الحرابة في الاسلام، وفيه تمَّ بيان تعريفَ الحرابةِ، وبيان أنَّ حدَّها يختلف باختلافِ الأمر الذي قام به قاطع الطريقِ، حيث أنَّه يُقتل ويُصلب إذا أخاف الناس وقتل وسرق، وتقطع يده وقدمه إذا أخاف الناس وسرق أموالهم، أمَّا إذا قتل من غير أن يسرق فإنَّه يُقتل فقط، أمَّا إذا أخاف الناس من غير أن يقتل أو يسرق فإنَّه يُنفى من الأرض، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان شروط ثبوت حدَّ الحرابةِ فِي الإسلامِ.

المراجع

  1. ^ المائدة: 33-34
  2. ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، ص142 , https://al-maktaba.org/book/11430/10274 , 18/12/2021
  3. ^ تفسير البغوي، البغوي، ص49 , https://al-maktaba.org/book/41/808 , 18/12/2021
  4. ^ فقه السنة، سيد سابق، ص477 , https://al-maktaba.org/book/9486/1237 , 18/12/2021
  5. ^ فقه السنة، سيد سابق، ص476 , https://al-maktaba.org/book/9486/1236#p1 , 18/12/2021
  6. ^ فقه السنة، سيد سابق، ص476 , https://al-maktaba.org/book/9486/1236#p1 , 18/12/2021
  7. ^ فقه السنة، سيد سابق، ص476 , https://al-maktaba.org/book/9486/1236#p1 , 18/12/2021
  8. ^ مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، محمد بن إبراهيم التويجري، ص976 , https://al-maktaba.org/book/32004/974#p1 , 18/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *