ما هو حد الحرابة في السعودية

ما هو حد الحرابة في السعودية

ما هو حد الحرابة في السعودية منذ ظهور الإسلام وهو يحارب العادات التي وجدت على يد الجاهلية، فقد جاء دور الإسلام في اجتثاث أصول العادات البالية وحارب الأذى؛ وبالنسبة لحد الحرابة فهو من الأفعال الإجرامية التي حاربها الإسلام منذ بزوغ شمسه، كما تعد من أكثر الجرائم تهديداً لأموال البشر وأرواحهم كونها تنطوي على جانب من الخطورة من حيث آثارها السلبية، ويعد فاعلها من المذنبين ومرتكبي الكبائر والمعاصي.

ما هو حد الحرابة في السعودية

إنّ حد الحرابة في السعودية هو قيام الشخص بارتكاب إحدى جرائم سلب الأموال الخاصة بالأشخاص أو هتك أعراضهم، وكذلك الجرائم التي تراق فيها دماء المقيمين في دار الإسلام أو تلك الجرائم المقصود بها مجرد الترهيب والتخويف والقهر سواءاً باستخدام قوة السلاح أو مجرد القوة البدنية، بهذا تكون المملكة أخذت بالرأي المتشدد لجمهور الفقهاء فيما يخص موضوع الحرابة وعلى وجه الخصوص في تحديد سلطة الاتهام، بغض النظر عن النتيجة إذا تم القتل او السرقة أو أي جرم توفرت نية وقوعه لكنها لم تتم لأي سبب خارج عن إرادة المحارب فالعبرة هنا لتوفر جريمة الحرابة، وهذا استناداً لنص القرار (1245) المأخوذ عن نص المادة(112) من القانون الجزائي السعودي، حيث حددت الفقرة (أ) من نص القرار عدد من الجرائم الكبيرة التي تولد المسؤولية لفاعلها، وتعرضه للإيقاف تحت طائلة المحاكمة القانونية وهذه الجرائم هي من أنواع الجرائم ذات الحدود القاضية بالقتل أو الرجم أو القطع بحسب الحال، وتوجد أمثلة كثيرة على جرائم الحرابة ضمن القانون السعودي من أهمها ما يلي:[1]

  • نهب أموال الناس أو تعريضهم للأذى بالقوة.
  • مساس أعراض الناس وهتكها باستخدام القوة.
  • ترهيب الناس والسعي وراء نشر الفوضى.
  • اخلال بالنظام العام من خلال السطو والقوة.
  • تحايل على الأطفال بقصد ارتكاب الفاحشة حتى في حال انعدام استعمال القوة.
  • ارتكاب أي فعل مما سبق في حال اقترانه مع القتل.

شاهد أيضاً: ما هو القتل حد الغيلة

عقوبة ارتكاب الحرابة في القانون السعودي

بعد أخذ العلم بحيثيات القانون فيما يخص ما هو حد الحرابة في السعودية، والاطلاع على العقوبة الممكنة بحق مقترف الفعل لإنزال العقوبات به، وقد نص القانون الجزائي في المملكة أنه عند ثبوت وقوع أي نوع من أنواع الجرائم المحددة بنص القرار (1245) سواء بإقرار الفاعل أو بشهادة الشهود المعتبرين على الفعل مع توافر الشروط والضوابط الخاصة بحد الحرابة مثل: التكليف أو انتفاء الموانع وأن يكون الفاعل بالغاً عاقلاً راشداً، فالعقاب سيكون كما أمر الله تعالى في كتابه الكريم حيث قال:{ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم}، وللقاضي في هذه الحال الحرية في اختيار العقوبة الأنسب للفعل الإجرامي إلا عندما تقترن الحرابة بالقتل فالحد هو القتل، والقتل حد لا يمكن أن يسقط عندما يعفو ولي الدم لكون العقوبة ترتبت على الحرابة وليس على مجرد القتل.[1]

موقف الإسلام من حد الحرابة

حارب الإسلام هذه الظاهرة الرديئة بقصد اجتثاث  أصولها من ثنايا المجتمع الإسلامي عن طريق تجريم الفاعل وإنزال أشد العقوبات به، ولكي يسود الأمن في الواقع الإسلامي وحفاظاً على حياة الناس وأرواحهم فرضت الشريعة الإسلامية عدة ضوابط يجب على من يعيش داخل الوسط المسلم مراعاتها احتراماً لأرواح الناس وممتلكاتهم ومنع الناس من التعرض لحرمات الآخرين، وقد أخذت المملكة العربية السعودية بالحكم الإسلامي المتعلق ما هو حد الحرابة في السعودية.[2]

ما هو حد الحرابة في الإسلام عند جمهور الفقهاء

اتفق جمهور علماء وفقهاء المسلمين على أن حد الحرابة يعني خروج بعض اللصوص بقصد قطع الطريق على الناس، من خلال التعرض للمارة وترهيبهم بالقوة والسلاح، (الطريق المعني هنا ذو مفهوم واسع فهو يشمل التعرض للناس في الصحراء أو في البنيان أو ضمن البحر)، أما تعريف الحرابة المنسجم مع ظروف العصر الحالي، فهو: خروج أحد المكلفين ضمن أراضي المجتمع الإسلامي إلى الطريق لإخافة الناس المقيمة لدار المسلمين وترهيبهم لسرقة مالهم، بالاعتداء على المال والعرض ضمن أي مكان متحدياً الدين ومستوى الأخلاق.

 الفساد في الأرض يسبب الذعر ويخلق حالة من القلق لدى الناس، ويدخل تحت اسم العصابات على اختلاف أنواعها، كالعصابات التي تمتهن القتل والسرقة والخطف والسطو المسلح وتهريب المخدرات، كل هذه الأنواع من الجرائم التي يقدم عليها أفراد العصابات ذات آثار سلبية على المجتمعات الإسلامية وتتسبب في خلق حالة من الضعف والوهن بالإضافة إلى كونها توفر المقومات الباعثة على انتشار التخلف بين الناس.[3]

حكم حد الحرابة 

وجبّ التعرف على حكم حد الحرابة في الشرع الإسلامي، لمعرفة مدى التطابق بين القانون الوضعي والشرع الإسلامي في المملكة العربية السعودية، اتفق علماء المسلمين على أن حكم الحرابة في الشرع الإسلامي هو التحريم وفاعله يكون قد اقترف ذنباً يعاقب عليه الشرع، ولكن اختلف بعض الفقهاء في ماهيتها وكيفيتها، فبعضهم يعتبر أن الفعل لا يكون حِرابة إلا إذا تم جرمه خارج أسوار المدينة أو على حدودها المباشرة أما إذا كان الفعل داخل أسوار المدينة يدخل الفعل ضمن بند الجريمة المرتكبة، ففي حال كان الجرم هو القتل فحكمه يكون كحكم القتل وإذا كان سرقةً فحكمه حكم السرقة حتى وإن تشابهت مع الحِراب.

أما رأي الشق الآخر من الفقهاء أن الحرابة  تكون داخل وخارج أسوار المدينة عندما تتوافر فيها شروط وضوابط ومواصفات الحرابة، في حين اجتهد البعض باستعمال ضوابط الحرابة بحيث يرى بعضهم أنه في حال كانت ضمن أسوار المدينة وكان بمقدور المتعرض للجرم الاستغاثة فلا يدخل الجرم ضمن باب الحِرابة على أن قول البعض الآخر جاء مخالفاً فهي حِرابة لشمول النص الشرعي.[2]

شروط وضوابط الحرابة

بعد معرفة ما هو حد الحرابة في السعودية، يجب التأكد من توافر الشروط التالية في الفاعل حتى نتمكن من تطبيق الحد الشرعي بحقه، وهي:[3]

  • المجاهرة بالحرابة وإشهارها: فالحرابة يشترط في مرتكبها عدم الخوف.
  • الجماعة: (ولكن اختلف علماء المسلمين على شرط الجماعة في الحرابة، حيث يرى البعض أنها يمكن أن تقع من شخص محارب بمفرده).
  • السلاح: حيث تقوم الحرابة على تخويف الناس باستخدام السلاح.
  • الاختيار والإرادة: فلا بد لقاطع الطريق أن يكون مختاراً للفعل بملئ إرادته، وفي حال ثبت العكس وأنه مجبر لن يقام عليه الحد وإنما يرجع الحكم فيه إلى ما يراه القاضي مناسباً.
  • البلوغ والرشد: فيجب أن يكون المحارب بالغاً وعاقلا، فإذا كان الفاعل صبيَاً أو صغيراً  وقام بالاشتراك مع غيره في قطع الطريق أو كان مجنوناً ومعتوهاً فلا يقام عليه الحد.
  • النية في قطع الطريق خفيةً: ففي حال هجم المحارب على قافلة وسرق منها في العلن ثم هرب، ينطبق عليه حكم السارق ولن يقام عليه حد الحرابة.

كيف ينفذ حد الحرابة وما هو حكم التائب من الحرابة

إن قطاع الطريق ومرتكبي فعل الحرابة حددهم الله تعالى في القرآن الكريم وعدهم من مرتكبي الكبائر الذين يحاربون الله ورسوله، ويترتب على ولي الأمر وصاحب السلطة أن يلاحقهم ويتقفى اثرهم بالقوة، وأن يبذل الجهد في تتبع آثارهم إلى أن يتم القبض عليهم بقصد القضاء عليهم وفق ما نص عليه شرع الله تعالى لكي لا يفسدوا في الأرض، ومن أجل الحفاظ على الأمن في المجتمع الإسلامي، وبالنسبة للحكم الشرعي للتائب من الحرابة قبل أن يقدر عليه، قال تعالى في كتابه الكريم: { إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفورٌ رحيم} [المائدة 33].

حيث جاء النص القرآني واضحاً بخصوص هذا الموضوع، فقد عفا الله عن الفاعل عفواً مشروطاً بالتوبة النصوحة، على أن تكون التوبة أتت من مرتكب الحرابة قبل الإمساك به، فالتائب من الحرابة هنا عفا عنه الله وغفر له ذنبه.[2]

شاهد أيضاً: ما هو حد الغيلة في الاسلام وكيف ينفذ

دليل حد الحرابة في الشرع الإسلامي

إليكم الأدلة على وجود حد الحرابة في الإسلام:[2]

  • دليل الحرابة من القرآن الكريم: اجتمع رأي علماء المسلمين على أن الحرابة جاء فيها حكم التحريم القطعي، ودليلها من القرآن الكريم قوله تعالى: { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}، كما تعرض فاعلها للعقوبة وإقامةُ الحدِّ عليه واجبٌ  على المسلمين بدلالة القرآن الكريم واتفاقِ عامّة فقهاءِ الأمّةِ الإسلامية، قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [سورة المائدة: 33] .
  • دليل الحرابة في السنة النبوية الشريفة: جاء في الأثر الذي تواتر خبره إلينا ما كان قد ثبت في الصّحيحين أنّ عصبةً مِن بني عُرينةَ أتوا إلى المدينةَ في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتظاهروا أمام الناس بالإسلامَ، ثم أقدموا على الغدر برعاة الإبلِ حيث قتلوهم وسرقوا الإبلَ التي كانوا يرعونها، فبلغ ذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وبعد العلم أرسل في آثارِهم إلى أن أُدركوا وجيء بهم إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وحكم بأمرهم، فقُطعت أيديهم وأرجلُهم من خلاف، ثم نبذهم في العراء تحت لهيب الشّمسِ حتى ماتوا، وفي الصّحيحين حاء أيضاً مِن حديث ابنِ عمرَ وأبي موسى رضي الله عنهم، أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (مَن حمل علينا السّلاحَ: فليس مِنّا)، حيث تبرأ النبي الكريم ممن حمل السلاح وأشهره في وجه أخيه المسلم وعده بحكم المرتد عن دين الله.
  • دليل الحرابة من الإجماع: أجمع كافة علماء المسلمين على التحريم القطعي للحرابة وعلى ضرورة إنزال العقاب بفاعل الحرابة، لكونِها تتعلّقُ بحفظِ الأساسيات والضّرورياتِ التي لا قبل للنّاسِ على الحياة إلا بها سواء كانت مِن النّفوسِ والأعراضِ والأموالِ، ولشدة ارتباطِها بحقوقِ العبادِ والمسلمين، كما تعد مِن الحدودِ التي يجب على أهل السلطة التعجيل في إقامتُها كي يستقيم الاعوجاج في حياة النّاسِ وتنتظمَ علاقاتهم وتتحقّقَ كافة مصالِحُهم، إلا في حال ترتّب على إقامة الحدّ ضرراً أعظمُ مِن تركِه، فالإسلام يسعى لبناء مجتمع يسوده العدل والأمن ونشر الخير والألفة بين أفراده، و أوضح ابن حجر الهيثمي أن الحرابة تدخل ضمن تلك القائمة الطويلة من الكبائر، حيث عد قطع الطريق هو الكبيرة السبعين من بعد الثلاثمائة ومرتكبها ارتكب الكبائر، فكيف هو الحال إذا قتل أو سرق؟

وبهذا نكون قد انتهينا من الإجابة عن استفسار ما هو حد الحرابة في السعودية، فهو قيام الشخص بارتكاب إحدى جرائم سلب الأموال الخاصة بالأشخاص أو هتك أعراضهم فحدود الله من المحرمات يجب على المسلمين مراعاتها وعدم الإخلال بتطبيقها، لكون الحد حقاً من حقوق الله ولا يجوز للمسلم تجاوز حدوده مع الله.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , حد الحرابة , 10/6/2021
  2. ^ alukah.net , الحرابة في الفقه الإسلامي , 10/6/2021
  3. ^ islamicsham.org , أحكام حد الحرابة وضوابط تطبيقه , 10/6/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *