هل يقتل الوالد بولده وما حكم القتل في الإسلام

هل يقتل الوالد بولده

هل يقتل الوالد بولده أمر مثير للريبة ولا يعرفه الكثير، فكيف يستطيع الأب التفكير في انتهاك ابنه وتعريضه للأذى، والذي من الممكن أن يؤدي إلى القتل، هذا شيء سيئ للغاية ولا يسمح به في ديننا الإسلامي، حيث أن الدين الإسلامي يحرم قتل النفس عمومًا، سواء كان قتل النفس أو شخصًا آخر، فإن الحكم الواقع على الفاعل يكون كبير، لذا سوف نوضح الحكم جيدا في هذا المقال.

هل يقتل الوالد بولده

لقد اختلف الأئمة في حكم قتل الوالد بولده وكثرت أراءهم ومن أهم الآراء ما يلي:-[1]

  • لقد أجمع فقهاء الحنفية والشافعية على أنه لا يقتل أب بولده مطلقًا، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لا يقاد الوالد بالولد”، فإنه يكون سبب حياته وبذلك لا يكون الولد سببًا في موته، ويعتبر القصاص من الأب شبهه، حيث أتى في حديث ” أنت ومالك لأبيك” وهذا يعتبر القصاص يدرأ بالشبهات، وأيضًا الأوامر التي تطالب بالإحسان إلى الآباء تمنع القصاص منهم، لأن الأب سببًا في إيجاد ولده، وبالتالي فإن الابن لا يكون سببًا في إعدامه، وهذا يعتبر شبهه تدرأ إقامة الحد على الأب، والذي يعتبر شبهة أن الأب لا يمكن أن يقدم على قتل ولده إلا لأمر خطير ويعسر عليه التعبير عنه، وإذا لم يقتل الأب بابنه وجب عليه الدية، ويسقط ما عليه من القصاص وهذا لا يعني فوات العقوبة بالكلية.
  • ولقد قال المذهب المالكي أن الأب إذا قام بقتل ابنه قتل به لو كان قصده لإزهاق روحه واضحًا، فإن لم يكن واضحًا لم يقتل به.
  • وقال الحنابلة أن الوالد من الرضاع فإنه يقتل بولده من الرضاع لعدم الجزئية الحقيقية.

شاهد أيضًا: حكم الإجهاض قبل نفخ الروح

ما يلزم من قتل ابنه خطأ

الإلزام في هذا هو الدية والكفارة، فهي تلزم الأب الدية لأمه ولإخوته، وذلك بعد سماح الأم والإخوة بهذا وعليه كفارة وهي عتق عبد أو أمة، وهذا معناه عتق عبد مؤمن أو أمة مؤمنة، ويوجد هذا في بعض الدول الأفريقية مثل موريتانيا فهناك عبيد يباعون بثمن مناسب، فإن لم يستطع وجب عليه الصوم شهرين متتابعين، وهذا ما أمر به الله عز وجل، حيث أنه يسمى قتل الخطأ وليس متعمد، والقتل الخطأ يجب فيه الكفارة والدية.

حديث لا يُقتلُ والدُ بولدِهِ

لقد قام المشرف على كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية الدكتور خالد القاسم بتوضيح أن الحديث الصحيح: (لا يقتل والد بولده)، يدل على أن الأب لا يحكم عليه بالقتل قصاصًا إن قتل ابنه، لأنه السبب في وجوده في الحياة، قائلًا: «القتل للأب لا يكون إلا تعزيرا ولابد من إقرار ولي الأمر به»، ولقد نوه على أن الحكم الشرعي يلزم أحيانًا بقتل الأب بحد الحرابة إن قتل ابنه اغتيالًا لو كان نائم مثلًا، لكن الشجار الذي يحدث بين الوالد وولده والذي ربما ينتج عنه قتل الأب لابنه فلا يقتل فيها الوالد، حيث أنه يكون غير متعمد للقتل، فلا يفكر معظم الآباء الأسوياء بقتل أبنائهم إذا اختلفوا مع بعضهم البعض في شيء ما، لذا فإنه يقدم كفارة أو ما شابه ذلك.

حكم القتل في الإسلام

لقد حرم الله عز وجل القتل سواء قتل النفس أو قتل إنسان آخر عمد أو خطأ، حيث يعتبر إزهاق لنفس إنسانية وهي روح من الله وفي إزهاق هذه النفس من الإنسان عدوان على الله عز وجل وانتهاك حرمته في هذا الإنسان الذي خلقه، ولقد حرم الله عز وجل قتل النفس إلا بالحق لأن جريمة القتل من الكبائر بعد الكفر بالله، حيث قال الله تعالى” ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق”، وهذا الحق الذي أشار إليه الله عز وجل هو القصاص والردة عن الدين ورجم المحصن.[2]

حكم من يقتل ابنه في السعودية

يحكم على من يقوم بقتل ابنه في السعودية بحكم يسمى “حد الغيلة“، وهو يعني أن القاتل يقوم بخداع المقتول، حيث يقوم بملاطفته حتى يستأمنه المقتول، وبعد ذلك يأخذه إلى مكان مجهول وآمن بالنسبة له ويقوم بقتله، ويتم تنفيذ حكم الغيلة بطرق متعددة، بالنظر لطريقة تنفيذ حكم القتل، ويختلف الحكم حسب نوع الحكم أو سببه، ويتم تنفيذ حد الغيلة في الزنا واللواط والقتل.

وفي النهاية نكون قد عرفنا هل يقتل الوالد بولده حيث أن الله سبحانه وتعالى حرم القتل بكافة أشكاله وصوره سواء كان قتل الأب لابنه أو لغيره لأنه إزهاق للنفس التي خلقها الله سبحانه وتعالى، ولذلك يجب القصاص من القاتل لأنه قام بقتل النفس التي حرمها الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *