حديث عن التسامح

حديث عن التسامح

حديث عن التسامح ، حيث يُعدّ التسامح أحد الخصال الحميدة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتحلي بها، وسبقنا في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الطيبين، فلا خلق أجمل من التسامح ومن رسم الفرح والسرور على الوجوه، وفي هذا المقال سنقدم لكم حديث عن التسامح.

التسامح

إن التسامح من الأخلاق الحميدة، وهو خصلة فريدة قلّ من يتمتع بها، لأنه شامل ينضوي تحته عدَّة أخلاقٍ، مثل: الرأفة، والرحمة، والتعطُّف، والعدل، والإحسان، والعفو والصَّفح عن المسيئين، والاعتدال وعدم التَّشدُّد، ونبذ التَّعصُّب في صوره الجاهلية كلِّها؛ كالتعصب للجنس، أو اللون، أو اللغة، أو النسب أو غيرها من عَصَبيات الجاهلية، وقد ربط النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين السماحة وبين أصل الدِّين الإسلامي، إذْ جعلها في العديد من أحاديثه وَصْفًا مُلازمِا؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم قال: “بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ”، فرسالة النبي عليه الصلاة والسلام رسالة حنيفيَّة؛ أي مائلة عن الباطل إلى الحق.

حديث عن التسامح

إن رفع الحرج عن الناس، والتنازل عن الحق من أبرز صور التسامح في حياة الناس، فالرجل السهل السَّمْح لا تَطِيبُ نفسُه بأنْ يُحَصِّل حقًّا لم تَطبْ به نفسُ الطرف الآخَر، فيُؤثر لذلك السماحة به، والتنازل عنه، وإنْ كان له، وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله الكثير من الأحاديث عن التسامح وما فيه من أخلاق حميدة.

فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَدْخَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ رَجُلاً كَانَ سَهْلاً مُشْتَرِيًا وَبَائِعًا وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا”، وكذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى”. [1]

شاهد أيضًا: اجمل صور عن التسامح 2022

حديث عن التسامح مع الجاهل والمسيء

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء. وهذا مثال واضح على تسامح النبي واحتماله للجاهلين والإعراض عنهم، وفيه كمال خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه وصفحه، ودفعه السيئة بالحسنة، وإعطاء من يتألف قلبه.

حديث عن التسامح مع الكافر

كان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الكافرين قائمًا على التسامح والعدل، وهم الكفارُ الذين كانوا يقيمون بين المسلمين، لكن دون أن يعتدون عليهم أو يقاتلونهم، فكان يعدل معهم، ويحسن إليهم، ويزور مريضهم، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: “اسلم”، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم. فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: “الحمد لله الذي أنقذه من النار”.

شاهد أيضًا: عبارات عن يوم التسامح في الإمارات

التسامح والعفو مع الخدم والعمال

قد يخطئ العامل أو الهادم في عمله ويقصر في ذلك، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسامح معهم، ويوصي أصحابه بالتسامح والعفو، وفي ذلك يقول أنس رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم عن تسامحه وعفوه صلى الله عليه وسلم معه: “خدمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما سبَّني سبة قط، ولا قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته”، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله. وما نِيل منه شيء قطُّ، فينتقم مِن صاحبه، إلا أن يُنْتَهك شيء مِن محارم الله، فينتقم لله عزَّ وجلَّ”. [2]

التسامح في القرآن الكريم

أمر الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بالتسامح والإحسان والعفو، فقال جل جلاله:” وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ”[3]، ففي قوله:” وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ”؛ أي: يوجد فرق كبير بين الحسنة والسيئة، وقوله: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”؛ أي ادفع عنك بالإحسان آلى من أساء إليك أساء إليك، وقوله: “فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”؛ أي من خلال الإحسان لخصمك وعدوك سيتحول إلي صديقك المقرب والعزيز بفضل تأثير التسامح، ثم قال:” وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ”؛ أي: وما يقبل هذه الوصية ويعمل بها إلا صاحب الصبر على ذلك،وصاحب النصيب الوافر من السعادة في الدنيا والآخرة”.
ومن خلال هذا المقال نكون قد قدمنا لكم حديث عن التسامح، وهو من الأخلاق الحميدة، وخصلة فريدة قلّ من يتمتع بها، لأنه شامل ينضوي تحته عدَّة أخلاقٍ، مثل: الرأفة، والرحمة.

المراجع

  1. ^ alukah.net , خلق التسامح , 11/01/2022
  2. ^ islamweb.net , التسامح النبوي , 11/01/2022
  3. ^ سورة فصلت , الآية 34-35

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *