حد الزاني البكر

حد الزاني البكر

حد الزاني البكر ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الزنا عبارة عن وطئ امرأة لا تحلُّ لها شرعًا، من غيرِ أن يكونَ بينهما عقد شرعيٍ صحيحٍ، فما هو حدُّ الزِنا للبكرِ؟ وما حكمُ تغريبهما؟ وهل تدرج الشرعُ الحنيفِ في تشريعِ حدِّ الزنا؟ وما حكمُ الزِنا؟ وما الدليل على هذا الحكم؟ وما هي شروط ثبوت الزِنا؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

حد الزاني البكر

لقد تدرجت عقوبة الزنا، لكنَّها استقرَّت في نهاية التشريعِ على أنَّها مئة جلدةٍ للزاني الحرِّ البكر، وهذه العقوبة للذكرِ الأنثى،[1] ودليل ذلك قول الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}.[2]

وإنَّ جلد الزاني مائة جلدة، عقوبة قد اتفق أهل العلمِ عليها، لكنَّهم اختلفوا في حكمِ إضافةِ التغريبِ إليها، وفيما يأتي بيان هذه الأقوال:

  • القول الأول: ذهب الحنفية إلى أنَّ الزاني لا يُغرَّب إلَّا إذا رأى الحاكم مصلحةً في ذلك، فيتمَّ تغريبهما على قدرِ ما يرى الحاكم من مصلحة في ذلك.
  • القول الثاني: ذهب المالكية إلى تغريبِ الزاني الحرِّ البكر، دون الزانية الحرَّة البكر؛ إذ أنَّ المرأة عورة.
  • القول الثالث: ذهب الشافعية والحنابلة إلى تغريبِ الزاني مدةَ عامٍ.

شاهد أيضًا: يجلد الزاني البكر كم جلده

التدرج في تشريع عقوبة الزنا

لقد كان حدُّ الزنا في بداية الأمرِ بتوبيخِ الذكورِ وزجرهم، وبحبسِ المرأةِ، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}،[3] وقول الله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا}.[4]

شاهد أيضًا: حكم زواج من يخاف على نفسه الزنا

حكم الزنا

لقد حرَّم الله -عزَّ وجلَّ- الزنا وجعله من كبائر الذنوبِ، ونهى عن كلِّ وسيلةٍ تؤدي إليهِ بغيرِ آيةٍ من القرآنِ الكريمِ، وفيما يأتي ذكر هذه المواضع:

  • قال الله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}.[5]
  • قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}.[6]

شاهد أيضًا: حكم الزنا لغير المتزوج

شروط ثبوت حد الزنا

إنَّ لثبوتِ حدِّ الزنا عددًا من الشروطِ التي لا بدَّ من مراعاتها، وفيما يأتي ذكر هذه الشروط:[7]

  • أن يكونَ الزاني بالغًا عاقلًا حرًا مختارًا عالمًا بالتحريمِ.
  • أن تنتفي شبهة الزنا؛ فلا حدَّ لمن وطئ امرأة ظنَّها زوجته.
  • تغييب حشفةِ الذكر في فرجِ المرأة.
  • ثبوت الزنا، ويتمُّ إثبات الزنا بشروطٍ، وهي:
    • الإقرار، ويكونُ ذلك باعترافِ الزاني بفعلته.
    • الشهادة، ويكون ذلك بشهادةِ أربعِ رجال مسلمين عدول.

شاهد أيضًا: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حد الزاني البكر ، وفيه تمَّ بيان أنَّ عقوبته مائة جلدة، بالإضافةِ إلى التغريبِ عند بعض الفقهاء، كما تمَّ بيان التدرج في تشريع عقوبةِ الزنا، ثمَّ تمَّ بيان حكم الزنا، وفي ختام هذا المقال تمَّ شروط ثبوت حدِّ الزنا.

المراجع

  1. ^ al-eman.com , حد البكر , 1/1/2022
  2. ^ النور: 2
  3. ^ al-eman.com , حد البكر , 1/1/2022
  4. ^ النساء: 16
  5. ^ النساء: 15
  6. ^ الإسراء: 32
  7. ^ النور: 30
  8. ^ al-eman.com , شروط ثبوت حد الزنا , 1/1/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *