قصة حرب الخليج الثالثة وغزو العراق

حرب الخليج الثالثة وغزو العراق

حرب الخليج الثالثة وغزو العراق هي الحرب التي كلفت الولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات، وقد قامت أمريكا بغزو العراق من خلال ما عرف بحرب الخليج الثالثة، على الرغم من المعارضة الكبيرة التي واجهتها هذه الحرب، ومن خلال موقع محتويات سنسلط الضوء على تفاصيل قصة حرب الخليج الثالثة وغزو العراق، وسنوضح أهم الأحداث التي رافقت هذه الحرب.

حرب الخليج الثالثة وغزو العراق

حرب الخليج الثالثة أو ما عرف بغزو العراق أو حرب العراق، هي الصراع الذي نشب في العراق بسبب هجوم الولايات المتحدة الأمريكية عليه، وتم تقسيم هذه الحرب إلى مرحلتين، كانت أولها حربًا تقليديةً وجيزةً خلال شهري مارس وأبريل من عام 2003، حيث نجحت قوةٌ مشتركةٌ من الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى (مع وحداتٍ أصغر من عدة دولٍ أخرى) في غزو العراق، وتمكنت من هزيمة القوات العسكرية العراقية والقوات شبه العسكرية، وأعقب ذلك المرحلة الثانية، والتي امتدت حتى عام 2011 مع انسحاب كامل القوات الأمريكية من العراق، وخاض الطرفان خلال هذه الفترة حربًا داميةً، واجه فيها الشعب العراقي الجيش الأمريكي وحلفاؤه بكل ضراوةٍ.[1]

شاهد أيضًا: تاريخ حرب الخليج بالهجري

خلفية وأسباب حرب الخليج الثالثة وغزو العراق

انتهى غزو العراق للكويت عام 1990 بهزيمة العراق أمام تحالفٍ تقوده الولايات المتحدة في حرب الخليج (1990-1991)، وبدأت أمريكا باتهام العراق بامتلاكه أسلحة دمارٍ شاملٍ، ونفذت الأمم المتحدة عقوباتٍ اقتصاديةً ضد العراق من أجل إعاقة تقدمه في برامج التسلح الأكثر فتكًا، بما في ذلك تلك الخاصة بتطوير الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية، وقد كشفت عمليات التفتيش التي أجرتها الأمم المتحدة في منتصف التسعينيات عن امتلاك العراق لمجموعةٍ متنوعةٍ من الأسلحة المحظورة في جميع أنحاء العراق، وأمر بيل كلينتون في عام 1998 بقصف عدة منشآتٍ عسكريةٍ عراقيةٍ (أطلق عليها اسم عملية ثعلب الصحراء)، وبعد القصف، رفض العراق السماح للمفتشين بدخول البلاد مرةً أخرى.[1]

عاد الحديث عن العراق في عام 2002، وذلك عقب أحداث 11 سبتمبر، حيث اتهم الرئيس الأمريكي الجديد، جورج دبليو بوش العراق بامتلاك وتصنيع أسلحة الدمار الشامل (وهو الاتهام الذي ثبت فيما بعد أنه خاطئ)، وأنه يدعم الجماعات الإرهابية، والتي تضمنت، بحسب إدارة بوش، تنظيم القاعدة، منفذي هجمات 11 سبتمبر، الأمر الذي جعل نزع سلاح العراق أولويةً متجددةً.[1]

مبررات أمريكا لحرب الخليج الثالثة وغزو العراق

بررت أمريكا احتلالها للعراق بالنقاط التالية:[2]

  • على الولايات المتحدة والعالم واجب نزع سلاح العراق.
  • صدام حسين أظهر استخفافًا كاملًا بحياة الإنسان ويجب تقديمه إلى العدالة.
  • الشعب العراقي هو شعبٌ مضطهدٌ وعلى العالم واجب مساعدته.
  • احتياطيات النفط في المنطقة مهمةٌ لاقتصاد العالم، والرئيس العراقي صدام حسين يهدد احتياطيات النفط في المنطقة بأسرها.
  • إزاحة صدام ستؤدي إلى مستقبلٍ أكثر أمانًا، ومن دون هجماتٍ إرهابيةٍ.
  • إنشاء دولةٍ أخرى داعمةٍ لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
  • إذا كان صدام يمتلك أسلحة دمارٍ شاملٍ، فيمكنه أن يشاركها مع أعداء الولايات المتحدة من الإرهابيين.

شاهد أيضًا: كم شهداء الكويت في الغزو وأهم المعلومات عن الغزو

الحملة الدعائية المؤيدة للحرب على العراق

رافقت حرب الخليج الثالثة وغزو العراق حملةٌ إعلانيةٌ ضخمةٌ قادتها الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الهدف منها إقناع الرأي العام داخل أمريكا بجدوى هذه الحرب وأهميتها للأمن الوطني الأمريكي، حيث لم يصدق الكثير من الأمريكيين مزاعم أسلحة الدمار الشامل في العراق، وذهب معظمهم إلى الاعتقاد بأن قضية أسلحة الدمار الشامل لا صلة لها بالحرب، وهي عذرٌ هزيلٌ بشكلٍ مهينٍ لحربٍ خاطئةٍ كان لها تفسيرٌ آخرٌ أكثر قتامةً لم يتم الإفصاح عنه، ولكن هذه الحملة الدعائية آتت ثمارها في نهاية المطاف، حيث تمكن الرئيس جورج بوش من كسب تأييد غالبية الشعب الأمريكي.[3]

أهداف الحرب على العراق

أفصحت أمريكا على لسان قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال تومي فرانكس راي، الأهداف التي تتطلع إلى تحقيقيها من خوض حرب الخليج الثالثة وغزو العراق، وهي:[2][3]

  • إنهاء حكم الرئيس العراقي صدام حسين.
  • إيجاد الإرهابيين الذين يتم دعمهم من قبل العراق والتخلص منهم.
  • العمل على إيجاد أسلحة العراق للدمار الشامل، والتخلص منها ومن الخطر الذي تشكله على أمن العالم.
  • رفع العقوبات الدولية عن العراق، وتقديم الدعم الإنساني للعراقيين والنازحين المحتاجين.
  • الحصول على جميع المعلومات الممكنة عن المنظمات الإرهابية التي يدعمها العراق.
  • تأمين حقول النفط العراقية.
  • تهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ عملية الانتقال إلى الحكم الذاتي (أي أن يقوم العراق بحكم نفسه بنفسه).

شاهد أيضًا: ماهي اول ارض كويتيه تحررت من الغزو العراقي

أيام حرب غزو العراق

سنوضح فيما يلي الخط الزمني لسير حرب الخليج الثالثة وغزو العراق، في مرحلتها الأولى التي انتهت بفرض الولايات المتحدة سيطرتها على العراق.[4]

20 مارس 2003 بداية الغارات الجوية

بدأت الحرب بإعلان الرئيس جورج بوش أن القوات الأمريكية بدأت عمليةً عسكريةً في العراق، وقال الرئيس الأمريكي: “هذه هي المراحل الافتتاحية لما سيكون حملةً واسعةً ومنسقةً”.

9 أبريل 2003 انهيار النظام العراقي

سرعان ما تغلبت القوات الأمريكية والبريطانية وقوات التحالف الأخرى على الجيش العراقي، على الرغم من استمرار الجيش العراقي بدفاعه عن العراق، وبعد ثلاثة أسابيع من الغزو، قام مدنيون عراقيون وجنودٌ أمريكيون بإسقاط تمثال لصدام في ساحة الفردوس ببغداد.

1 مايو 2003 انتهاء حرب غزو العراق

الرئيس بوش يعلن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق من على ظهر حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لنكولن، لتبدأ بعدها أمريكا سنوات الاحتلال، حيث باشرت بحلّ مؤسسات ووزارات الدولة بجميع أشكالها، وتم تعيين الجنرال الأمريكي بول بريمر كحاكمٍ عسكريٍّ للعراق.

شاهد أيضًا: ما هي دول الخليج

23 مايو 2003 حل الجيش العراقي

بعد أسبوعين من العمل، وقع بول بريمر، رئيس سلطة التحالف المؤقتة في العراق، أمرًا بحل الجيش العراقي وأجهزة المخابرات، وإرسال مئات الآلاف من الرجال المسلحين جيدًا إلى الشوارع، للقضاء على العناصر المؤيدة لنظام الحكم السابق.

اعتقال صدام حسين ثم الإعدام

في 14 ديسمبر /كانون الأول من عام 2003، تم إلقاء القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين، من خلال معلوماتٍ قدمها حارسه الشخصي، وأفرادٍ من أسرته للقوات الأمريكية، حيث تمكنت القوات الأمريكية من إيجاد صدام حسين، حيث كان مختبئًا في حفرةٍ تتسع لرجلٍ واحدٍ بالقرب من منزل طفولته في تكريت، وفي 16 نوفمبر /  تشرين الثاني من عام 2006، أدانت المحكمة العراقية صدام حسين بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وحكم عليه بالإعدام، وفي صباح اليوم الأول من عيد الأضحى المصادف ليوم 30 من شهر ديسمبر / كانون الأول من عام 2006 تم تنفيذ حكم الإعدام.[4]

شاهد أيضًا: شعار مجلس التعاون الخليجي

الحكومة العراقية تتسلم السلطة من الولايات المتحدة الأمريكية

قامت قوات الاحتلال الأمريكي بتسليم السلطة في العراق لحكومةٍ عراقيةٍ مؤقتةٍ، في شهر يونيو /حزيران من عام 2004، وفي شهر يناير / كانون الثاني من عام 2005 قام الشعب العراقي بانتخاب الجمعية الوطنية، والتي تألفت من مئتين وخمسةٍ وسبعين عضواً، كما تم تصديق الدستور الجديد للبلاد في شهر أكتوبر /تشرين الأول من عام 2005، وتم من خلاله تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم فيدرالية هي: قسم شمالي للكرد، والوسط للسنة، والجنوب للشيعة، وبذلك أصبح الأكراد يتمتعون بالحكم الذاتي في دولةٍ أطلق عليها اسم “كردستان العراق” بقيادة مسعود البرزاني.

انتقاد حرب الخليج الثالثة وغزو العراق

تعرضت الحرب التي شنتها أمريكا لغزو العراق للعديد من الانتقادات من الداخل الأمريكي، ومن الدول الأخرى، وجاءه هذه الانتقادات كما يلي:[2]

  • تفتقر حرب الخليج الثالثة وغزو العراق إلى السلطة الأخلاقية، كما أنها انتهاكٌ لسياسة الولايات المتحدة السابقة.
  • ستؤدي الحرب على العراق إلى خسائرٍ في صفوف المدنيين.
  • يستطيع مفتشو الأمم المتحدة حل مشكلة أسلحة الدمار الشامل، في حال وجودها.
  • سيخسر الجيش الأمريكي الكثير من الأفراد أثناء الحرب.
  • قد تتفكك الدولة العراقية، مما قد يؤدي إلى تمكين القوى المعادية لأمريكا مثل إيران.
  • ستكون الولايات المتحدة وحلفاؤها مسؤولين عن إعادة بناء دولة جديدة.
  • بقيت الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن وجود صلةٍ للعراق مع تنظيم القاعدة مشكوك فيها.
  • لم تتمكن الحرب من الحصول على إجماعٍ دوليٍّ لدعمها.
  • ستؤدي حرب الخليج الثالثة وغزو العراق إلى تضرر علاقات أمريكا مع الحلفاء.

شاهد أيضًا: ما هي اقدم دولة في الخليج

الانسحاب الأمريكي من العراق مع نهاية حرب الخليج الثالثة

بعد ظهور فضيحة سجن أبو غريب في عام 2004 وتسريب العديد من الصور التي تظهر عمليات التعذيب التي يقوم بها الاحتلال الأمريكي ضد السجناء من العراقيين، قامت أمريكا بتسليم المعتقل للعراقيين في عام 2006، وبدأ بعد ذلك بدء عمليات سحب القوات الأمريكية من العراق وفق التسلسل التالي:[5]

  • 10 سبتمبر /أيلول من عام 2007 – يوصي الجنرال ديفيد بتريوس القائد العسكري الأمريكي في العراق بخفض عدد القوات بأكثر من 20 ألف بحلول منتصف عام 2008.
  • 22 يوليو /تموز 2008 – أعلن الجيش الأمريكي انسحاب آخر ألويةٍ قتاليةٍ إضافيةٍ من أصل خمسةٍ أرسلت إلى العراق في عام 2007، تاركًا ما يقل قليلًا عن 147 ألف جندي أمريكي في العراق.
  • 17 نوفمبر /تشرين الثاني 2008 – العراق والولايات المتحدة يوقعان اتفاقًا يطالب واشنطن بسحب قواتها بنهاية 2011، ويمنح الاتفاق الحكومة العراقية السلطة الكاملة.
  • 27 فبراير /شباط 2008 – الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما يعلن عن خطةٍ لإنهاء العمليات القتالية الأمريكية في العراق بحلول 31 أغسطس 2010.
  • 30 يونيو /حزيران من عام 2010 – انسحبت جميع الوحدات القتالية الأمريكية من المراكز الحضرية في العراق وأعادت انتشارها في قواعدٍ خارجها.
  • 31 أغسطس /آب من عام 2010 – تم تخفيض عدد القوات في العراق إلى 49700 بعد استكمال الانسحاب الكبير.
  • 2 ديسمبر /كانون الأول من عام 2011 – الجيش الأمريكي يخلي مجمع قاعدة النصر، قاعدته الرئيسية الشاسعة بالقرب من مطار بغداد، الذي كان في السابق مركزًا للعمليات الحربية الأمريكية.
  • 18 ديسمبر / كانون الأول من عام 2011 – عبرت آخر القوات الأمريكية الحدود إلى الكويت، ولم يتبق سوى 150 جنديًا ملحقًا بالسفارة الأمريكية.

خسائر أمريكا في حرب العراق

فقدت الولايات المتحدة ما يقارب 4487 جنديًا من أفراد الخدمة في العراق منذ بدء حرب الخليج الثالثة وغزو العراق في 19 مارس 2003، حسب الأرقام الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية، كما أصيب ما يقرب من 32000 جندي في العمليات القتالية التي خاضتها أمريكا خلال سنوات احتلالها للعراق، وفي 26 أبريل /نيسان من عام 2011 قال مكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي إن تكلفة العمليات في العراق بلغت حوالي 752 مليار دولار منذ عام 2003.[6]

شاهد أيضًا: عدد سكان دول الخليج

وبهذا القدر من المعلومات يختتم المقال سطوره بعد أن قدم معلوماتٍ تفصيليةً عن حرب الخليج الثالثة وغزو العراق، حيث استعرض المقال خلفية الحرب وأسباب قيامها، وشرح بعد ذلك أهداف الحرب التي سعت أمريكا إلى تحقيقها، ومراحل معركة غزو العراق، وتسليم السلطة للحكومة العراقية، وفي النهاية شرح مراحل انسحاب القوات الأمريكية من العراق.

المراجع

  1. ^ britannica.com , Iraq War , 26/02/2022
  2. ^ thoughtco.com , Why Did the United States Go to War with Iraq? , 26/02/2022
  3. ^ rollingstone.com , 16 Years Later, How the Press That Sold the Iraq War Got Away With It , 26/02/2022
  4. ^ cfr.org , The Iraq War , 26/02/2022
  5. ^ reuters.com , Timeline: Invasion, surge, withdrawal; U.S. forces in Iraq , 26/02/2022
  6. ^ bbc.com , Iraq war in figures , 26/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *