حسن الظن يعني

حسن الظن يعني

حسن الظن يعني هو سؤال من الأسئلة التي لا بدَّ من توضيحها، فإنَّ الأخلاق الحميدية والخصل الفضيلة هي من الأمور التي حثَّ عليه الدين الإسلامي ووصَّى بها، ورفع مكانة الشخص ذو الخُلق الحسن، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أحد هذه الخصال لفضيلة وهو حُسن الظن، كما سنقوم بشرح معناه وذكر ثمراته وكيفية الوصول إليه، بالإضافة إلى التعريف بحُسن الظن بالله، وحُسن الظن في القرآن الكريم.

حسن الظن يعني

حسن الظن يعني هو ترجيح الجانب الجيد ذو الخير على الجانب السيء ذو الشر، وهو خُلق فضيل يُعاكس في معناه سوء الظن، وإ،َّ كلمة الظن هي كلمة معاكسة لكلمة اليقين، وهي التردد والتحيّر في الأمر، وفي عملية الظن يكون لدى الشخص عدد من الاختيارات ويكون له حرية الاختيار بين ترجيح أحد هذه الاخيارت، وإنَّ حُسن الظن هو الميل إلى الأمر الجيد الذي فيه خير وترجيحه على الأمر السيء والاعتقاد به.[1]

حُسن الظن بالله

حسن الظن بالله هو اليقين بتحقق الوعود التي وعدها الله تعالى لعباده، وعدم القنوط من رحمته وعطائه وكرمه، وعدم اليأس في حال عدم تحقق الدعاء أو استجابته، وقد ورد في الحديث القدسي عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً”[2]، ومن الجدير بالذكر أنَّ حسن الظن بالله تعالى يجب أن يترافق مع خشيته وأداء العبادات والسعي لنيل رضاه، فإنَّ حُسن الظن بالله لا يكون صحيحًا في حال تجاهل المرء للقيام بواجباته الدينية والدنيوية من باب حسن الظن بالله، والله أعلم.[3]

ثمرات حُسن الظن

إنَّ لحُسن الظن الكثير من الثمرات التي تعود على الفرد والمجتمع، حيث أنَّ حُسن الظن يزرع السكينة والطمأنينة في قلب الإنسان، ويُعينه على راحة البال والتخلّص من الهموم الناجمة عن سوء الظن، كما إنَّ حُسن الظن هو سبيل لسعادة الإنسان ولك لأنَّه يُخلص الإنسان من الخواطر المُقلقة والمشوشة للذهن، وإنّ نتاج حسن الظن وثمراته على المجتمع تكمن في كونه يُؤدي إلى علاقات سليمة بين أفراد المجتمع تقوم على المحبة بين الناس لا البغضاء والخصام، كما يُحصن حُسن الظن المجتمع من التشقق والتصدع.

الأسباب المعينة على حسن الظن

إنَّ حُسن الظن هو أحد لأمور التي لا بدَّ للمُسلم من السعي للوصول إليها، وذلك لما فيها من ثمرات تعود على الفرد والمجتمع، ومن الأسباب التي تُعين على الوصول لحُسن الظن نذكر:[4]

  • الدعاء: أي أن يدعو العبد لله تعالى أن يرزقه حُسن الظن بالناس وأن يُزكّي قلبه ويُطهره من سوء الظن.
  • التماس العذر للآخر: وذلك من خلال عدم الحكم على الآخرين فورًا، بل التماس الأعذار والمسببات التي جعلته يقوم بفعل مُعيَّن.
  • وضع النفس في منزلة الآخر: أي أن يرى الإنسان فسه في مكان الآخر ونفس موقفه، وعدم استغلال أي موقف ليكون سبيلًا لسوء الظن.
  • عدم الحكم على نية الآخرين: فإنَّ نية الإنسان هو أمرٌ لا يعلمه إلَّا الله تعالى، ولا يجب على الإنسان الحكم على نية الآخرين وسوء الطن بهم من خلال الحكم على نياتهم فقط.
  • حمل الكلام على جانب  الخير: أي البحث عن الخير في كلام الآخرين والظن به، وتجنب المعاني السيئة التي قد يحملها الكلام، ومحاولة تفسيرها بطريقة جيدة.
  • تذكر أضرار سوء الظن: إنَّ سوء الظن هو آفة تفتك بالإنسان ، وتُشتت راحته النفسية واستقراره، ويُؤدي إلى حمله لكثير من الهموم والأعباء التي ليس لها أي ضرورة.

حسن الظن في القرآن الكريم

ورد ذكر كلمة الظن في الكثير من آيات القرآن الكريم بصيغ وأشال مُختلفة، كما ورد ذكر حسن الظن وسوء الظن في عدد من آيات القرآن الكريم، ومن هذه الآيات نذكر قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ”[5]، وهي آية تُحذِّر وتنبه من سوء الظن وتحث على اجتنابه، وكذلك ورد التحذير من سوء الظن في قوله تعالى: “وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا”[6]، وأيضًا ورد سوء الظن في قوله تعالى: “وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ”[7]، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: حكم حسن الظن بالله من الكتاب والسنة

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن انَّ حسن الظن يعني ترجيح الخير على الشر، والذي عرَّف بحسن الظن وثمراته والسُبل المعينة عليه، كما عرَّف بمعنى حُسن الظن بالله تعالى.

المراجع

  1. ^ saaid.net , حسن الظن بالناس , 8/10/2022
  2. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري، 7405، صحيح.
  3. ^ islamqa.info , مفهوم حسن الظن بالله تعالى , 8/10/2022
  4. ^ alukah.net , حسن الظن بالناس علامة الفطرة السليمة , 8/10/2022
  5. ^ سورة الحجرات , الآية 12.
  6. ^ سورة النجم , الآية 28.
  7. ^ سورة الأنعام , الآية 116.
  8. ^ wikiwand.com , حسن الظن , 8/10/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *