حكم حسن الظن بالله من الكتاب والسنة

حكم حسن الظن بالله

حكم حسن الظن بالله هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، لكن قبل ذلك لا بدّ من الحديث عن رحمة الله الواسعة التي تدفع العبد إلى أن يحسن الظنّ بخالقه، فقد وسعت رحمة الله سبحانه كلّ شيء في الأراضين والسماوات السبع، يقول الله تعالى في سورة غافر بلسان حملة العرش ومن حولهم: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا}،[1] وذلك من الأسباب التي تستوجب حسن الظن بالله.[2]

معنى حسن الظن بالله

إن الخوض في ذكر حكم حسن الظن بالله يقتضي بالضرورة أن يتمّ توضيح معنى حسن الظن بالله، وحسن الظنّ بالله هو ما يكون من قوّة اليقين من العبد بتحقيق ما قد وعد الله سبحانه لعباده من سعة رحمته التي وسع كلّ شيء، وهو ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، قال: أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْرًا فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرًّا فلَه”،[3] وقد جاء في معنى حسن الظن بالله أنّ يكون في حسن ظنّ العبد بإجابة الدعاء، ويكون أيضًا بأن يحسن العبد الظنّ بخالقه بأن يعفو عنه وينجيه من العذاب الأليم ويدخله جنّات النعيم.[4]

حكم حسن الظن بالله

بعد توضيح المعنى لحسن الظن بالله والخوض في الحديث عن رحمة الله التي قد وسعت كلّ شيء لا بدّ من الخوض في تفاصيل حكم حسن الظن بالله، فقد يجول في خاطر المرء بعضٌ من الظنّ الحسن على الرغم من التقصير الذي قد يعيشه المرء في واجباته الشرعيّة، وعلى ذلك فإنّه يجدر القول بأن ما ينبغي على كلّ مسلمٍ أن يكون خائفًا وراجيًا، وأن لا يكتفي بحسن الظن ومن ثمّ يقصّر فيما يترتب عليه من الواجبات الشرعيّة، فإحسان الظنّ بالله واجبٌ على المسلم، ويجب عليه أن يرجو رحمته وأن لا يقنط أبدًا من رحمته سبحانه مهما ضاقت به السبل، فالله لا بدّ منجيه، وعلى المقصّر أن لا يكون مغترًّا بحسن الظنّ بالله، بل على كلّ امرءٍ أن يحسن العمل، ويكثر من الصالحات الباقيات، وعلى المقصّر أيضًا أن بخشى على نفسه من العاقبة، وخلاصة القول أنّ أهل العلم قد اختلفوا في أولوية حسن الظنّ بالله وبين الخشية والخوف في حال التقصير، وقيل من بابٍ أولى على المرء أن يوازن بين الخشية والرجاء، والله ورسوله أعلم.[5]

حسن الظن بالله من الكتاب والسنة

بعد بيان حكم حسن الطن بالله كان لا بدّ من ذكر بعض من الأدلّة التي جاءت بها الشريعة الإسلاميّة، والتي تدفع المؤمن إلى إحسان الظن بالله، وفيما يأتي أبرز ما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة:[6]

  • قال تعالى في سورة البقرة: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.[7]
  • قال تعالى في سورة يوسف: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.[8]
  • عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما من مُسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليسَ فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رحمٍ، إلَّا أعطاهُ اللَّهُ بِها إحدى ثلاثٍ : إمَّا أن تعجَّلَ به دعوتُهُ، وإمَّا أن يدَّخرَها لَهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يَصرِفَ عنهُ منَ السُّوءِ مثلَها قالوا: إذًا نُكْثرُ، قالَ: اللَّهُ أَكْثَرُ”.[9]

حكم حسن الظن بالله هو مقالٌ فيه تمّ الحديث عن رحمة الخالق التي وسعت كلّ شيء، ومن ثمّ تم التعريف بمعنى حسن الظن بالله، قبل أن يتمّ ذكر الحكم الشرعيّ لحسن الظن بالله، ومن ثم ذكر بعض الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تدفع المؤمن على حسن الظن بخالقه.

المراجع

  1. ^ سورة غافر , الآية 7
  2. ^ alukah.net , سعة رحمة الله تعالى , 6/12/2020
  3. ^ تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط/أبو هريرة/9076/صحيح
  4. ^ islamqa.info , مفهوم حسن الظن بالله تعالى , 6/12/2020
  5. ^ islamweb.net , حكم حسن الظن بالله مع الشعور بالتقصير في حقوقه , 6/12/2020
  6. ^ islamqa.info , مفهوم حسن الظن بالله تعالى , 6/12/2020
  7. ^ سورة البقرة , الآية 186
  8. ^ سورة يوسف , الآية 87
  9. ^ الصحيح المسند , الوادعي/أبو سعيد الخدري/421/صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *