حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام

حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام

حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام حيث أن الإسلام لا يعتبر فقط دينًا وإنما هو أسلوب حياة للمؤمن يحتوي على أحكام جميع أفعاله من حيث الحل والحرمة منذ أن يفتح عينيه بعد الاستيقاظ من النوم حتى يغلقهما لينام مجددًا في المساء، ويرجع هذا إلى أن الإسلام قد تم تأسيسه كدين ليشمل حياة المسلم من كافة جوانبها ليمكنه من حفظ دنياه مع آخرته ويوازن بين جهل الإنسان بالعلوم المختلفة ووجوب الاكتشاف عليه وبين الحد الأدنى من الصحة الذي يجب أن يتمتع به جميع البشر حتى لا تصيبهم العلل سواء الجسدية أو النفسية.

حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام

إن الأطعمة المشتبهة بالحرام محرمة، لا يجوز أكلها، وهي الأطعمة التي كانت في أصلها حلالًا ثم انقلبت من بعد ما كانت حلالًا فصارت حرامًا بسبب مخالطة الطعام المحلل للمسلم فيه بالطعام المحرم على المسلم الاقتراب منه، وبناء على هذا فأكل الأطعمة المشتبهة بالحرام حرام شرعًا، لأن ما كان كثيره حرام فقليله حرام والحرام إذا اختلط بالحلال أفسده وجعله حرامًا مثله.

متى يحل أكل الأطعمة المشتبهة بالحرام والأطعمة الحرام

يحل أكل الأطعمة المشتبهة بالحرام والأطعمة المحرمة في حالة الخوف من الهلاك إذا لم يتم أكلها كأن يكون المسلم في صحراء ولا يوجد معه طعام إلا الخنازير أو لا يوجد معه شراب إلا الخمر فيحل له أكلهما لأنه إن لم  يأكلهما وتسبب ذلك في موته كان أثمًا شرعا وقد قال الله تعالى “إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم” كما قال الله تعالى أيضًا “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة” ففي الآيتان يوجه الله عز وجل عباده لعدم إيذاء أنفسهم وفي الامتناع عن الأكل أو الشرب في حالة الضرورة مخالفة لكلام الله لأن ذلك يعد من قبيل إيذاء النفس المُنهى عنه شرعًا.[1]

شاهد أيضًا: ما حكم اكل لحم الكنغر

حالات أكل الإنسان من الطعام المحرم

كما أن لكل شيء حالاته فإن لأكل الطعام المحرم أيضًا حالتان وهما:

  • حالة استمرار المجاعة وعدم زوال الضرورة: مثل أن تكون الدولة بالكامل في حالة مجاعة لا يرجى زوالها قريبًا ولا تزول إلا في خلال أعوام وحينها يجوز للمضطر أن يأكل من المحرم بقدر ما يحتاج للشبع لأنه لا يوجد مجال قريب لزوال الغمة.
  • حالة زوال الضرورة في وقت قريب: وفي هذه الحالة لا يجوز للمضطر أن يأكل من المحرم إلا بما يكفي لحفظ حياته وسلامة أعضاءه لأن الضرورة هنا بسيطة.

أنواع الطعام المحرم ودرجاته في الأكل عند الضرورة

يقصد هنا إذا وجد جميع أنواع الطعام المحرم فأي الاطعمة تؤكل أولًا في أثناء المجاعة اعتبارًا بكونها الأقل في الحرمة، وهنا نقوم بترتيبهم تصاعديًا:

  • طعام الغير: قد حرم الله تعالى أن يأخذ المسلم ما يملكه أخوته من المسلمين فقال في كتابه الكريم “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل” ولكن تم تحليل الأكل من مال الغير إذا خاف المسلم على نفسه الهلاك على أن يعوض صاحب المال بعد ذلك إن استطاع.
  • الميتة: إذا لم يوجد مع الإنسان المضطر طعامًا ملكًا لغيره جاز للمضطر أن يأكل من الحيوانات المتوفاة إذا خاف الموت إن لم يأكل.
  • الخنزير: إذا لم يوجد مع الإنسان المضطر طعامًا لغيره ولا ميتة أكل المضطر الخنزير وإنما تلا الخنزير ملك الغير والميتة في المرتبة لأن طعام الغير كان حلالًا وحرم لحق الغير والميتة كانت حلالًا وحرمت لسبب غيرها وهو الموت لا الذبح أما الخنزير فهو نجس بعينه ولا يحل في أي وقت من الأوقات فتلاهم في المرتبة.

وبالطبع يباح شرب الخمر كمياه إذا لم توجد المياه على الإطلاق وتعرضت حياة فاقد الماء للخطر إن لم يشرب.

شاهد أيضًا: حكم اكل الضبع وحكم اكل التمساح

حكم الأكل من طعام الكفار

إن الكفار هم كل من لا يؤمن بالرسالة الإسلامية ولكن الكفار يتنوعون إلي الكفار من أهل الكتاب والكفار ممن لا يؤمنون بكتاب سماوي فالأطعمة النباتية والقشريات مطلقًا يجوز أكلهم من بلاد الكفار أيًا كانوا يومنون بكتاب سماوي أم لا أما الحيوانات فلها حالتان:

  • إن كان الكفار من أهل الكتاب جاز أكل الحيوانات التي يذبحونها إن علم المسلون أنهم يذكرون الله قبل ذبحها لقول الله تعالى “اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم” إما إذا علم المسلمون أن أهل الكتاب لا يذكون الحيوانات قبل ذبحها بذكر اسم الله عليها فلا يجوز أكلها.
  • وإن كان الكفار من غير أهل الكتاب فلا يجوز أكل الحيوانات المذبوحة على يدهم مطلقًا سواء أكان الحيوان قد تم تزكيته أم لم يتم.

وفي النهاية نكون قد عرفنا حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام حيث قال الله تعالى “كلوا من طيبات ما رزقناكم “فقد رزق الله البشر من طيبات الطعام تكريمًا لبني أدم فلا يصح أن يهين الإنسان نفسه بعد أن كرمه الله، كما أن في اتباع ما أمرنا به الله المحافظة على صحتنا حيث أن الله لا يأمرنا بشيء إلا ليدفع عنا ضررًا أو يقودنا إلى منفعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *