سبب تحريم لحم الخنزير

سبب تحريم لحم الخنزير

سبب تحريم لحم الخنزير، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ أكل الخنزير بكلِّ ما فيه محرمٌ بإجماع أهل العلم، ودليل ذلك قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}، وفي هذا المقال سيتمُّ بيان السببِ الذي من أجله تمَّ تحريمُ أكله، كما سيتمُّ بيان حكمِ أكله للضرورةِ، وشروط إباحته، ثمَّ سيتمُّ ذكر بعض الأحكام الشرعية المتعلقة فيه.

سبب تحريم لحم الخنزير

قبل بيان الحكمة من تحريمِ أكلِ لحمِ الخنزيرِ لا بدَّ أولًا من التنبيه إلى أنَّ كثيرًا من الأحكام الشرعية نتركها او نفعلها طاعةً لله -عزَّ وجلَّ- وتعبدًا له، بعذ ذلك يُمكن البحث في الحكم، وفييما يأتي بيان سبب تحريمِ أكل لحمِ الخنزيرِ:[1]

  • أنَّه يتربى في جسد الخنزيرَ ديدانَ، وهذه الديدان تنتقل إلى جسد آكلِ لحمِ الخنزيرِ، ويصاب بسببها في الأمراض.
  • أنَّ الخنزير يتغذى على الأوساخ والقاذورات، وإنَّ هذا مما تعافه النفس البشرية.
  • أنَّ لحمَ الخنزيرِ يحتوى على نسبة عالية من مادة الكوليسترول، وإنَّ زيادة هذه المادة في دم الإنسان تزيد من فرصة إصابته بتصلب الشرايين.
  • أنَّ لحمَ الخنزيرَ يسبب انتشار أنواع عديدة من السرطانات، مثل سرطان الصدي والقولون والمستقيم والبروستاتا والدم.

شاهد أيضًا: سبب تحريم أكل ما قتلته آلة الصيد بثقلها لأنه

حكم أكل لحم الخنزير للضرورة

يجوز للمسلم أكل لحمَ الخنزيرِ إن اضطر لذلك، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ}، ولا بدَّ من التنبيه إلى انَّ الضرورة هي كلُّ ما يلحق الإنسان بتركه من هلاكٍ، كما أنَّ هناك قاعدة فقهية تقول: الضرورات تبيح المحظورات، ومن هذا المنطلق يُمكن القول بأنَّ من خشي على نفسه الهلاك ولم يجد غير لحمِ الخنزيرِ، جاز له أكل الخنزيرِ بقدر ما يدفع عن نفسه هذا الهلاك.[2]

شاهد أيضًا: لما حرم لحم الخنزير شرعًا وعلميًا وما هي أضراره

شروط إباحة أكل لحم الخنزير

هناك شرطين اثنين لإباحة أكلش لحمِ الخنزيرِ، وفي هذه الفقرة من مقال سبب تحريم أكل لحم الخنزير، سيتمُّ ذكر هذين الشرطين، وفيما يأتي ذلك:[3]

  • أن يكون المسلم مضطرًا لأكل لحمِ الخنزيرِ بعينه، ومعنى ذلك أنَّه إذا وُجد شيءٌ آخر مباح يندفع به الهلاك، فلا يحلُّ حينها لحمُ الخنزير، ويبقى محرمًا اكله ولو اندفعت به الضرورة.
  • أن تندفع به الضرورة، فإن شكَّ المسلم بعدم اندفاع الضرورةِ به يبقى محرمًا ولا يجوز اكله.

شاهد أيضًا: لماذا الخنزير لا ينظر للسماء

حكم بيع الخنزير

لا يجوز للمسلم بيع لحمِ الخنزيرِ، سواء أكان المشتري مسلمًا أم كافرًا، ودليل ذلك قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}، وما يدلُّ على ذلك ايضًا، ما رُوي عن عبدالله بن عمرو حيث قال: “قال: سمِعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عامَ الفَتحِ، وهو بمكَّةَ يقولُ: إنَّ اللهَ ورسولَه حرَّمَ بَيعَ الخَمرِ والمَيتةِ والخِنزيرِ”.[4]

شاهد أيضًا: ما هما الميتتان اللتان يجوز أكلهما بدون إثم ؟

حكم الانتفاع بجلد الخنزير

لا يجوز للمسلم الانتفاع بجلود الخنازير؛ لأنَّه نجس العين، وما كان نجس العين فإنَّ الدباغ لا يطهره، وهذا الحكم بإجماع الأئمة الأربعة، ودليل ذلك قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}.[5]

حكم التداوي بأجزاء من الخنزير

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى حرمة التداوي بأيِّ جزءٍ من أجزاء الخنزير، ودليل ذلك ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “نهَى رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الدَّواءِ الخَبيثِ”.[6]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ في بيان سبب تحريم لحم الخنزير، كما تمَّ فيه بيان حكمِ أكلهِ عند الضرورة شروط إباحته، ثمَّ تمَّ ذكر بعض الاحكام الشرعية الخاصة فيه، مثل حكم بيعه واستخدام جلده وحكم التداوي في أجزائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *