لماذا حرم لحم الخنزير شرعًا وعلميًا وما هي أضراره

لماذا حرم لحم الخنزير في بعض الديانات السماوية حيث يعد الخنزير من الحيوانات المحرم أكلها في الإسلام واليهودية حيث أن الله سبحانه وتعالى حرم تناول لحم الخنزير وهناك العديد من الأسباب التي جعلته عز وجل يحرمها، على الرغم من ذلك هناك بعض الديانات لا تحرم أكلها مثل المسيحية فما الحكمة من تحريمها في بعض الديانات وإباحتها في البعض الأخر هذا ما سوفه نعرفه في هذا المقال.

تحريم لحم الخنزير

هناك سبب من تحريم الله سبحانه وتعالى للحم الخنزير حيث أنه عبارة عن حيوان مقزز يتغذى على الفضلات والقاذورات المضرَّة بالإنسان ومن أمثلة الأشياء التي يتغذى عليها هي الفئران الميتة التي تكون سببًا في ظهور دودة خطيرة في عضلات الخنزير وهي الشعرة الحلزونية وقد أثبت الطِّب الحديث أن لحم الخنزير من اللحوم التي يعسر هضمها ويوجد بها الكثير من الديدان التي تسبب العديد من الأمراض الخطيرة، كما وأنها تؤدي إلى انعدام أثر الغيرة عند آكله والكثير من الأسباب والأمراض الأخرى التي يتسبب في حدوثها.[1]

لماذا حرم لحم الخنزير علميا؟

حرم الله لحم الخنزير علميًا لأنه يؤدي إلى إصابة الإنسان بالكثير من الأمراض والتي أبرزها ما يلي:-

• الضغط وتصلُّب الشرايين الناتجة عن تراكم جزيئات الكوليسترول في الدم والتي لا تقبل الانحلال بسهولة حيث أنها عبارة عن جزيئات دهنيةٌ كبيرة الحجم ومتداخلة مع طبقات اللحم فيصعب فصلها قبل الطهي، كما وأنها تتسبب في حدوث السمنة وتراكم الدهون في الجسم.
• ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان بسبب التشابه التركيبيّ ما بين الكوليسترول المتواجد في لحم الخنزير وكوليسترول الخلايا السرطانية التي تنشأ في الأجسام.
• الإصابة بالديدان مثل الدودة الشريطية وهي من أكبر المخاطر التي تنتج بسبب تناول لحم الخنزير نتيجة مضاعفات تواجدها في أمعاء الإنسان وانتشار بيضها في جسمه وتؤدي إلى حدوث تلف الدماغ وأجهزة الإنسان الحيوية ودودة المعدة القرحية والدوسنتاريا الأميبية الخنزيرية والديدان المفلطحة والحلقية وكل هذا بسبب أن الخنزير يعتمد بشكل كبير على الفضلات والجيف في غذاؤه.
• الإصابة بالحساسية وأمراض الجهاز التنفسي بسبب انبعاث غاز كبريتيد الهيدروجين منها.

شاهد أيضًا: لماذا الخنزير لا ينظر للسماء

لماذا حرم لحم الخنزير شرعا؟

قد حرم الله سبحانه وتعالى لحم الخنزير شرعًا حيث قال عز وجل (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) وهذا يدل على أن لحم الخنزير عبارة عن رجس ومضر للغاية بالنسبة لصحة الإنسان ويتسبب في الإصابة بالكثير من الأمراض المضرة بالجسد.[2]

لماذا خلق الله الخنزير مع كونه محرمًا؟

يوجد الكثير من الأشياء خلقها الله عز وجل ويمكن أن تؤذي الإنسان فهو الخالق والأمر إليه ولا يمكن لأحدٍ من العبيد مراجعته فيما خلق ولأي سبب خلق فسبب خلق الله للخنزير أمر يصعب على البشر، لكن هناك ما يقوله بعض العلماء ومنهم ابن القيم حيث أنه يقول أنّ خلق الخنزير جاء لحكمة عظيمة من حكم الله تعالى، وهي أن يكون في خلقه عبرة لذوي الأبصار حيث أن الخنزير هو شاهد على عقاب الله سبحانه وتعالى للأمم السابقة، كما يرى الشيخ الشعراوي رحمه الله أنّ كلّ مخلوق في هذا الكون له فائدةٌ ما في مجالٍ ما حتى وإن كان تناوله محرم فهناك بعض الأمور الأخرى التي خلق الله الخنزير لأجلها ولا يعلمها البشر.

سبب تحريم الخنزير عند اليهود

سبب تحريم الخنزير عند اليهود موجود في سفر اللاويين حيث ورد فيه أن الله سبحانه وتعالى أخبر موسى وهارون عليهما السَّلام أن يقولا لبني اسرائيل عن الحيوانات المحرمة والمحلل أكلها ومن بين هذه الحيوانات التي ورد ذكرها في سفرهم هي الخنزير وسبب حرمانيته كما في كتبهم “لأنه يشق ظِلفًا ويقسمه ظِلفَيْنِ، لكنه لا يجتر؛ فهو نجس لكم”، فكانت سبب التحريم عند اليهود أن كل ما هو مشقوق الظلف إلى قسمين ويجتر فهو حلال وغيره محرم كالخنزير المشقوق الظلف ولكنه لا يجتر.

أضرار أكل لحم الخنزير

يعتبر لحم الخنزير واحد من أكثر اللحوم المضرة في العالم ويجب على من يستخدمه أو يتناوله أن يعلم جميع المخاطر التي يتسبب في حدوثها حيث أن لحم الخنزير يعتبر سبب أساسي في نقل مرض التهاب الكبد E، والذي يؤدي إلى تليّف الكبد عند بعض الأشخاص وهم الأشخاص الذين يعانون من وجود ضعف في المناعة، كما أن العلماء عام 1985م قد أثبتوا أن هناك ارتباط قوي بين تناول لحم الخنزير والوفاة بسرطان الخلايا الكبديّة حيث أن تليف الكبد يكون مقدمة للإصابة بالسرطان في الكثير من الأحيان، كما أن لحم الخنزير يوجد به نسبة كبيرة من أحماض “أوميغا 6” التي قد تساعد بشكل قوي في إصابة الإنسان بأمراض الكبد.[3]

شاهد أيضًا: ما هما الميتتان اللتان يجوز أكلهما بدون إثم ؟

هل مستخلصات لحم الخنزير حرام؟

قال الشيخ أحمد وسام أن احتواء بعض المنتجات الغذائية على الكثير من مستخلصات ودهن الخنزير وغيره من النجاسات الأخرى لا يُحرِم أكلها مشيرًا إلى أن هذه الدهون تأخذ حكم الاستحالة بمعنى الاندماج في غيرها من المواد وتغيير نجاستها.

وفي نهاية المقال نكون قد عرفنا لماذا حرم لحم الخنزير في الأديان السماوية وكذلك علميًا، فإن الله ما حرم شيء إلا لعله تعود على الإنسان بالمنفعة وتدفع عنه الضرر والمرض، وقد أثبتت الأبحاث أن لحم الخنزير يسبب الكثير من الأمراض التي تضر بالإنسان وتؤدي إلى وفاته.