حكم اكل الكبدة نية

حكم اكل الكبدة نية

حكم اكل الكبدة نية في الإسلام هو الموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال، و إنّه لمن المعروف أنّ للذّبح في الإسلام آداباً و شروطاً، شروطاً في الذّابح و شروطاً في المذبوح و شروطاً في آلة الذّبح، فأمّا شروط الذّابح فأن يكون عاقلاً صاحب دينٍ سماويٍّ كأن يكون مسلماً، و يشترط للذّابح أن ينوي قبل ذبحه و يذكر اسم الله على ذبحه أيضًا، و أمّا شروط المذبوح فأن يكون ممّا يُحِلّه الشّرع من الأنعام كالغنم و البقر و الإبل، و يجب في المذبوح أن تُقطَع أوداجه الأربعة الحلقوم و المريء و الوجان و هما عرقان في صفحتي العنق، و على الذّبيحة أن تكون حيّةً وقت الذّبح فلا تكون قد فارقت الحياة قبل ذلك، و أمّا الآلة أن تكون محدّدة تقطع و تخرق بحدّها لا بثقلها، كلّ هذه الشّروط كانت من باب الإحسان للذّبيحة و اكتمال الذّبحة بالشّكل الأفضل و الأطهر، فالإسلام دين الرّحمة و الطّهارة.[1]

حكم اكل الكبدة نية

إنّ الله سبحانه وتعالى سخّر للإنسان الأنعام من الإبل و البقر و الغنم و الخيل المسوّمة، يرعاها و يلبس من جلودها و صوفها و شعرها و يشرب من لبنها و يركب عليها في حلّه و ترحاله، و يأكل من لحومها حيث أحلّ الله تعالى ذبح الأنعام لتكون مأكلاً للإنسان، فالإنسان يذبح الذّبيحة يأكل من لحمها و يستفيد من جلدها وشعرها أو صوفها، لكن من المعروف أنّ لحوم الذّبيحة تُطهى ثمّ بعد ذلك تُؤكَل فما حكم أن تُؤكَل لحوم الذّبيحة نيّئةً و ما حكم اكل الكبدة نية في الإسلام، تساؤلٌ قد يطرحه الكثير من النّاس ممّن يذبحون ممّا رزقهم الله من الأنعام، و قد تحدّث عن ذلك أهل العلم تفصيلاً و ممّا ورد عنهم أنّ الدّم المحرّم على المسلم هو الدّم المسفوح، أي الدّم الّذي يصب من حلق الذّبيحة أثناء ذبحها، فالدّم المسفوح محرّمٌ تحريماً مطلقاً على المسلم، أمّا الدّماء الّتي تبقى داخل الذّبيحة بعد ذبحها لا يضرّ أكلها نيّةً أو مشويّةً، و لو أكل الإنسان شيئاً لا يضرّه نيّئاً كالكبدة و الكلية و غيرها فكما ورد عن العلماء أنّه مباحٌ إذا لم يجلب معه مضرّة، و لكن لو طُبِخ أو شُوِي يكون أكمل و أسلم ولكن لا حرج في أكله نيّئاً و الله أعلم.[2]

حكم أكل بعض أجزاء الذبيحة دون طبخ

إنّ البشر بما رزقهم الله من فضله من أنعامٍ يركبونها و يستفيدون منها في الملبس والمشرب والمأكل، يأتون أنعامهم فيذبحونها و يأكلونها يحمدون الله على ما رزقهم، لكن قد يتسائل البعض ما حكم اكل الكبدة نية و ما حكم بعض أجزاء الذبيحة دون طبخ، فقد انتشر في بعض البلدان من العالم الإسلاميّ أصناف أطعمةٍ تستدعي وجود اللّحم النّيّء فيها، فهل يجوز أكل تلك الأطعمة الّتي يُخلَط فيها اللّحم النّيّء مع بعض الأطعمة الأخرى، اختلف العلماء في ذلك فمنهم قد قال أنّ أكل اللّحم نيّئاً مكروهٌ كقول ابن مفلحٍ الحنبليّ، وقال آخرون أنّه لا بأس بأكل اللّحم النّيّء كقول المرداويّ الحنبليّ عن الإمام أحمد، والإباحة في الأمر هو الرّاجح لعدم ورود نهيٍ و الله و رسوله أعلم.[3]

حكم أكل الكبدة المستوردة

قد يبتلي الله عباده فتنقص أنعامهم و حيواناتهم و تصبح غير كافيةٍ لاحتياجاتهم، فتضطّر الدّولة لاستيراد ما يغطّي النّقص من حاجيّاتٍ كاللّباس و الشّراب و الطّعام، و من بين تلك الأمور الّتي يمكن أن تستوردها الدّولة هي اللّحوم بأنواعها و أجزائها كاللّحم و الكبدة و غيرها من أجزاء الذّبيحة، فما حكم أكل اللّحم المستورد و ما حكم أكل الكبدة المستوردة، كان قد ذُكر حكم اكل الكبدة نية حيث رأى العلماء أنّ أكلها مباحٌ طالما لم تجلب ضرراً لآكلها، أما حكم أكل الكبدة المستوردة فقد ذكر لها أهل العلم عدّة حالات، الأولى أن تكون مستوردةً من بلاد مسلمةٍ فهي والله أعلم حلالٌ إلّا إن ورد أنّها لم تُذبح على الطّريقة الشّرعيّة، و الثّانية أن تكون مستوردةً من بلاد كفّارٍ من غير أهل الكتاب فالأصل فيها أنّ أكلها حرامٌ إلّا أن يُعلَم أنّ  ذابحها مسلمٌ أو كتابيٌّ و يُعلَم أنّ ذبحها تمّ بالطّريقة الشّرعيّة فلا بأس بأكلها، و أمّا الحالة الثّالثة أن تكون مستوردةً من بلاد أهل الكتاب و الأصل في ذبائحهم أنّها حلالٌ إلّا أن يُعلَم أنّها لم تُذبَح بطريقةٍ شرعيّةٍ فلا يجوز أكلها والله أعلم.[4]

فوائد أكل الكبدة نية

إنّ اللّحوم بوجهٍ عامٍّ و الكبدة بشكلٍ خاصٍّ تمتلك فوائد و خصائص يحتاجها الجسم البشريّ بشكلٍ دائمٍ، يأكلها البشر باستمرارٍ مطبوخةً في معظم الحالات و نيّئةً في بعضها، فقد ذكر العلماء حكم تناول اللّحم وحكم اكل الكبدة نية حيث أُبيح أكلها دون طبخٍ ما لم تجلب ضرراً على الإنسان، ونظراً لأنّ الكبد يقوم بترشيح السّموم و غيرها من الموادّ الضّارة في الجسم، فإنّ الكثيرين يعتقد أنّ تناوله ضارٌّ و أنّه لا يحوي فوائد على الصّحّة، فما فوائد أكل الكبدة نية على الإنسان وهل له أضرارٌ على الصّحّة، إنّ الكبد يعدّ مصدراً جيّداً للبروتينات و الفيتامينات الّتي يحتاجها الجسم، و هي مصدرٌ أساسيٌّ للحديد و الّذي يعتبر مفيداً للمصابين بفقر الدّم، و تعدّ الكبدة مصدراً هامّاً لبعض العناصر النّادرة كالزّنك و النّحاس، و كما للكبدة فوائدٌ فلها أضرارٌ أيضاً تظهر عند الإفراط بتناولها، كالإصابة بمرض النّقرس  و تأثيرها السّلبي على القلب و الضّغط و قد تُسبّب التّسمم، و يتمّ التّقليل من مخاطرها بتناول كميّاتٍ قليلةٍ منها و طهيها جداً قبل تناولها و ذلك لتقليل مخاطرها  و أضرارها.

حكم أكل الكلاوي

عند ذبح الذّبيحة ذبحةً شرعيّةً و الّتي تتضمن كلّ الشّروط في الذّابح و المذبوح و أداة الذّبح، فحكم أكل لحمها مطبوخاً حلالاً قطعاً و أمّا حكم أكله نيّئاً و حكم أكل الكبدة نية مثلاً فهو مباحٌ كما ورد عن أهل العلم ما لم يجلب مضرّة للآكل، و أمّا بالنّسبة لأجزاء الذّبيحة الأخرى الكلاوي فقد يتمّ التّساؤل ما حكم أكل الكلاوي، فإنّ الكلاوي تتّبع في حكمها إن كانت مطهوّةً لباقي أجزاء الذّبيحة فإن حقّقت الذّبيحة شروط الذّبحة الشّرعيّة فأكلها حلال، و أمّا عن حكم أكل الكلاوي نية فهي تلحق بالحكم الكبدة فإنّها من غير الدم المسفوح ، فأكلها نيّةً إن لم تجلب الضّرّ على آكلها مباحٌ كما ورد عن أهل العلم والله ورسوله أعلم.[5]

حكم اكل الكبدة نية مقالٌ ورد فيه حكم اكل الكبدة نية و حكم بعض أجزاء الذبيحة دون طبخ،  و تحدّث عن حكم أكل الكبدة المستوردة بالتّأكد من مصدرها وطريقة ذبح الذّبيحة، وتحدّث المقال أيضاً عن فوائد أكل الكبدة نية ومضارّها و كيفية التّقليل من ضررها، و ذكرالمقال حكم أكل الكلاوي من الذّبيحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *