حكم الجلسة الخفيفة بعد السجدة الثانية

حكم الجلسة الخفيفة بعد السجدة الثانية

حكم الجلسة الخفيفة بعد السجدة الثانية من الأحكام الشرعيّة التي يرغب طُلّاب العلم في معرفتها، وذلك لأنّ الصلاة من ألفرائض التي يجب أن يكون المُسلم على بيّنةٍ واضحةٍ منها؛ لأنّ الصلاة هي عماد الدّين، فمن أقامها على أكمل وجهٍ؛ فقد أقام الدّين، ومن هدمها؛ فقد هدم الدين، وفيما يلي سنتعرّف على بعض أحكام الصّلاة.

معلومات عن الصلاة

فُرضت الصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلّم- أوّل ما فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج، وقد فرضها الله-تعالى- خمسين صلاةً في اليوم واليلة، ولكنّ سيّدنا موسى-عليه السلام- قال للمُصطفى: اسأل ربّك التخفيف، فقومك ضُعفاء لا يقوون على خمسين صلاةً، فرجع الني إلى الله وسأله التخفيف؛ فخففّها عشرًا، ثم رجع مرّات أخرى، حتى وصلت خمس صلوات في اليوم والليلة، هي خمس صلوات في الفعل، ولكنّها خمسون في الأجر، والصّلاة من أعمدة الإسلام، وتارك فاسقٌ؛ إن تركها مُتكاسلًا، وإن تركها جُحودًا؛ فهو كافرٌ؛ لأنه أنكر معلومًا من الدّين بالضّرُورة.

شاهد أيضًا: حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة

حكم الجلسة الخفيفة بعد السجدة الثانية

الجلسة الخفيفة بعد السجدة الثانية أو جلسة الاستراحة من الأعمال المُستحبّة في الصّلاة، مالك بن الحويرث في صحيح البخاري أن النبي-صلى الله عليه وسلّم-: كان إذا قام من وتر في صلاته، -يعني: من الأولى أو الثالثة- جلس بعد السجدة الثانية قليلاً، ثم نهض عليه الصلاة والسلام، يقول: لم ينهض حتى يستوي قاعدًا”، يعني: جلسة خفيفة، وقال البعض: يُسنّ للكبير والشّيخ الجلوس جلسة خفيفة، ولكنّ الظّاهر من الحديث أن الاستحباب للجميع، ولا تفرقة ين الكبير والصّغير، ولعلّ السرّ في اختيارهم للكبير؛ لأنه أشدّ النّاس احتياجًا للجُلُوس.

شاهد أيضًا: معنى الصلاة على الرسول

حكم جلسة الاستراحة عند المذاهب

اختلفت المذاهب الفقهيّة في حُكم جلسة الاستراحة بعد السّجدة الثانية في الرّكعة الأولى، والتي بعدها ينهض إلى الرّكعة الثّالثة، والسّجدة الثانية في الرّكعة الثّالثة، والتي ينهض بعدها إلى الرّكعة الرّابعة، وذلك على أمرين:[1]

أقوال الفقهاء في جلسة الاستراحة

المذهب الأول: وهو مذهب الحنفيّة، والمالكيّة، والحنابلة، وقولٌ للشّافعية، والذي يقولون فيه: لا تُسنّ جلسة الاستراحة إذا لم يحتج إليها، واستندوا في قولهم إلى مارواه معاوية عن النبي-صلى الله عليه وسلّم- أنه قال: “لا تُبادِروني في الرُّكوعِ والسُّجودِ؛ فإنِّي قد بدَّنْتُ”.

وأمّا المذهب الثاني، وهو قول الشافعيّة، ورواه أحمد، والذي يقولون فيه: تُسنّ جلسة الاستراحة، واستندوا في ذلك إلى: ما رواه البخاري:”جاءنا مالكُ بنُ الحُوَيرثِ في مسجدِنا هذا فقال: إنِّي لَأُصلِّي بكم وما أُريدُ الصَّلاةَ، أُصلِّي كيف رأَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي، فقلتُ لأبي قِلابةَ: كيف كان يُصلِّي؟ قال: مِثْلَ شيخِنا هذا، قال: وكان شيخًا، يجلِسُ إذا رفَعَ رأسَه مِن السُّجودِ قبْلَ أنْ ينهَضَ في الرَّكعةِ الأولى “، وتلك رواية أُخرى لحديث مالك بن الحُويرث.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على حكم الجلسة الخفيفة بعد السجدة الثانية ، وما هي مكانة الصّلاة في الإسلام، ومتى فُرضت الصلاة، وكم كان عددها، وما هو الحكم الشرعيّ لجلسة الاستراحة في الصّلاة، وما هو رأي الجمهور، واقوال الفقهاء في تلك المسألة، وأدلتهم الشرعيّة على ذلك.

المراجع

  1. ^ dorar.net , حكم جلسة الاستراحة عند المذاهب , 16/3/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *