حكم الوقوف دقيقة صمت وحكم من يقف دقيقة حدادًا على الميت

حكم الوقوف دقيقة صمت

حكم الوقوف دقيقة صمت ؟ من الأحكام الشرعية التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين، وخاصّةً المهتمّين بعلم الشريعة الإسلامية، وأصول الفقه، وأصول الدّين؛ حتى يستظهروا من خلاله الحكم الذي حكم به القرآن الكريم أو السُّنّةُ النبويّة المُطهّرة، ويُبينون عن موطن الحلال أو الحرام في هذا الحكم الشرعي، وفيما يلي سنتعرّف على ما حكم الوقوف دقيقة صمت على أحد العلماء، أو الشهداء، أو غيرهما من أصحاب المكانة الرفيعة.

حكم الوقوف دقيقة صمت

الدين الإسلامي دين السماحة، واليُسر، والسهولة، فقد جعل للمسلم لكل شيءٍ لا يقوى عليه مخرجًا يخرُج منه، وبنى الكثير من الأحكام الشرعية على مقدرة الشخص على فعلها، وقد صُرّح برأيين في مسألة الوقوف دقيقة صمت، وخلاصة الرأيين: الرأي الأول: اتّجه أصحابه إلى أن حكم الوقوف دقيقة صمت جائز، وليس هناك ما يمنع في الشرع الحنيف من الوقوف دقيقة صمت على من أثروا في حياة الإنسان، أو من لهم دور كبير في رفعة المجتمع، أو أصحاب الدرجات الرفيعة في المجتمع، بل إنهم قالوا: إن لهذا الوقوف مرجع في السنة النبوية المطهرة، واستدلوا بقصة الجنازة التي مرّت على النبي-صلى الله عليه وسلم- فقام النبي، فقال أحد أصحابه- رضي الله عنه- إنها جنازة يهودي، فقال النبي-صلى اللله عليه وسلم-: أليست نفسًا؛ فتكريم النبي وقيامه ليس المراد منه تكريم صنف على صنف من الناس، وإتمام تكريم النفس البشرية عموما، مهما كانت ديانتها، وهكذا كان الإسلام يُنبّه دومًا على الالتزام بمبادئه التي من أهم أسسها المحافظة على النفس البشرية واحترامها، على اختلاف أشكالها وانتماءاتها، وقيل إن الوقوف دقيقة صمت ليس قيامًا للميّت أو مركز، أو مكانته، وإتمام حتى يتّعظ المرء بالموت، ويعرف أن مصيره لا محالة إلى هذا الوضع سواء رضي ذلك أم لم يرض.

أما المذهب الثاني؛ فقد كان مباينًا للمذهب الأول، فلم يُجوّزوا الوقوف دقيقة صمت على الشهداء, أو العلماء، أو من لهم دور كبير في رفعة راية الأمة، بل جعلوه من البدع المحرمة التي لم يذكر لها دليل في القرآن ولا في السنة، وأكملوا في أن الإحداد على الميت، والوقوف دقيقة صمت من الأشياء التي لم يذكرها النبي-صلى الله عليه وسلم- في الإحداد، وأن تلك الأشياء إنما هي من قبيل التشبه بالغرب غير المسلمين، حيث إنهم يفعلون مثل تلك العادات، والتشبه بها دليل على التشبه بهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم.[1]

حكم من يقف دقيقة حداد على الميت

الإسلام دين الإنسانية، ويُحُثّ المسلمين على الالتزام بالأخلاق الفاضلة، كما أن الرحمة التي جعلها الله لعباده المسلمين في دُنياهم هو اختلاف العلماء في الأحكام الشرعية، وكأنّ الله -عز وجل- جعل الاختلاف رحمةً للمسلمين ورأفةً بهم؛ حتى يستطيعوا القيام بما أمرهم الله به بقدر طاقاتهم، واختلف العلماء حول الوقوف دقيقة حداد على الميت على وجهين: الوجهة الأولى: يُحرّمون الوقوف حداد على الميت، ويرونه من البدع المنكرة، وأن النبيّ لم يحث عليها ولم يأمر بها، بل جعلوا الوقوف من باب التشبه بغير المسلمين، وأما الوجهة الثانية؛ فتكمُن في جواز الوقوف دقيقة حداد على الميت، وأن لهذا الوقوف أصل في السنة النبوية، وهذا الاختلاف هو رحمة للمسلمين، فكل منهما قد أصدر حكمًا مقرونًا بالدليل والبرهان الذي يُثبت صحة كلامه، وعلى المسلم أن يأخذ بما يطيقه ويرتضيه في هذا الحكم.[2]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على حكم الوقوف دقيقة صمت ، وما هي الآراء التي قيلت في ذلك الحكم، ثم ما هي البراهين والأدلة التي استدلّ بها كلّ فريقٍ على ما أطلقوه من أحكامٍ، وما حكم من يقف دقيقة حداد على الميّت، وبعض الأحكام الشرعيّ التي قيلت في الوقوف حداد، وكذلك بعض الأحكام المُستنبطة منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *