حكم حملات الاستغفار على مواقع التواصل الاجتماعي

حكم حملات الاستغفار على مواقع التواصل الاجتماعي

حكم حملات الاستغفار على مواقع التواصل الاجتماعي سؤال من الأسئلة المطروحة بين المسلمين، فقد انتشرت في الآونة الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت تأخذ الكثير من وقت الناس، حتى باتت تشغل بعض الناس عن العبادة والطاعة، وقد ظهرت أيضًا ظاهرة حملات الذكر والاستغفار على مواقع التواصل الاجتماعي فأصبح يوجد مجموعات تحثّ الناس على العبادة والذكر، وقد يتساءل الكثيرون عن مدى مشروعية هذه الحملات، وما حكمها، وهو ما سيتمّ بيانه في هذا المقال.

حكم حملات الاستغفار على مواقع التواصل الاجتماعي

تعدُّ حملات الاستغفار على مواقع التواصل الاجتماعي من الأمور الجائزة والمسموحة، ولا شكَّ في مشروعيتها وجوازها طالما لم تخالف الشريعة الإسلامية في طريقة الدعوة للاستغفار والأقوال الموجودة فيها، فلا حرج في وضع بعض الصور أو الأذكار التي تنبّه المؤمن وتذكّره بالاستغفار وذكر الله تعالى على مواقع التواصل الاجتماعي وارفاقها بحديث نبوي شريف صحيح أو آية قرآنية كريمة للحثّ على العبادة وذكر الله تعالى، فإنَّ مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تأخذ الكثير من وقت المسلمين وتشغلهم عن الاستغفار والعبادة وإنّ إنشاء حملات استغفار ضمن مواقع التواصل الاجتماعي يعود بالخير والمنفعة على المسلمين، أمّا عن الحملات التي تحتوي على بعض البدع المُخالفة للشريعة الإسلامية أو التي تكون من اجتهاد أو تأليف كاتبها، أو التي تحثّ على أشياء وأذكار لم ترد في الدين الإسلامي وتتوعد بالعقاب لمن يلتزم بهذه الأذكار فهي من البدع التي لا تجوز في الإسلام والتي تقود إلى الضلالة.[1]

شاهد أيضًا: ما هو فضل الاستغفار ونتائجه كما ورد في القران والسنة النبوية

حكم رسائل الاستغفار بعدد معين

إنَّ العمل على تذكير الآخرين الاستغفار وذكر الله تعالى هو من الأمور المشروعة والمُستحبة والتي لا حرج فيها ما لم تخرج عن حدود وتشريعات الدين الإسلامي، وقد انتشرت مؤخرًا بعض حملات الاستغفار التي تُذكر الناس بالااستغفار دون قيد أو شرط وهي جائزة شرعًا، أمّا عن حملات الاستغفار التي تُحدد عددًا معيّنًا من الاستغفار أو تلزم الآخرين بعدد وأذكار محددة فهي غير جائزة وتدخل مدخل البدع في الحكم، فهي تخالف الشريعة الإسلامية من حيث الالزام حيث لم يرد أي نص شرعي يُلزم المسلمين بالاستغفار في وقت أو عدد معين، كما إنّ دعوة الناس إلى الاستغفار يجب أن تكون بطريقة حكيمة وذلك لما ورد في قوله تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ”[2]، وإنَّ مثل هذه الحملات تخلو من الحكمة كما يمكن أن تكون ثقيلة على قارئها فتنفر وتبعد الناس عن الاستغفار، والله أعلم.

حكم مجموعات الاستغفار

إنَّ الدعوة إلى الخير والحثّ عليه هي من الأمور المُستحبة والمحمودة، وعلى ذلك فإنَّ إنشاء مجموعات للاستغفار ضمن مواقع التواصل الاجتماعي هي من الأمور الجائزة طالما خلت من البدع، فإذا أراد المرء إنشاء مثل هذه المجموعات لابدَّ له من الاطلاع على أحكام الدعوة إلى الاستغفار وتشريعاته، لكي لا يقع في الخطأ أو البدع، ويُفضل أن تكون الدعوات إلى الاستغفار محصورة ضمن التذكير بالاستغفار، وذكر فضل الأذكار كما ورت في الأحاديث النبوية الشريفة، أو ذكر بعض الآيات القرآنية التي تُشجع على الاستغفار وتحثّ عليه من خلال توضيحها لأجر الاستغفار وفضله، كما يجب في مثل هذه المجموعات مراعاة الداعي لآداب النصيحة، فلا يُلزم أو يوبخ أو يتوعّد بالعذاب لمن ترك الاستغفار، والله أعلم.[3]

مشروعية الوعظ عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي

إنَّ نشر العلم والتعليم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي هو من الأمور الجائزة والتي لم يرد فيها أي تحريم أو نهي، فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءً من حياة الكثير من الناس، وأصبحت تشغل الكثير من وقتهم، لذا فإنّ نشر العلم والتذكير بتعاليم الدين والوعظ من خلالها هو أقرب إلى الناس وأسهل في الوصول إليهم، فلا ضرر في أن ينشر المسلمون علمهم وأحكام دينهم وتعاليم شريعتهم ضمن هذه المواقع، لتكون هذه الأمور وجهة للمسلمين، فلا تقتصر هذه المواقع على الفساد والفجور، بل يكون للمسلمين والإسلام أثر فيها، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما هو حكم الاستغفار الجماعي

وبهذا نكون قد وصلنا غلى نهاية المقال الذي وضّح حكم حملات الاستغفار على مواقع التواصل الاجتماعي، كما بيّن حكم تحديد حملات الاستغفار بعدد معيّن، وحكم مجموعات الاستغفار، بالإضافة لذكر مدى مشروعية الوعظ عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *