فوائد واضرار حليب الماعز للرضع

حليب الماعز للرضع

حليب الماعز للرضع، وهل من الآمن إعطاء الرضيع حليب الماعز، موضوعًا مثيرًا للجدل، لا بدّ من معرفة كافة الأمور المتعلقة به، فالرضيع بحاجة لرعاية، واهتمام أكثر من غيره، بسبب ذلك يبحث البعض عن أفضل الخيارات الغذائية، والتي يمكن إعطائها للرصع لتعزيز نمو الجسم، وتوفير أكبر قدر من المغذيات له، لكن في الحقيقة هل يعد حليب الماعز للرضع أمنًا، وما هي الفوائد، والأضرار الصحيّة المرتبط به، ستقوم السطور الآتية بتسيط الضوء عليها.

حليب الماعز

يعد حليب الماعز من أكثر أنواع الألبان استهلاكًا في العالم، حيث إن 65 % إلى 72 % من منتجات الالبان المستهلكة عالميًّا، مصنوعة من حليب الماعز، والسبب في ذلك؛ يعود إلى سهولة تربية الماعز، على عكس احتياجات تربية الأبقار في البلدان النامية، وكما أن الماعز يعد مصدرًا غنيًّا بالمغذيات؛ كالبروتين، والدهون، التي تقدم العديد من الفوائد الصحية للجسم، وكما أنّه مصدرًا مهمًّا للسعرات الحراريّة، ومن ناحية أخرى يعد حليب الماعز أكثر كثافة، ودسمًا من حليب البقر، لذلك في الكثير من بلدان العالم؛ يفضل الناس حليب الماعز على حليب البقر، ويرغبون بإعطاء حليب الماعز للرضع.[1]

هل من الآمن إعطاء حليب الماعز للرضع

يحتوي الحليب بشكلٍ عامٍ على سكر اللاكتوز، والذي يعد بشكلٍ عامٍ؛ أحد أصعب عناصر المجموعات الغذائية التي تتحلل في في الجهاز الهضمي، ويعد حليب البقر المستخدم تقليديًّا؛ غنيًّا كثيرًا باللاكتوز، بالرغم من أنّه غنيًّا بالكالسيوم، لكن ارتفاع محتواه باللاكتوز، يجعل من الصعب جدًّا هضمه بالنسبة للطفل، ومن ناحية أخرى، بالرغم من أن حليب الماعز ليس خاليًّا من اللاكتوز، إلّا إنّه يحتوي على نسبة قليلة من اللاكتوز، مقارنةً بحليب الأبقار.[2]

كما أن حليب الماعز يحتوي على نسبة مرتفعة من الكالسيوم، وهذا يعد الأفضل من النّاحية التغذوية للأطفال، ويعد الحليب جزءًا أساسيًّا من النظام الغذائي للطفل، وذلك؛ لأن جسم الطفل بحاجة إلى مجموعة من العناصر الغذائية، والمتوفرة في الحليب، لذلك؛ تعتبر منتجات الألبان مثل؛ حليب الماعز آمنة، وصحيّة للأطفال، وأكثر فائدة من حليب البقر.[2]

في أي عمر يمكن إعطاء حليب الماعز للرضع

تتعدد الآراء الطبيّة، والمصادر العلميّة، حول العمر المناسب لإعطاء الرضع حليب الماعز، حيث إن بعض المصادر تشير إلى أنه يمكن إعطاء حليب الماعز للرضع بعد تجاوز عمر السنة فما فوق، مع ضرورة استشارة طبيب الأطفال، ومن الممكن بأن يسمح الطبيب بإعطاء الرضيع حليب الماعز، ولو كان لا يزال يرضع، والسبب في ذلك؛ يعود إلى الأيورفيدا الموجودة في حليب الماعز، والتي تعد قريبةً جدًّا لحليب الثدي، مما يسمح باعتبار حليب الماعز للرضع بديلًا عن حليب الثدي.[3]

وفي المقابل؛ هناك مصادر أخرى تشير إلى أن العمر المناسب لإعطاء حليب الماعز للرضع، لا يمكن اعتباره بديلًا عن الرضاعة الطبيعيّة، وهذا يعني أن الطفل يحتاج لحليب الثدي، ولا يمكن الاستغناء عنه، وتشير أيضًا إلى أن حليب الماعز لا يجب أن يعطى للطقل قبل بلوغه 8 شهرًا، والسبب؛ أن حليب الماعز يحتوي على نسبة مرتفعة جدًّا من الصوديوم، والبوتاسيوم، والتي بدورها يمكن أن تؤثر على الكلى، وتشكل عبئًا عليها، وهذا يؤدّي إلى حدوث مشكلاتٍ في التوازن الغذائي للرضع.[2]

واعتمادًا على أحد المصادر الأخرى؛ أشارت إلى أنه يمكن إعطاء حليب الماعز للرضع ابتداءًا من ستة أشهر، بحيث يمكن إعطاء الرضيع طعامًا يحتوي على كميات صغيرة من حليب الماعز أو الأغنام، عن طريق إضافة القليل منه إلى الكاسترد أو الصلصات، وأكدت على أن من الأفضل عدم إعطاء الرضيع حليب الأغنام أو الماعز كمشروب رئيسي له حتى يبلغ عامًا واحدًا، وذلك لأنّه لا يحتوي على المقدار المناسب من العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل.[4]

فوائد واضرار حليب الماعز للرضع

يحتوي حليب الماعز على العديد من المغذيات الرئيسة التي يحتاجها جسم الطفل، وهذا ما يجعله خيارًا صحيًّا أكثر من حليب الأبقار للرضع، أمّا عن أبرز فوائد واضرار حليب الماعز للرضع موضحة في ما يأتي:

فوائد حليب الماعز للرضع

  • يوفر الحديد اللازم للرضع: يمتص جسم الرضيع 50 % من الحديد الموجود في حليب الماعز بسهولة كبيرة، مقارنةً ب 13 % من نسبة الحديد التي يقوم جسم الرضيع بامتصاصها من حليب البقر.[3]
  • يحتوي على درجة حموضة قليلة: يمتلك درجة حموضة قريبة من التي يحتوي عليها حليب الأم، وبالتّالي يعد خيارًا مناسبًا للأطفال، ومن ناحية أخرى؛ فهو يقلل من فرصة الإصابة بالتهابات الجهاز الهضمي.[3]
  • يحسّن من صحة العظام: وجدت دراسة أن فقدان معادن العظام الناتج عن فقر الدّم قد تحسّن عند إعطاء المصابين حليب الماعز، وبالتّالي قد يكون مفيدًا للأطفال الذين يعانون من فقر الدّم.[3]
  • يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات: أظهرت بعض الدراسات أن حليب الماعز يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، ويساعد على تغذية البكتيريا الجيدة في الأمعاء، مما يجعل هذه الميزات مفيدة في علاج أمراض الجهاز الهضمي الالتهابية مثل؛ التهاب القولون.[3]
  • سهل الهضم: يعد البروتين الموجود فيه قليل الكثافة، كما أن الدهون الموجودة فيه عبارة عن أحماض أمينيّة قصيرة السلسلة، وتتسكر بسهولة، وبالتالي يمكن هضمه بطريقة أسرع وبشكل أفضل.[3]
  • يقلل من خطر الإصابة بالحساسية: نظرًا لانخفاض محتواه من اللاكتوز، فهذا يعني أن خطر الإصابة الرضع بالحساسيّة أمرًا قليل الحدوث، لكن من ناحية أخرى إذا كان الطفل يعاني من حساسيّة من خليب البقر فيمكن أن تكون لديه نفس الأعراض تجاه حليب الماعز وذلك لأن محتوى البروتين في كليهما متشابه تقريبًا.[2]
  • يحافظ على صحة الأمعاء: يصعب تكسير اللاكتوز في الجسم، وكما أنّه بطيء الهضم، ومن الممكن بأن يؤذي الأمعاء، ولذلك يمكن أن يساعد انخفاض كمية اللاكتوز الموجودة في الحليب في الحفاظ على صحة أمعاء الطفل.[2]
  • يحتوي على كمية قليلة من الكولسترول: يمتاز بانخفاض محتواه من الكولسترول الضار وجميع أنواع الكولسترول بشكلٍ عامٍ، مما يجعله خيارًا صحيًّا للبالغينن والأطفال، حيث أن اختلالات الكولسترول في وقت لاحق من الحياة، يقد تؤدي إلى حدوث مشاكلات مثل؛ ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل ضغط الدم.[2]

اضرار حليب الماعز للرضع

توصي وزارة الزراعة الأمريكية ال USDA بعدم بإعطاء حليب الماعز أو الحليب الاصطناعي للرضع الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا، حيث يمكن أن يسبب ذلك للرضع نقصًا حادًا في المغذيات، ومضاعفات صحية أخرى، ومن ناحية أخرى؛ نادراً ما يعاني الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 شهرًا من أي مضاعفات، عند تناوله، ومع ذلك؛ يشير الخبراء إلى أن حليب الماعز لا ينبغي أن يكون المصدر الوحيد لتغذية الطفل الصغير، بل يمكن استخدامه مع الأطعمة الأخرى لضمان تحقيق التغذية المتوازنة.[3]

ومن ناحية أخرى قد تتضمن أضرار الحليب على حدوث مضاعفات صحيّة كالحساسيّة، والتي يجب عند ملاحظتها اصطحاب الطفل إلى الطبيب على الفور واستشارته، ومن أبرز أعراضها:[3]

  • تحسس خلايا الجلد.
  • تشنج البطن.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • الإسهال.
  • تورم الوجه.
  • النعاس.

يجب أيضًا استشارة الطبيب المختص قبل إدخال حليب الماعز لطفل مصاب بالاكزيما، وخصوصًا إذا كانت الاكزيما ناتجة عن حاسية من حليب البقر، لذلك من الضروري تجن إعطاء الرضيع الحليب، حيث إن حوالي 90 % من الأطفال المصابين بالتهاب الجلد التحسسي الناتج عن حليب البقر يمكن أن يعانو من حساسيّة تجاه حليب الأغنام والماعز.[3]

ومن بعض المخاطر الصحية الأخرى المرتبطة بتناول الرضيع لحليب الماعز، ما يأتي:[2]

  • احتمال تعرض الرضيع للجفاف، بسبب احتوائه على نسبة مرتفعة من البروتين، مما يؤدي إلى إفراط التبول، لذلك يجدر التأكد من بقاء الطفل رطبًا، واعطاءه مقدار منتظم من الماء خلال اليوم.
  • ييفتقر الحليب إلى فيتامين B 12، والذي يعد مهمًا انمو الطفل وتطوره، لذلك يجدر استشارة الطبيب حول إمكانيّة إعطاء الطفل بعض أشكال المكملات الغنيّة ب B 12 لتعويض النقص والاحتياج اليومي المطلوب.

نصائح عند اختيار حليب الماعز للرضع

كما هو الحال مع أي منتج أو صنف غذائي، هناك بعض الأمور والنصائح التي يجب وضعها في عين الاعتبار أثناء إعطاء الطفل حليب الماعز واختياره، مثل:[2]

  • اختيار الأصناف المضاف إليها حمض الفوليك، وذلك لأن حليب الماعز يحتوي على نسبة منخفضه منه مقارنةً بالنسبة التي يحتاجه الطفل.[2]
  • اختيار الحليب المبستر، والذي تم تسخينه، وتبريده لإزالة مسببات الأمراض منه.[3]
  • انتقاء الأصناف المدعمة بالمواد الغذائيّة، وخصوصًا فيتامين D الضروري لنمو العظام، وفيتامين B 9 أو الفولات الذي يفتقر حيب الماعز له، وذلك لأن المنتجات المدعمة، تساعد الطفل في الوصول إلى البدائل الغذائيّة الموصى بتناولها، من مختلف العناصر الغذائيّة الحيوية، والضروريّة للجسم.[3]
  • انتقاء الأصناف المعبأة؛ لأنه من المرجح بأن تكون مبسترة، ومدعمة أكثر من الحليب الخام المباع سائبًا.[3]

القيمة الغذائية في حليب الماعز

يحتوي حليب الماعز على العديد من العناصر الغذائية كالتي يحتوي عليها حليب البقر، لكن تجدر الإشارة إلى إن حليب البقر يحتوي على نسبة أعلى قليلاً من الفيتامينات مقارنة بحليب الماعز، ووفقًا للخبراء فلا يوجد فرق كبير بين القيمة الغذائيّة لحليب الماعز وحليب البقر، ويمكن أن يكون حليب الماعز مثاليًّا للأطفال الذين يفضلون طعم الحليب البقري، ولكن كما تمت الإشارة سابقًا إذ ينصح باختيار الأصناف المدعمة بالعناصر الغذائيّة، أمّا القيمة الغذائيّة التي يحتوي عليها 100 غرام من حليب الماعز فهي موضحة في الجدول الآتي:[3]

القيم الغذائية المقدار
السعرات الحرارية 69 سعرة حرارية
الكربوهيدرات 4.45 غرام
الدهون 4.14 غرام
البروتين 3.56 غرام
السكر 4.45 غرام
الكالسيوم 134 مليغرام
الحديد 0.05 مليغرام
المغنيسيوم 14 مليغرام
الفوسفور 111 مليغرام
البوتاسيوم 204 مليغرام
الصوديوم 50 مليغرام
الزنك 0.3 مليغرام
فيتامين C 1.3 مليغرام
فيتامين B 1 0.048 مليغرام
فيتامين B 2 0.138 مليغرام
فيتامين B 3 0.277 مليغرام
فيتامين B 6 0.046 مليغرام
فيتامين B 9 1 مايكروغرام
فيتامين A 57 مايكروغرام

فوائد حليب الماعز للجسم

ينصح باتخاذ حليب الماعز مشروبًا خاصًّا، ونمطًا يوميًّا، ليس فقط للرضع والاطفال، بل للبالغين أيضًا، إذ من المحتمل بأن يكون خيارًا أفضل من حليب البقر أو الحليب النباتي، وذلك اعتمادًا على الفوائد الصحيّة التي يقدمها للجسم، ومن أبرزها:[1]

يحتوي على نسبة مرتفعة من البروتين القابل للهضم

بالمقارنة مع حليب البقر العادي أو حليب الصويا أو حليب المكسرات أو حليب اللوز أو حليب الأرز، فهو يحتوي على برويتين عالي، كما أن البروتين الموجود فيه سهل الهضم، مما يعني أنه يساعد الجسم على امتصاصه وهضمه بسهولة أكبر.

لا يسبب الحساسيّة

بالرغم من وجود العديد من الأشخاص الذين يعانون من حساسيّة الحليب البقري، إلّا أنه بالمقابل ليس بالضرورة بأن يعاني المصاب من الحساسيّة تجاه حليب الماعز أيضًا، ووفقًا لإحدى الدراسات؛ وجدت أن واحدًا من كل أربعة أطفال مصابين بالحساسية من حليب البقر لا يعانون من حساسية تجاه حليب الماعز، وبالرغم من ذلك يجدر استشارة الطبيب قبل اللجوء إلى تناوله.

إدارة مستويات الكوليسترول

يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول، لدى الأشخاص المصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، حيث أظهرت الدراسات؛ أن حليب الماعز يمكن أن يساعد في تقليل نسبة الكوليسترول، في الشرايين، والمرارة، وبالتالي؛ يساعد ذلك الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول، في التحكم في نسبة الكوليسترول لديهم بسهولة أكبر.

المخاطر الصحية المرتبطة بحليب الماعز

بالرغم من حملة الفوائو والمغذيات التي يقدمها حليب الماعز للجسم، إلّا إنّه ليس مشروبًا مثاليًا، بحيث لديه بعض الصفات التي قد تجعله الخيار الأسوء مقارنةً بحليب الأبقار أو الحليب النباتي بالنسبة لبعض الأشخاص، فما هي عيوبه والمخاطر المرتبطة بتناوله، موضحة في النقاط الآتية:[1]

  • يحتوي على اللاكتوز، مما يجعل من الصعب اتخاذه لمن يعاني من عدم تحمل اللاكتوز.
  • غني بالسعرات الحراريّة مقارنةً بأنواع الحليب الأخرى، بحيث يؤدي الاستهلاك المفرط منه إلى زيادة مدخول الجسم من السعرات الحرارية وبالنالي؛ زيادة الوزن، والسمنة.

وفي الختام، تكون المقالة وضحت كافة الأمور المتعلقة بفوائد واضرار حليب الماعز للرضع، وسلطت الضوء على كافة التساؤلات حوله، ومدى أمانه على الرضع، والعمر المناسب لإعطائه للطفل، كما وأشارت إلى المحتوى الغذائي له، وقدمت بعض النصائح الواجب مراعاتها أثناء اختيار الحليب للرضع.

المراجع

  1. ^ webmd.com , Goat Milk: Are There Health Benefits? , 01-01-2021
  2. ^ parenting.firstcry.com , Goat Milk for Babies: Benefits & Recipes , 01-01-2021
  3. ^ momjunction.com , Goat Milk For Babies: When To Give And What Are Its Benefits? , 01-01-2021
  4. ^ babycentre.co.uk , Can I give my baby sheep's or goat's milk or formula? If so, when? , 01-01-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *