ما معنى خطبة محفلية وطريقة كتابتها

خطبة محفلية

خطبة محفلية هي تلك الخُطبة التي تُقال في أية مناسبة من المناسبات، أو احتفال من الاحتفالات، وتختلف موضوعها باختلاف المناسبة التي قيلت فيها، فخطبة التكريم تختلف في مضمونها واستشهاداتها عن خطبة التفوّق، ومن أهم العوامل التي تجذب انتباه الحاضرين، وتلفت أنظارهم هو الإلقاء؛ فالإلقاء عامل رئيسٌ من عوامل حُسن معالجة القضايا، وخاصّة إذا كانت قضايا محفليّة.

ما معنى خطبة محفلية

الخطبة المحفليّة من الخُطب المتخصّصة التي ترتبط بموضوع محدّدٍ مناسب للمناسبة التي واكبته، وقد تكون تلك الخطبة دينيّة، كالخطبة التي تُقال في مناسبة الإسراء والمعراج، وفي ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلّم، وغيرها من الخُطب الدينيّة، وقد تكون اجتماعيّة، وهي التي تُعالج القضايا الاجتماعية، كالخطبة التي تُقال في تكريم أحد المتفوّقين، وقد تكون سياسيّة، وهي التي تُقال في المناسبات السياسيّة، كالخطبة المحفليّة التي تُقال في الاحتفال بنصر أكتوبر المجيد، أو في تحرير سيناء.

كتابة خطبة محفلية

يجب عند كتابة الخطبة المحفليّة من توافر بعض الشّروط، وأهم تلك الشروط: تحديد موضوع الخطبة؛ حتى تكون موافقة للمناسبة التي ستُقال فيها، وجمع المادة العلمية المرتبطة بذلك الموضوع، وإجادة العرض؛ فتبدأ بالمقدمة، ولا بدّ وأن تكون جذّابة، ثم تنتقل إلى الموضوع الرئيس، ويُفضّل أن يُكثرفيها من الاستشهادات، والألة؛ لأن ذلك يكون أدعى إلى الإقناع، ثم الخاتمة، وتحتوي على خلاصة الموضوع في صورة مُبسّطة، وكلّ هذا لن يكتملَ إلا بالإلقاء الجيّد للخطبة، وأن يكون مصحوبًا بالتّشويق الذي تعظم به الفائدة.

شاهد أيضًا: خطبة عن الوطن

خطبه محفليه قصيره تتكون من مقدمه وعرض وخاتمه

ينقسم المقال عُمومًا، والخطبة خُصُوصًا إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: المقدّمة، ولا بُدّ وأن تكون تمهيدًا جيّدًا للموضوع، وأن تكون مرتبطة بأهم العناصر فيه، وألا يلحظ القارئ أو المستمع فجوةً بين المقدمة والموضوع، والقسم الثاني: الموضوع الرئيس، ولا بُدّ وأن تُعرض المادة العلميّة بصورة سلِسة تتسلسلُ فيها الأفكار متبوعةً بالأدلة الواضحة والبراهين الساطعة، والقسم الثالث: الخاتمة، ويُمكن ملاحظة ذلك من المثال التطبيقي في الأسطر التّالية:

مقدّمة خطبة محفلية

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أول فلا شيء قبله، وآخر فلا شيء بعده، وظاهر فلا شيء فوقه، وباطن فلا شيء دونه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيّه من خلقه وحبيبه، بلّغ الرّسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فكشف الله به الغمّة؛ فآته اللهم الوسيلة والفضيلة، والدّرجة العالية الرفيعة، أما بعد؛

نص لخطبة محفلية

إن من أعظم المناسبات الدينيّة التي يحتفل بها المُسلمون، هي ذكرى (الهجرة)، وقد هاجر المسلمون من مكّة مرتيْن، وكان سبب تلك الهجرة شدة إيذاء المشركين لهم قولًا وفعلًا، وكانت الهجرة الأولى إلى الحبشة، وسبب اختيار الحبشة؛ لأن فيها ملكًا عادلًا لا يُظلم عنده أحد، وهو النجاشي، وكان نصرانيًّا، أما الهجرة الثانية؛ فقد كانت إلى المدينة المنّورة، فكان يعرض النبي نفسه على القبائل كلّ عامٍ في موسم الحجّ؛ حتى يقبلوه، ولم يقبلوه، ولكنّ أهل المدينة قبلوه، وقد كان ذلك إثر اجتماع المشركين الذين تآمروا فيه على النبيّ، وخلُص الاجتماع إلى أنهم سينتقون من كلّ قبيلةٍ رجلًا جلدًا فتيًّا، ثم ينقضُّون على النبي؛ فيضربوه ضربة رجلٍ واحدٍ؛ فيتخلصون منه.

ولكن الله قد أعلم نبيّه بذلك، فأمر-صلى الله عليه وسلّم- عليّ بن أبي طالب أن ينام في فراشه، وحينما خرج النبي، والمشركون ينتظرون أمام منزله، أخذ حفنةً من التُّراب؛ فقذفها عليهم؛ فكأنهم قد عُموا، وفي ذلك يقول الحقّ -سُبحانه-:

“وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (سورة يس:9)

وقد اختار النبي أبا بكر لمُصاحبته في تلك الرحلة، واختار عبد الله بن أُريقط مع أنه كان يهُوديًّا؛ لعلمه بطُرق الصّحراء، ولمّا علم المشركون بأن الله قد نجّا محمدًا؛ وهبوا مائة ناقة لمن يأت بمحمدٍ حيًّا أو ميّتًا، وقد كاد سُراقة أن يوقع الضرر بالنبي وأبي بكر، ولكن العناية الإلاهيّة أنقذته، ووصل النبي إلى المدينة، واستقبلوه أفضل استقبال، وأول ما فعله النبي هو بناء المسجد، وفي ذلك دلالة عظيمة أن أساس بناء الدول القويّة يبدأ بإقامة الدّين الصحيح فيها.

خاتمة خطبة محفلية

وفي الختام يُستظهر من الهجرة النبويّة: قيمة التضحية الكبرى التي بذلها المسلمون من ترك أموالهم، وديارهم، وأولادهم؛ لأجل إعلاء راية الإسلام عاليةً خفّاقةً، كما يُستظهر مدى إيثار الأنصار المهاجرين على أنفسهم، فمن كان يمتلك دارًا طابقيْن؛ أعطى لأخيه المهاجر طابقًا وترك له طابق، بل وصل ذلك الأمر إلى أن من كان متزوّجًا بامرأتيْن، طلّق إحداهما لأخيه المهاجر، ومن هذا يتّضح حُب هؤلاء المسلمين للإسلام، وإخلاصهم له وللنبي -صلى الله عليه وسلّم-.

شاهد أيضًا: خطبة دينية قصيرة جدًا

عناصر الفن الكتابي كتابة خطبة محفلية

تتعدّد عناصر الفنّ الكتابي، ومن أهم تلك العناصر:

  • الموهبة؛ لا بد وأن يمتلك الإنسان موهبة الكتابة؛ حتى يستطيع أن يُفرّغ ما يستشعر به في كتاباته.
  • حُسن العرض.
  • التمكُّن من القواعد النّحوية؛ لأن الإعراب فرع المعنى، فلو أخطأ في النّحو، لن يستطيع أن يصل إلى المعنى المراد.
  • التمكُّن من القواعد الإملائيّة.
  • القدرة على جمع المادة العلمية المواكبة للمناسبة.
  • القدرة على العرض في صورة سلسلة يستطيع المستمع أيًّا ما كان مستواه الفكريّ أن يفهمها.
  • القدرة على حُسن التخلّص من المقدمة إلى الغرض، وأخيرًا الخاتمة.

إلقاء خطبة محفلية

الإلقاء عنصرٌ رئيس من عناصر الخطبة المحفلية، فبدون الإلقاء الذي يجذب الانتباه لن يستطيع المتحدّث أن يصل إلى عقول المستمعين فضلًا عن قلوبهم، مهما كانت مادّته العلميّة قويّة، ومهما كان مستواه اللغويّ جيّدًا، فالإلقاء هو الذي يُحدّد الخطيب المفوّه عن غيره من الخطباء، وبلا شكّ تتسارع النّاس على الاشياء التي تُشوّقهم، والإلقاء أكثر ما يُشوّق في الخطبة.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على خطبة محفلية ، وأهم العناصر الرئيسة للخطبة المحفلية، وأنها تختلف باختلاف المناسبة التي قيلت فيها، كما تعرّفنا على عناصر الفن الكتابي، وأهم الشروط التي يجب أن تتوفّر في المقدّمة، والعرض، والخاتمة، وأن الإلقاء أهم عنصر من عناصر الخطبة المحفلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *