سبب نزول سورة الفيل وسبب تسمية سورة الفيل بهذا الاسم

سبب نزول سورة الفيل

سبب نزول سورة الفيل من أسباب النزول التي يرغب الكثير من المسلمين، وخاصّةً المهتمين بالعلم الشرعي وعلوم القرآن، وقد أنزل الله- عز وجل- القرآن الكريم مُنجّمًا أي مُفرّقًا على حسب الوقائع والأحداث التي وقعت للنبي- صلى الله عليه وسلم-، وقد تكون السورة الواحدة نزلت في عدّة أحداث؛ نظرًا لما تحويه من آيات، وفيما يلي سنتعرف على معلومات عن سورة الفيل، وسبب نزول تلك السورة المُباركة.

معلومات عن سورة الفيل

سورة الفيل من السور المكية، ومن المعلوم أن السورة المكية- في أصح تعريفاتها- هي التي نزلت على النبي- صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة ولو بغير مكة المُكرّمة، وتحتل المرتبة المائة وخمسة في ترتيب سور القرآن الكريم، فهي تقع بعد سورة الهمزة، وقبل سورة قُريش، أما في ترتيب النزول؛ فقد نزلت بعد سورة الكافرون، وتقع في الجزء الثلاثين من القرآن، وفي الحزب الستّين، وتبلغ عدد آياتها خمس آيات.[1]

سبب تسمية سورة الفيل بهذا الاسم

إن سور القرآن الكريم تختلف أسماؤها لأسباب معيّنة، وقد يكون السبب في التسمية هي بعض الكلمات التي تكرّرت فيها، أو بالبدء الذي ابتدأت به، وهذا يُمثّله سور الواقعة،فقد ابتدأت بقوله -تعالى-:” إذا وقعت الواقعة” [2]والغاشية، وغيرها من السور التي تكرر فيها كلمة، وقد يكون السبب هو ذكر قصة من القصص القرآنية فيها؛ فسورة يوسف سُمّيت أحسن القصص؛ لأنها استغرقت قصة يوسف دون غيرها من القصص، وسورة البقرة، وهكذا، وأما سورة الفيل؛ فقد سُمّيت بهذا الاسم؛ لذكر قصة الفيل فيها، فقيل أبرهة وقصته هي التي سوّغت تسمية السورة بهذا الاسم.

سبب نزول سورة الفيل

لم ينزل القرآن على النبي- صلى الله عليه وسلم- جملةً واحدةً، وإنما أُنزل على مر ثلاث وعشرين سنة؛، وكان نزل حسبي الوقائع التي حدثت للنبي، فإن كان النبي يعترضه بعض المواقف التي يحتار في الحكم فيها؛ فكان أمين الوحي جبريل ينزل حتى يفصل النبي في تلك الوقائع بالقرآن، وقيل: إن سبب نزول سورة الفيل يكمُن في قصة الفيل، وتدور أحداث تلك القصة في أن أحدًا يُسمّى أبرهة الحبشي، وكان من الحبشة، لما رأى الناس يحجّون إلى الكعبة؛ فإراد أن يصرف الناس عن الحج فيها، وبنى كنيسةً أسماها القليس، وكانت تلك الكنيسة في صنعاء في اليمن، فقام أحد العرب ولطّخ محرابها؛ فأراد أبرهة أن ينتقم من هذا؛ فأخذ جُنده، ومجموعة من الفيلة، وذهب حتى يهدم الكعبة، وهزم كل من قابله في طريقه، حتى كان لعبد المطلب إبلًا في الطريق؛ فأخذها في طريقه، وذهب إلى ابرهة؛ حتى يرد منه إبله، وحينما سأله: تريد الإبل، ولم تقل شيئًا عن البيت الذي أهدمه؛ فردّ عليه، وقال: أنا ربّ تلك الإبل، والبيت ربّ يحيميه، فقال أبرهة بعنجهية: لن يمنعني من عدمه اليوم أحد، وذهب حتى يهدم الكعبة، وحينما قرب من الوصول إليها؛ أبى فيله أن يتحرّك، وكلما دفعه للتقدم كان يرفُض، وأرسل الله عليهم طيرًا أبابيل، مع كل طاير منها ثلاث حجرات يُشبهن حبّات الحُمّص، وكلما سقطت تلك الحجارة على أحدهم قضت عليه؛ حتى قُضي عليهم، وفي ذلك يقول الحق – سبحانه-:”أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ”[3][4]

فضل سورة الفيل

لكل سور القرآن الكريم فضلان فضل عام يندرج تحته كل سور القرآن، وفضل خاص يختص بالصورة ذاتها، وهذا الفضل قد يكون مستنبط من ما تحتويه السورة، وقد يكون هناك أحاديث صحيحة تدُل على فضلها، وفضل السورة العام هو أن كل حرف يُقرأ من القرآن بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، والله يُضاعف لم يشاء، ومما يدل على ذلك ما رواه عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال:”منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ: آلم حرفٌ، ولكنْ ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ ولام حرف”؛ فهذا يدل على أن الحرف الواحد بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وأما السبب الخاص؛ فلم يرد شيء من الأحاديث الصحيحة التي يتحدث في فضلها، وإنما ما ذُكر في فضلها هو حديث ضعيف، وهو عن المعرور بن سويد في قولِهِ: “خرجنا مع عمرَ في حجَّةٍ حجَّها، فقرأ بنا في الفجرِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعْلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ و لِإيلَافِ قُرَيْشٍ..”، ومن المعروف أن الأحاديث الضعيفة لا يُعمل بها إلا في فضائل الأعمال، ولا شك في أن فضل السورة يكمن أيضًا في شرف البيت الحرام، وأن من يُحاول أن يقترب منه، أو يؤذيه، فسوف يلقى ما لا يُحمد عقباه.[5]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على سبب نزول سورة الفيل ، وأهم المعلومات التي تتحدّث عن سورة الفيل من حيث مكيتها، ومدنيتها، وعدد آياتها، وترتيبها بين سور المصحف، وترتيبها من حيث النزول، وما السورة التي تقع بعدها، والصورة التي تقع بعدها، وما هو فضل هذه السورة المُباركة، وما السبب الرئيس الذي من خلاله سُمّيت السورة بهذا الاسم.

المراجع

  1. ^ e-quran.com , التعريف بسورة الفيل , 9/11/2020
  2. ^ سورة الواقعة , الآية 1 , 9/11/2020
  3. ^ kalemtayeb.com , قصة أصحاب الفيل , 9/11/2020
  4. ^ سورة الفيل , الآيات:1-5 , 9/11/2020
  5. ^ alukah.net , وقفات مع سورة الفيل , 9/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *