سبب نزول سورة محمد ومقاصد سورة محمد

سبب نزول سورة محمد ومقاصد سورة محمد

سبب نزول سورة محمد ، من المواضيع التي سيتم الحديث عنه في هذا المقال، فالقرآن الكريم هو كلام الله المعجز الذي نزل بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام على سيّد الخلق وخاتم المرسلين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وفي هذا المقال سيتم تفصيل ذلك.

التعريف بسورة محمد

سورة محمد هي السورة السابعة والأربعون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي السورة السادسة والتسعون بحسب نزول سور القرآن، نزلت بعد سورة الحديد، وقبل سورة الرعد. وهي مدنية بالاتفاق، حكاه ابن عطية والسيوطي في “الإتقان”، وآياتها تسع وثلاثون آية.
سميت هذه السورة في كتب السُّنَّة (سورة محمد) وكذلك تُرجمت في “صحيح البخاري” من رواية أبي ذر عن البخاري، وكذلك في التفاسير، ووقع في أكثر روايات “صحيح البخاري” (سورة الذين كفروا) والأشهر الأول، ووجهه أنها ذُكر فيها اسم النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الثانية منها، فعُرفت به قبل سورة آل عمران التي فيها: {وما محمد إلا رسول}.
ومما ذكر في سبب تسميتها ما فيها من أن الإيمان بما نزل على محمد متفرقاً، أعظم من الإيمان بما نزل مجموعاً على سائر الأنبياء عليهم السلام، وهو من أعظم مقاصد القرآن”، وتسمى (سورة القتال) وتسميتها بهذا؛ لأنها ذكرت فيها مشروعية القتال؛ ولأنها ذكر فيها لفظه في قوله تعالى: {ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة وذكر فيها القتال} تكون تسميتها (سورة القتال) تسمية قرآنية، قال سيد قطب رحمه الله: وهو اسم حقيقي لها؛ فـ (القتال) هو موضوعها، و(القتال) هو العنصر البارز فيها.
ومناسبتها للسورة التي قبلها أن حديثها عن الكفار، الذي بُدئت به متصل بما خُتمت به سابقتها سورة الأحقاف، التي ذكرت حالهم يوم يعرضون على النار، بسبب كفرهم وإيذاء الرسول وإنكار البعث، وقررت مصيرهم بقوله تعالى: {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}، حتى قال ابن كثير: “لا يخفى قوة ارتباط أولها بآخر السورة قبلها، واتصاله وتلاحمه، بحيث لو سقطت من البين البسملة، لكانا كلاماً واحداً، لا تنافر فيه، كالآية الواحدة آخذاً بعضها بعنق بعض”.[1]

شاهد أيضًا: اول سورة نزلت كاملة وما هي اخر سورة نزلت كاملة

سبب نزول سورة محمد

إن سبب نزول سورة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هو ذمّ الكافرين الذين طعنوا بدعوة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ومدح للأنصار الذين آمنوا به -صلّى الله عليه وسلّم-، وعن ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنّه قال في قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ * والذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ}، حيث الذين كفروا هم كفار مكّة، والذين آمنوا هم الأنصار.[2]

سبب نزول آية: والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم

نزلت في أصحاب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الذين قتلهم الكافرين في غزوة أحد، ولكن هذا قول مرسل صحيح الإسناد.

سبب نزول آية: وكأين من قرية هي أشد قوة

روى ابن عبّاس في سبب نزول هذه الآية أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما خرجَ من مكّة نحو الغار وجه وجهه ناحية مكّة وقال: “أمَا واللهِ إني لأَخرجُ منكِ وإني لأعلمُ أنك أحبّ بلادِ اللهِ إلى اللهِ، وأكرمهُ على اللهِ؛ ولولا أهلكِ أخرجُوني منك ما خَرجتُ”.

سبب نزول آية: ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك

إن سبب نزول الآية الكريمة أنّ أهل المدينة مؤمنين ومنافقين كانوا يجتمعون عند الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ويستمعون قوله، فالذين آمنوا يفهمون مرادَه، أما المنافقون فلا يفهمون شيئًا فيسألون المؤمنين مستهزئين {مَاذَا قَالَ آنِفًا}؛ فأنزل الله تعالى فيهم: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا}.

سبب نزول آية: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول

كان الصّحابة رضي الله عنهم يظنّون أنّ قول القائل “لا إله إلا الله” يكفيه، وأنّ الذّنوب لن تضرّ من قال: “لا إله إلّا الله”، فنزل قول الله تعالى ليكون تحذيرًا لهم من ذلك حيث قال الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}.

شاهد أيضًا: أول آيات نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من سورة

مقاصد سورة محمد

إن مقاصد هذه السورة ينتظم وفق الآتي:[3]

  • وقد أظهر الله أن الكافرين عبث لأنهم ارتدوا عن الحق واتبعوا الباطل ، وأنهم يواجهون الدعوة. لإبعاد الناس عن دين الله والتكفير عن الذين يؤمنون بمجده. وكانت ضمانة للمؤمنين لهزيمة أعدائهم ، لأنهم دعموا الحق ، وساروا في طريقه ، وساروا على ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
  • وهذا دليل على ضرورة الدفاع عن الحق ومطلوب لقاء الكفار في بداية المعركة ونهايتها ، وتحدث عن أجر الذين قتلوا في سبيل الله.
  • أن يعد المجاهدين في الجنة ، وأن يأمر المسلمين بعدم قتال الكفار ، وعدم دعوتهم إلى السلام ، وتحذير المشركين من أن ما يصيب الأمم التي رفضت من قبلهم سيحدث لهم..
  • حذرت كفار مكة سوء المصير، فضربت لهم الأمثال بالطغاة المتجبرين من الأمم السابقة، وبينت أن الله دمَّر عليهم بسبب إجرامهم وطغيانهم، لقوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم}، ثم ذكرت جزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وعاقبة الذين يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم، وأشارت إلى أن سنة الله إهلاك القرى الظالمة التي هي أشد من قريتك التي أخرجتك، لقوله تعالى: {فلا ناصر لهم}.
  • وصف الجنة ونعيمها، ووصف جهنم وعذابها.
  • وصف المنافقين وحال اندهاشهم، إذا نزلت سورة فيها الحض على القتال، وقلة تدبرهم القرآن، وموالاتهم المشركين، وتهديدهم بأن الله ينبئ رسوله صلى الله عليه وسلم بسيماهم، وتحذير المسلمين من أن يروج عليهم نفاق المنافقين.
  • أوضحت السورة أن الذين صدوا عن سبيل الله، وشاقوا الرسول من بعد ما وضح الحق وتبين الهدى لن يضروا الله شيئاً، وسيحبط أعمالهم، وأنهم إذا ماتوا وهم كفار، فلن يغفر الله لهم.

إلى هنا نكون قد بينا: سبب نزول سورة محمد ، كما بينا تعريفًا مجملًا بهذه السورة الكريمة، بالإضافة إلى مقاصدها العامة، وتفسير بعض الآيات التي تتضمن سبب نزولها والسبب في تسميتها بأكثر من اسم.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , مقاصد سورة محمد , 25-02-2021
  2. ^ أبو جعفر النَّحَّاس، معاني القرآن للنحاس، صفحة 459. بتصرّف , 25-02-2021
  3. ^ islamweb.net , مقاصد سورة محمد , 25-02-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *