سورة الحشر من ١ الى ٤ كتابة وتفسير

سورة الحشر من ١ الى ٤

سورة الحشر من ١ الى ٤ من التفسيرات الهامة حيث أن تفسير آيات القرآن الكريم من أعظم الأعمال ومن أفضل العلم، فعن طريق فهم آيات وكلمات القرآن الكريم يتمكن المسلم من فهم أمور دينه، ودنياه، ويتعظ من القصص المتعددة الموجودة بداخل السور القرآنية، فسورة الحضر من أكثر السور التي تبين خوف وجبن المشركين، والكفار، وتبين أيضًا شجاعة المسلمين وإصرارهم على النصر، ومساندة الله عز وجل ورسوله الكريم لهم.

سورة الحشر من ١ الى ٤

ورد عدد من العبر والمواعظ في سورة الحشر وخاصة في الآيات الأولى منها وتمثلت الآيات في قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) }

تفسير الآيات من 1إلى 4 من سورة الحشر

فسر العملاء والمفسرين الآيات الأربعة الأولى في سورة الحشر كما يلي:-

تفسير قوله تعالى: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)

معني هذه الآية أن الله تعالى هو الذي أخرج الكفار من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر وظنوا أنهم لم يخرجوا وأن مانعتهم حصونهم من الله فقذف الله في قلوبهم الرعب وأتاهم من حيث لا يحستبوا وجعلهم يخربون ديارهم بأيديهم وأيدي المؤمنين. وكان الله عز وجل لعذبهم في الدنيا وجعل لهم أشد العذاب في الاخره إن لم يكتب عليهم الجلاء.

وسبب ذلك لأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشق الله ورسوله فإن له أشد العقاب، لأن الله شديد العقاب.

فالله سبحانه وتعالى افتح هذه السوره لكي  يخبر البشر جميعًا أن كل ما في السموات والأرض يسبح له ويمجده ويحمده ويقدسه، ويصلي لله وحده، وتنزهه عما لا يليق بجلاله، لأنه القاهر والقادر على كل شئ، ولكن لا يفقهون تسبيحهم، فلا يستعصي على الله عسير، ولا يمتنع عليه سبحانه شئ، فالله عز وجل لا يخلق شيئا عبثًا، ولا يفعل الله إلا ما هو مقتضي بحكمته.

ومعني قوله (وهو العزيز الحكيم) هو المنيع الجناب في شرعه وقدره

الكفار الذين أخرجهم الله عز وجل هم يهود بني النضير،ويقال عن ابن عباس أن الرسول صلي الله عليه وسلم لما قادم المدينة أعطاهم ذمة وعهدًا، على ألا يقاتلوه ولا يقاتلهم، ولكنهم نقضوا عهدهم، وهذا طبع الكافرين، فأنزل الله عليهم قضاءه وأحل عليهم بأسه الشديد الذي لا مرد له.

فأخرجهم الرسول صلى الله عليه وسلم من حصونهم التي كان يطمع بها المسلمون، وكان ظنهم أنها مانعتهم من بأس الله عز وجل، فجاءهم ما لم يكن بحسبانهم، وأجلاهم من ديارهم في المدينة، فتفرفوا إلي طائفة ذهبت إلي أذرعات من أعالي الشام، وطائفة إلي خيبر.

شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الحشر

سبب نزول سورة الحشر

نزلت سورة الحشر في العام الرابع للهجرة، ونزلت بسبب غدر يهود بني النضير بالمسلمين، وبني النضير هم إحدي القبائل اليهودية التي سكنت المدينة المنورة، والرسول صلى الله عليه وسلم عزم على معاقبة بني النضير على غدرهم وخيانتهم ونقضهم للعهد الذي عاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين عليه.

ومن المعروف أيضًا أن اليهود يتصفون بالغدر والخيانة، وحبهم لذاتهم، وذكر ذلك عدة مرات بالقرآن الكريم، فاليهود عارضوا أوامر الله عز وجل ورسله، وقاتلوهم وسعوا في الأرض الفساد، ومازالوا بدليل قوله تعالى:  “لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ”.

وقوله تعالى أيضًا “الله تبارك وتعالى عنهم: ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ”.

فتلك الآيات الكريمة تبين لنا معارضة اليهود لأوامر الله عز وجل ومخالفتهم لأوامر نبي الله موسى عليه السلام.[1]

فضل سورة الحشر

سورة الحشر كبقية سور القرآن الكريم لها العديد من الفضائل، وعليها الكثير من الأجر والثواب سواء لقرأتها، أو لحفظها، ومن ضمن تلك الفضائل، ما يلي:

  • عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه، عن النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم قال: “من قرأ سورة الحشر لم تبق جنة، ولاَ نار، ولاَ عرش، ولاَ كرسي والحجب والسماوات السبع والأرضون السبع والهواء والرياح والطير والشجر والجبال والشمس والقمر والملائكة إلا صلوا عليه واستغفروا له فإن مات يومه أو ليلته كان شهيدا”.
  • حدثتنا السورة وبينت لنا طباع وصفات اليهود، وما يتصفون به من غدر وخيانة للمعاهدات والمواثيق، ونقضهم للاتفاقيات.
  • بينت لنا سورة الحشر شجاعة المسلمين وإصرارهم على الانتصار، ونيل الحق، وغلبة العدو.
  • السورة توضح لنا نصرة ومساندة الله عز وجل لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وللمسلمين.
  • نصرة ومساندة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين.[2]

شاهد أيضًا: تفسير سورة الاخلاص وما سبب نزول سورة الإخلاص

بعض الأحاديث النبوية المطهرة التي تتحدث عن فضل سورة الحشر

يوجد عدة أحاديث نبوية تتحدث عن فضل سورة الحشر، منها ما يلي:

  • عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه، عن النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم قال: “من قرأ سورة الحشر لم تبق جنة، ولاَ نار، ولاَ عرش، ولاَ كرسي والحجب والسماوات السبع والأرضون السبع والهواء والرياح والطير والشجر والجبال والشمس والقمر والملائكة إلا صلوا عليه واستغفروا له فإن مات يومه أو ليلته كان شهيدا”.
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم لي: “إذا أخذْتَ مضجعَكَ فاقرأْ سورةَ الحشرِ، إِنْ مِتَّ مِتَّ شهيدًا”.
  • عن علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه أنّ النذبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال له: “يا علِيُّ، إذا صُدِّعَ رأسُكَ فضع يدَكَ عليهِ، واقرَأ آخِرَ سورَةِ الحشرِ”.
  • عن أبي أمامه الباهليّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قرَأَ خاتِمَ سورةِ الحشرِ فمات، أوجَبَ، ومَن قرَأَها حين يصبِحُ فمات، أوجَبَ”.
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم “من قرأ آخرَ سورةَ الحشرِ غُفِرَ لهُ ما تقدّمَ من ذنبهِ وما تأخرَ”.

لكن كل تلك الأحاديث منها ما هو ضعيف، ومنها ما هو غير صحيح، ومنها ما لم يثبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي النهاية نكون قد عرفنا تفسير سورة الحشر من ١ الى ٤ سورة الحشر من أعظم السور القرآنية، ومن ضمن أكثر السور التي تحدثت عن اليهود، رعن طباعهم وما يتصفون به من غدر، وخيانة، ومخالفة للمواثيق والمعاهدات، فيهود بني النضير خالفوا ونقضوا العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين مما أدى لمعاقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم.

المراجع

  1. ^ albassam.family , الحشر , 11/09/2021
  2. ^ al-maktaba.org , كتاب فضائل القرآن للمستغفري , 11/09/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *