من اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم

من اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هو السؤال الذي سيتم الإجابة عنه في هذا المقال، حيث أنَّ حياة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وسيرته هو أمر يُهم الكثير من المسلمين، لذا من خلال هذا المقال سنتعرف على ما المقصود بآل البيت، ومن اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة لبيان فضلهم وكرامتهم، وماهي أبرز خصائصهم وامتيازاتهم، بالإضافة لذكر من ذُكر من أهل البيت في القرآن الكريم.

آل البيت

آل في اللغة تعني المرجع، ويُقصد بآل الرجل أهله وأولاده، أو أقاربه وذلك لأنَّ مآله ورجوعه إليهم، كمّا يمكن أن تعني أهل، فآل البيت هم نفسهم أهل البيت، وحين يُقال آل البيت أو أهل البيت يُقصد بهم آل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم، والذين هم أهله وأقربائه بحسب النسب، ولهم عدد من الخصائص والفضائل نظرًا لقربهم من النبي الكريم واتصالهم بنسبه.

من اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم

أهل بيت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هم أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو المطلب ومواليهم، وقد اختلف علماء المسلمين في تحديد من هم آل البيت ومن يدخل ضمنهم، ويمكن أن نقسم أقوال العلماء حول من هم آل البيت إلى ما يلي:[1]

• أبو حنيفة والإمام مالك: لم يدخلوا بني طالب في آل البيت، فقط عدّوا بنو هاشم من آل البيت.
• الشافعي: اعتمد على حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّما بنو المطلب، وبنو هاشم شيء واحد”[2] في قوله أنَّ كل بنو هاشم وبنو المطلب من أهل البيت.
• آخرون: اختلف البعض في كون نساء النبي من آل البيت أو لا، ولكن المرجح أنَّهنَّ من آل البيت لأنَّ الله تعالى خاطبهن في القرآن الكريم بصفة أهل البيت.

شاهد أيضًا: ما الواجب نحو زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

من هم أهل البيت الذين خصهم الله في القرآن الكريم

ذُكر من أهل بيت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في القرآن الكريم زوجاته، في سورة الأحزاب وذلك في قوله تعالى: “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ”[3]، وخلال هذه الآية الشريفة والآيات التي تسبقها يخاطب الله تعالى نساء النبي ويأمرهن بالتقوى والعمل الصالح، والتزام بيوتهن وترك التبرج والتزين وإقامة الصلاة وإتاء الزكاة، وطاعة الله ورسوله، والغاية من هذه الأوامر تطهير أهل بيت النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الرجس والذنوب والمعاصي، والمحافظة على طهارة وعفة آل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم.[4]

وصية النبي في آل بيته

أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه بأهل بيته، وطلب منهم إكرامهم والاهتمام بهم ورعاية شؤونهم، من خلال قوله في حديثه الشريف حين وقف خطيبًا بأصحابه في ماء يُدعى خمة: “وَأَهْلُ بَيْتي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتي”[5]، ويمكن أن نستدل من تكرار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على وصيته ثلاث مرات على مدى أهمية الوصية وللحث بشكل أكبر على تنفيذها، لذا يولي المسلمون آل البيت مكانة عالية، ويُقرون بمنزلتهم وكرامتهم.[6]

فضل آل بيت النبي

آل بيت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هم الذين شاركوه في النسب، ونالوا شرف القرب منه، وقد فضَّل الله تعالى الكثير من آل البيت على غيرهم من المسلمين، ليس فقط لكونهم من آل البيت، بل لما امتازوا به من دين وحسن خلق وصفاتٍ حسنة، فسيدا أهل الجنة هما الحسن والحسين أحفاد النبي رضي الله عنهما، وحمزة عم الرسول هو سيد الشهداء يوم القيامة، وخديجة –رضي الله عنها- خير نساء الأرض، وفضَّل السيدة عائشة على غيرها من النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وابنة النبي فاطمة هي سيدة نساء أهل الجنة، وغيرهم الكثير مما لا يسعنا ذكرهم.

شاهد أيضًا: حكم الغلو في محبة آل البيت

خصائص آل البيت

خصَّ الله سبحانه وتعالى آل بيت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعدد من الخصائص التي تخصهم وحدهم دون سائر البشر، ومن أهم هذه الخصائص نذكر ما يلي:[7]

• لا تحل لهم الصدقات، ويدخل كل من بنو هاشم وبنو المطلب في هذا التحريم.
• قسم الله تعالى لهم خُمس الغنائم التي يغتنمها المسلمون في الحروب، وخمس الفيء.
• فضلهم الله تعالى بنسبهم باعتبار الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- منهم.
• خصَّهم بالصلاة عليهم خلال التشهد في الصلاة.

هل لآل البيت امتيازات دينية على غيرهم

لا شك أن آل البيت لهم فضل عظيم وكرامة كبيرة، ولهم شرف الاتصال بالنسب مع خير الخلق كله، ولكن ذلك لا يجعل أي شخص من آل البيت أفضل من غيره من البشر، لأنَّ الله عزَّ وجل حين الحساب ينظر إلى أعمال العباد وليس لأنسابهم، ويُفاضل بينهم بالتقوى ومقدار ما قدَّموه من أعمال صالحة، كمّا لم يثبت أنَّ قرب آل البيت من النبي الكريم يشفع لهم يوم القيامة، فحين أمرَّ الله تعالى نبيه أن يُنذر عشيرته وآل بيته قام الرسول على الصفا يقول: “يا فاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّدٍ، يا صَفِيَّةُ بنْتَ عبدِ المُطَّلِبِ، يا بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ، لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا، سَلُونِي مِن مالِي ما شِئْتُمْ”[8]، وفي ذلك إشارة من النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى أنَّ عمل الإنسان هو ما يشفع له يوم القيامة.[9]

محبة آل البيت

محبة آل البيت واجبة على المسلمين، إذ لابدَّ من احترام أهل البيت وتقديرهم وتوقيرهم، وقد حثَّ العلماء على محبتهم وحرصوا على التعلّم من فقهاء أهل البيت، ورواية الأحاديث عنهم، كمّا ركزوا على بيان فضائلهم ومناقبهم، وكذلك الصحابة الكرام والخلفاء أحبّوا آل البيت ودعوا الناس إلى احترامهم ومحبتهم، إذ يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: “ارقبوا محمدا في أهل بيته”، وقال أيضًا: “والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أحب إلى أن أصل من قرابتي”، فمن أحبَّ النبي الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم- لابدَّ له من حبّ أهله وتكريمهم، والله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: هل ابو بكر من اهل البيت

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي وضَّحنا من خلال سطوره ما معنى آل البيت، ومن اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، كما تمَّ ذكر فضلهم وخصائهم، بالإضافة لتوضيح بعض المسائل المتعلقة بآل البيت.