يكون العمل صالحاً مقبولاً إذا

يكون العمل صالحاً مقبولاً إذا

يكون العمل صالحاً مقبولاً إذا توفَّرت فيه مجموعة من الشروط التي بيّنها الدين الإسلامي، والتي لابدَّ من ذكرها والتعرّف عليها، إذ يحثُ الدين الإسلامي على الإكثار من الأعمال الصالحة، ويُرغِّب بها من خلال تخصيص الأجر العظيم لفاعلها، وحتى يتيقَّن المسلم من صحَّة عمله لا بدَّ له من التعرّف على تعريف العمل الصالح، ومتى يكون العمل صالحاً مقبولاً ، ومتى لا يقبل العمل الصالح، وما هو جزاءه وثوابه، وهذا ما سنوضِّحه من خلال سطور هذا المقال.

العمل الصالح

يُعرَّف العمل الصالح بأنَّهُ كل فعل أو قول حسن يقوم به الإنسان ابتغاء مرضاة الله عز وجل، وطمعًا في قبوله وكسب جزاءه وثوابه، ويعدُّ الإسلام العمل الصالح بحد ذاته عبادة يُؤجر الإنسان عليها، وبما أنَّ الإنسان يقضي الكثير من حياته في العمل وكسب الرزق، فإن في تحرّي الإنسان صلاح عمله لديه فرص كبيرة في نيل رضا الله تعالى وثوابه والفوز بجنته.[1]

يكون العمل صالحاً مقبولاً إذا

يكون العمل صالحاً مقبولاً إذا توافر فيه الإخلاص ولم يخالف الشريعة الإسلامية، حيث يُشترط حتى يُقبل العمل الصالح أن يقوم المرء بالعمل خالصًا لوجه الله تعالى، ورغبةً في رضاه دون أن يشرك في عمله مع الله أحد، وبعيدًا عن رياء الناس، كمّا يجب أن يكون العمل صائبًا وموافق للشرع والسنة، فلا يصح العمل إن كان مخالفًا لما أمر الله تعالى به، أو لا يتفق مع ما جاء في سنَّة نبيه الكريم صلّى الله عليه وسلّم، ودليل هذا قول الله تعالى: “فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدا”[2]، لذا على المسلم أن يحرص على توافر هذه الشروط حتى يقبل عمله وينال ثوابه كاملًا بإذن الله تعالى.[3]

شاهد أيضًا: حكم الاختلاط في العمل

شروط قبول العمل الصالح

حرص الإسلام على جعل المجتمع الإسلامي مجتمعًا فعَّالًا وذو قيمة، من خلال التأكيد على أهمية العمل وأثره الإيجابي على البشر في الدنيا والآخرة، كما حرص الإسلام على أن يكون العمل خَيّرًا صالحًا ليس فيه ضرر على الإنسان، لذا وضع شروطًا توضَّح متى يُقبل العمل الصالح من العبد، وهذه الشروط هي:[4]

  • الإيمان والإخلاص في النية: حيث يجب أن يؤمن الإنسان بالله تعالى، ويقصد في عمله رضا الله تعالى وقبوله، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم: ” إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”[5].
  • عدم مخالفة الشريعة: حيث حرَّم الإسلام كلّ الأعمال التي تعود بالضرر على الفرد والمجتمع، وكلّ ما يخالف الشرع لا يمكن أن يكون عملًا صالحًا، إذ يقول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ”[6].

أسباب عدم قبول العمل الصالح

يقبل الله تعالى من عباده أعمالهم إذا توافرت فيها شروط العمل الصالح، ولا يقبل العمل من العبد إذا اختلت هذه الشروط، فمن أهم أسباب عدم قبول العمل الصالح ما يلي:[7]

  • الشرك بالله تعالى أو الارتداد عن الإسلام، حيث أنَّ أعمال المشركين مُحبطة وغير مقبولة.
  • ارتكاب المعاصي كالزنا والعقوق وغيرها من الكبائر، مع الإصرار عليها تُعدَّ من الأسباب التي تؤدي إلى رفض عمل الإنسان.
  • الكسب الحرام كالعمل بالربا أو السرقة أو النهب وغيرها من وسائل الكسب غير المشروعة.
  • الابتداع في العمل بما فيه مخالفة لسنة النبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم.

جزاء العمل الصالح

لم يفرض الله تعالى على المسلمين العمل الصالح وترك الأعمال الطالحة دون أن يُعدَّ جزاءً عظيمة لمن يطيع أوامره ويجتنب نواهي فيعمل صالحًا، وفيما يلي سنبيّن جزاء العمل الصالح بحسب ما ورد في الكتاب والسنة:[8]

  • نيل محبة الله سبحانه وتعالى، فالله عز وجل يحب من عباده من يُحسن في عمله ويُتقنه.
  • الفضل والأجر والثواب من الله تعالى لمن عمل عملًا صالحًا خلال حياته، بالإضافة لمغفرة الذنوب والفوز بالجنة.
  • أجر العمل الصالح مستمر لا ينقطع، إذ يقول الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ”[9].
  • الرضا في الحياة الدنيا والسعادة والطمأنينة وزوال الهموم، حيث يقول الله تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”[10].

شاهد أيضًا: ابين فائدة تشجيع النبي للصغار على العمل الحسن

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي تعرّفنا من خلاله على العمل الصالح وشروط قبوله وأسباب رفضه وجزاء من يعمل صالحًا، بالإضافة إلى بيان كيف يكون العمل صالحاً مقبولاً إذا توافرت شروط معينة تم توضيحها من خلال هذا المقال.

المراجع

  1. ^ islamway.net , ما العمل الصالح؟ , 08/09/2021
  2. ^ سورة الكهف , الآية 110.
  3. ^ islamweb.net , الإخلاص والمتابعة شرطا قبول العمل الصالح , 08/09/2021
  4. ^ alukah.net , العمل والاكتساب في الإسلام , 08/09/2021
  5. ^ سورة العصر , الآيات 1، 2.
  6. ^ سورة يونس , الآية 81.
  7. ^ binbaz.org.sa , أسباب عدم قبول الأعمال الصالحة وحبوطها , 08/09/2021
  8. ^ alukah.net , إتقان العمل , 08/09/2021
  9. ^ سورة فصلت , الآية 8.
  10. ^ سورة النحل , الآية 97.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *