سيرة امير المؤمنين عمر بن الخطاب

سيرة امير المؤمنين عمر بن الخطاب

سيرة امير المؤمنين عمر بن الخطاب هي أحد السير العطرة لأحد أهم الشخصات الإسلامية التي شهدت الدعوة الإسلامة وكان لها دور كبير فيها، ومن المعروف أن الاطلاع على سير الصحابة الكرام يجعلنا أكثر علمًا بالتضيحات التي قدموها، ويحثّنا على الاقتداء بهم، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بذكر سيرة عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه، كما سنذكر أهم تفاصيل حياته وإسلامه وإنجازاته.

عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب هو أحد أبناء قريش الذي واجه الدعوة الإسلامية في بدايتها، وكان عدوًا من أعداء المُسلمين الأشداء والذين حاربوا الإسلام والمُسلمين، إلا أنَّه عُرف برجاحة عقله، وسلامه فكره، والذي أدى به إلى الطريق السليم والنهج الصحيح، ولا سيما بعد إطلاعه على أحد سور القرآن الكريم، فقد دخل الإسلام إلى قلبه، وأعلن إسلامه، فكان من الأعزاء الكرماء الذين زادهم الله تعالى عزًا بعد دخوله الإسلام، والذي كان له دور بالغ في نشر الدعوة الإسلامية.

سيرة امير المؤمنين عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب هو أحد صحابة رسول الكرام، وأحد الخلفاء الراشدين الأربع، بدأ حياته في قريش ونشأ على تعلم الفروسية وفنون القتال، وكان من أغنياء وخطباء وفُصحاء وأسياد قريش، كما كان سفيرًا لها في الحروب، لما بدأت الدعوة الإسلامية المرحلة الجهرية كان أحد المحاربين لها، وكان شديد العداوة للنبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولكل من أسلم معه، عُرف عمر بن الخطاب بأنَّه شخص شديد غليظ  في التعامل، إلا أنَّه كان مع ذلك وبرجاحة عقله علم أنَّ الإسلام هو دين الحق ودخل في الإسلام مُجاهرًا بذلك دون خوف من أحد أو خشية من أحد، وهاجر إلى المدينة المنورة علنًا، وكان إسلامه أمر يرجح في كفة المُسلمين، كما كان له الكثير من الإنجازات بعد إسلامه وروى عن الرسول الكثير من الأحدايث، وشارك في الغزوات والمعارك الإسلامية، وقد بشره الله تعالى بالجنة فكان أحد العشرة المبشرين في الجنة، واستمر في بذل نفسه وحياته ووقته وماله في سبيل الإسلام إلى آخر يوم في حياته وإلى حين مقتله عن عمرٌ يناهز الثلاث وستين عامًا، وقد كان في ذلك الحين خليفة المُسلمين الثاني بعد أبي بكر الصديق.[1]

نسب عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح، من بني عدي بن كعب، وهي أحد قبائل قُريش المعروفة، والدته حنتمة بنت هاشم المخزومية، عُرف بفصاحته وشجاعته وخطابته منذ الصغر، ولد بعد عام الفيل بما يُقارب الثلاث عشر عامًا، فلما بُعث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يبلغ من عمره الثلاثين، وقد أسلم في السنة السادسة بعد النبوة، وذلك بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما.[2]

قصة إسلام عمر بن الخطاب

ورد في إسلام عمر بن الخطاب عدد من الروايات التي أختلفت في تفاصيلها إلّا أنَّها جميعها تُشير إلى أنَّ إسلامه كان بسبب سماعه لكلام القرآن الكريم، ومن ذلك ورد أن عمر أشتدت به العداوة للإسلام وخرج عازمًا على قتل النبي، فلقي في الطريق أحد المُسلمين الذين أخفوا إسلامهم وأخبره عن عزمه على قتل الرسول، فكان منه أن أخبره بإسلام أخته فاطمة وزوجها لكي يلهيه عن قتل الرسول، فذهب إلى أخته فاطمة، وهاجمها وزوجها، فلما رأى صحيفة القرآن طلب أن يقرأها فأبت أخته أن تُعطيه القرآن قبل أن يتطهر، فتطهَّر عمر وقرأ سوره طه، وذُهل لإعجاز القرآن وخشع، ودخل الإسلام في قلبه، فكانت هذه اللحطة هي لحظة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه.[3]

أعمال عمر بن الخطاب في الإسلام

كان دخول عمر بن الخطاب للإسلام حدًا فاصلًا في حياته وفي تاريخ الدعوة الإسلامية، ومن أهم أعماله التي قام بها بعد دخول الإسلام:[4]

  • حارب المُشركين الذين حاربوه نتيجة إسلامه.
  • شارك مع الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كل الغزوات الإسلامية.
  • كان من المُشجعين على قتال الكفار والحشد لمواجهتهم في واقعة بدر.
  • قاتل ببسالة في غزوة بدر وقتل فيها خاله خاله بن هشام.
  • كان من المشاركين في يوم صلح الحديبة، وكانت مشاركته بكونه شاهدًا فيها.
  • شهد فتح مكة مع المُسلمين وتبرّع بنصف ماله لتجهيز الجيش والمقاتلين في ذلك الفتح.
  • كان شديد الملازمة لرسول الله، يستشيره في كل أموره، كما صاهر النبي بأن زوجه ابنته حفصة رضي الله عنها.

خلافة عمر بن الخطاب

تولّى عمر بن الخطاب خلافة المُسلمين بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فكان ثاني الخلفاء الراشدين، وقد كان مُلازما لأبي بكر في فترة خلافته، وكان عونًا له في ذلك، ولما استلم الخلافة كانت سياسته حكيمه، وعُرف بُحسن تدبيره لأمور الدولة والخلافة، فقد فتح بابه لكل الناس واستقبل الشكوى من جميع العامة، وعُرف بعدله وحكمته في الخلافة، وقد عمل على حُسن الإدارة والتخطيط بما يتعلق بشؤون الدولة الداخية وشؤون الدولة الخارجية والتي تتعلق بالغزوات والفتوحات والتوسع، والله أعلم.

إنجازات عمر بن الخطاب

امتاز عهد بن الخطاب بكثرة الإنجازات على كل من الصعيد الداخلي والخارجي، وفيما يلي نذكر بعض هذه الإنجازات:[5]

  • كان أول من دوَّن الدواوين عند المُسلمين، وقد جعلها على الأسلوب الفارسي، وأحصى المعطيات.
  • جعل أهل الأراضي المفتوعة تخضع للخراج.
  • بعد قوّة الإسلام واعتزازه رفع العطاء عمّن كانت مؤلفة قلوبهم.
  • كان أول من عمل على بدء التاريخ بالسنة الهجرية النبوية.
  • جعل بيت مال للمسلمين، وأضاف على الدراهم الكسراوية كتابة الحمد لله ولا إله إلا الله.
  • رد من كُنَّ مسبيات من النساء في حرب الردة إلى قبائلهم.
  • جعل دارًا للدقيق وجعل فيها الدقيق والتمر والزبيب وغيره.
  • حصل في عهده فتح الشام والعراق وبت المقدس والمدائن والجزيرة ومصر.
  • جعل طُرقًا وسُبلًا بين مكة والمدينة المنورة.

لماذا لقب عمر بن الخطاب بالفاروق

لُقّب عمر بن الخطاب بالفاروق، وقد لقبه بهذا اللقب رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- وذلك لأنَّه ذو عقل حسن يُرجح الخير على الشر ويفرّق بين الباطل والوالحق، ومما ورد في تسميته بالفاروق هو أن يهوديًا ومنافقًا اختصما فذهبا إلى رسول الله ليحكم بينهما فلما خرجا رفض المنافق حكم النبي، ثم ذهبا إلى أبي بكر فحكم بينهما فلما خرجا رفض المنافق حكم أبي بكر، وذهبا إلى عمر فقام عمر بأخذ سيفه وضرب المنافق به حتى برد، وقال أنَّه هكذا يقضي بمن لم يرضى بقضاء الله ورسوله، فقال فيه جبريل: “إِنَّ عُمَرَ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ“، فلقبه الرسول بالفاروث، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: لماذا دفع عمر بن الخطاب الجزية عن اليهودي؟

أبناء عمر بن الخطاب

تزوّج عمر بن الخطاب بعدد من النساء قبل وبعد الجاهلية، وأنجب من أغلبهن، وفيما يلي نذكر أبناء عمر بن الخطاب نسبة إلى أمهاهم:

  • أم كلثوم وليدة بنت جرول: أنجبت له عبيد الله، وزيد.
  • زينب بنت مظعون: أنجبت له عبد الله وحفصة وعبد الرحمن.
  • جميلة بنت ثابت: أنجبت له عاصم.
  • عاتكة بنت زيد: أنجبت له عياظ.
  • أم حكيم بنت الحارث: أنجبت له فاطمة.
  • أم كلثوم بنت علي: أنجبت له زيد.

صفات عمر بن الخطاب

فيما يلي نذكر أبرز ما ورد من صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

  • كان عمر بن الخطاب رجلًا طويلًا بفوق من حوله من الناس طولًا، وكانت قدماه إذا ركب الخيل وصلت إلى الأرض.
  • كان رجلًا أبيضًا تعلوه حمرة، وكان أصلعًا أيضًا.
  • كان أعسرًا.
  • كان له لحية طويلة يخضبها بالحناء.
  • كان عمر شديد الورع وشديد الخشية من الله تعالى.
  • عُرف عمر بشدّة فصاحته وبلاغته.
  • كان شديد العدل والإنصاف.

وفاة عمر بن الخطاب

توفي عمر وقد كان عمره ثلاث وستون عامًا، بعد أن حكم المُسلمين لمدة عشر سنين وست أشهر، وقد قُتل عمر بن الخطاب أثناء صلاته، وقد اغتيل من قبل غلام المغيرة بن شعبة في صباح يوم الأربعاء في شهر ذي الحجة أثناء صلاة الفجر، ودفن في الروضة إلى جانب إبي بكر الصديق، بعد أن عاش حياته في سبيل الدين الإسلامي، وفي سبيل رفع رايته ونصرة الدعوة، رضي الله عنه وأرضاه.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي أكمل الصلاة بعد عمر بن الخطاب

بعد ذكر قصة وفاة عمر بن الخطاب نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي قدَّم سيرة امير المؤمنين عمر بن الخطاب وذكر أهم القصص والتفاصيل في حياته العطرة، كما ذكر نسبه وقصة إسلامه وأبرز ما زرد من صفاته، وأهم إنجازاته في الإسلام، وأثناء توليه خلافة المُسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *