شروط المضحي لغير الحاج وأحكام الأضحية في الإسلام

شروط المضحي لغير الحاج

شروط المضحي لغير الحاج وأحكام الأضحية في الإسلام، هو عنوان هذا المقال، والذي سيتمُّ فيه بيان الشروطِ التي لا بدَّ أن تتوفرَ في المضحيَ، بحسب آراء المذاهب الأربعة، ثمَّ سيتمُّ ذكر أحكامِ الأضحيةِ في الإسلامِ والذي حيث سيتمُّ ذكر حكمها وشروطها، كما سيتمُّ بيان تعريفِ الأضحيةِ، وبيان الحكمة من مشروعيتها، ثمَّ ذكر فضلها.

شروط المضحي لغير الحاج وأحكام الأضحية في الإسلام

شروط المضحي لغير الحاج

لا بدَّ للمضحي أن يتمتع بعددٍ من الشروط، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر هذه الشروط، وفيما يأتي ذلك:[1]

  • الإسلام: إنَّ الأضحية قربةٌ لله -عزَّ وجلَّ- لذلك فإنَّها لا تصحُّ إلى من المسلم، ولا تصحُّ من غيره.
  • البلوغ: احتلف الأئمة الأربعة في هذا الشرط، وفيما يأتي ذكر مذاهبهم في ذلك:
    • المذهب الحنفي: ذهب فقهاء الأحناف إلى وجوب الأضحية في حقِّ الصغير القادر عليها، وبناءً على ذلك فإنَّه ليس من شروط المضحي البلوغ في المذهب الحنفي.
    • المذهب المالكي: ذهب المالكية إلى سنية الأضحية في حقِّ الصغير القادر عليها، وبذلك يتفق المالكية مع الأحناف في عدم اشتراط البلوغ في المضحي.
    • المذهب الشافعي: الأضحية غير مسنونةٍ في حقِّ الصغير.
    • المذهب الحنبلي: اتفق الحنابلة مع الشافعية، حيث ذهبوا إلى عدم سنية الأضحية في حقِّ الصغير.
  • المقدرة المالية: اشترط فقهاء الحنفية في المضحي أن يكون ذو قدرةٍ ماليةٍ، وتسقط الأضحية عن العبدِ؛ لأنَّه لا يملك شيئًا من ماله.
  • الإقامة: اختلف الأئمة الأربعة في هذا الشرط أيضًا، وفيما يأتي ذكر مذاهبهم في ذلك:
    • المذهب الحنفي: إنَّ الأضحيةَ تسقط عن المسافر؛ لأن أداءها يختص بأسباب تشق على المسافر، وتفوت بمضي الوقت، فلا تجب عليه لدفع الحرج عنه.
    • المذهب المالكي والشافعي والحنبلي: تسنُّ الأضحية في حقِّ المسافر مثل المقيم، وبناءً على ذلك فإنَّ ليس من شروطُ المضحيَ الإقامة.

شاهد أيضًا: هل يجوز الأضحية عن الميت

أحكام الأضحية في الإسلام

هناك عددًا من العناوين التي تندرج تحت هذا العنوان، لكن لن يتمَّ في هذه الفقرة إلّضا ذكر حكمها وشروطها، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: حكم من لم يضحي وهو قادر

حكم الأضحية

تنوعت آراء الأئمة الأربعة في حكم الأضحية، وفيما يأتي ذكر آرائهم في ذلك:[2]

  • القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ الأضحيةَ سنةٌ مؤكدةٌ في حقِّ المسلم القادرِ عليها، ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ”.[3]
  • القول الثاني: ذهب أبو حنيفة إلى أنَّ الأضحيةَ واجبةٌ في حقِّ المسلم القادر عليها، ودليله في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ”
    مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا”.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الأضحية بعد المغرب

شروط صحة الأضحية

لا بدَّ من توفر عددًا من الشروط لتكون الأضحية صحيحة، وفي هذه الفقرة من مقال شروط المضحي لغير الحاج وأحكام الأضحية في الإسلام، سيتمُّ ذكر هذه الشروط، وفيما يأتي ذلك:[5]

  • أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي البقر والغنم والإبل، ودليل ذلك قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}.
  • أن تكون قد بلغت السنَّ المعتبر شرعًا.
  • أن تكون سالمة من العيوب المانعة من الإجزاء، ودليل ذلك ما رُوي عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- حيث قال: “لا يجوز مِنَ الضحايا: العوراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والعَرْجاءُ البَيِّنُ عَرَجُها، والمريضةُ البَيِّنُ مَرَضُها، والعَجفاءُ التي لا تُنْقِي”.
  • أن تكون في وقت الذبح المعتبر شرعًا.
  • أن تكون نية ذبح بهيمة الأنعام هو التضحيةُ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ، وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نوى”.

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الاضحية في بلد اخر

تعريف الأضحية والحكمة من مشروعيتها

إنَّ الأضحية بالمعنى الاصطلاحي الشرعي تعني ما يذبحه المسلم من بهيمة الأنعام في آخر أيام التشريق من يوم الأضحى تقربًا لله عزَّ وجلَّ، وسيتمُّ في هذه الفقرة من مقال شروط المضحي لغير الحاج وأحكام الأضحية في الإسلام، من ذكر الحكمة من مشروعيتها:[6]

  • شكر الله -عزَّ وجلَّ- على نعمة الحياة.
  • إحياء سنة نبيِّ الله إبراهيم -عليه السلام- حين أمره بذبح الفداء عن ابنه إسماعيل -عليه السلام- يوم النحر.
  • أنَّ في ذلك وسيلة لإظهار الفرح والسرور في يوم العيد، وبيانًا للنعمة التي أنعم الله -عزَّ وجلَّ- بها على العبد، وتطبيقًا لقوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.

شاهد أيضًا: هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية وحكم الاشتراك في الأضحية

فضل الأضحية وثوابها

إنَّ الذبح لله -عزَّ وجلَّ- والتقرَّب إليه بالقرابين يعدُّ من العبادات العظيمة، مما يدلُّ على ذلك أنَّها قُرنت بالصلاة في مواضع عديدةٍ من القرآن الكريم، وفي هذه الفقرة من مقال، سيتمُّ ذكر بعض الأحاديث التي ذكرت فضل الأضحيةِ -مع ضرورة التنبيه إلى أنَّه بعضها ضعيف؛ لكن سيتمُّ ذكرها كونها في فضائل الأعمال التي يُستأنس بها- وفيما يأتي ذلك:[7]

  • قال رسول الله -صلى الله علي وسلم-: “ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسًا”.
  • قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة حسنة، قالوا: فالصوف يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة”.

شاهد أيضًا: نية ذبح الاضحية وحكم الجمع بين الاضحية والعقيقة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال والذي تمَّ فيه بيان شروط المضحي لغير الحاج وأحكام الأضحية في الإسلام، كما تمَّ فيه تعريف الأضحية والحكمةُ من مشروعيتها، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان فضل الأضحية.

المراجع

  1. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، الزحيلي، ص2711 , https://al-maktaba.org/book/33954/2696#p1 , 7/7/2021
  2. ^ islamweb.net , مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية , 7/7/2021
  3. ^ صحيح مسلم، مسلم، أم سلمة، 1977، حديث صحيح
  4. ^ صحيح الجامع، الألباني، أبي هريرة، 6490، حديث صحيح
  5. ^ dorar.net , شروط الأضحية , 7/7/2021
  6. ^ dorar.net , تعريف الأضحية , 7/7/2021
  7. ^ islamweb.net , فضل الأضحية وثوابها , 7/7/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *