صفة التمتع في الحج

صفة التمتع في الحج

صفة التمتع في الحج هو عنوان هذا المقال الذي يسلط الضوء على أحد أنساك الحج الثلاثة وهو التمتع في الحج، كما سيعمل على توضيح صفة هذا النسك وسبب تسميته، وأعماله وشروط المتمتع في الحج، كما سيعرِّف بأنواع نسك الحج الثلاثة ويذكر أيّها أفضل، فقد شرَّع الله تعالى لمن أراد الحج ثلاثة أنواع من نسك الحج كلّها صحيحة وثابتة في الشريعة الإسلامية، ويجوز لحاج أن يقوم بأعمال الحج وفق نهج أي منها دون اختلاف بدرجة صحة العبادة، وعبر موقع محتويات سيتم التعرف على صفة التمتع في الحج.

معنى التمتع في الحج

إنَّ التمتع في الحج هو أحد أنساك الحج الثلاثة، وهو أن ينوي الحاج للإحرام بالعمرة في أشهر الحج وبعد ذلك يقوم بكل أعمال وأركان الحج كاملة إلى أن يتحلل من عمرته، ثم يقوم بالإحرام للحج في ميقاته ويقوم بأعمال الحج، ويحق للحاج في فترة التحلل الاستمتاع بما يشاء من الطيب والاغتسال والاقتراب من النساء والتمتع بكل ما أباح الله تعالى له من الطيبات، وقد ورد ذلك في قوله تعلى: “فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ[1]، والتمتع في الآية الكريمة السابقة يُشير إلى جواز التلذذ والانتفاع مما أحل الله للحاج، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: كيفية وشرح صفة الحج للمفرد

صفة التمتع في الحج

إنَّ صفة التمتع في الحج تتلخص في الأفعال التالية، وذلك بشكل متتالي وبالترتيب:[2]

  • العمرة: وهي أن يُحرم الحاج بالعمرة في أشهر الحج فيقوم بكل أعمال العمرة من إحرام وسعي وطواف وحلق وتقصير، ثم يتحلل من العمرة بعد الانتهاء من أعمالها.
  • الإحرام للحج: ويكون ذلك في اليوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية، حيث يُحرم الحاج فيه ليبدأ في أعمال الحج ويقول: “لبيك حجَّاً، لبيك اللهم لبيك…”، ثم يتوجه إلى منى ليبقى فيها حتى اليوم التاسع من ذي الحجة.
  • الوقوف بعرفة: حيث يصعد المتمتع بالحج في صباح اليوم التاسع إلى عرفة يبقى فيها إلى غروب شمس هذا اليوم، فيُكثر من الدعاء والتلبية والذكر في هذا اليوم.
  • التوجه إلى مزدلفة: يفيض المتمتع بالحج من عرفة إلى مزدلفة ويبقى فيها حيث يُصلي المغرب والعشاء جمع تأخير، ثم يبقى فيها إلى فجر اليوم العاشر.
  • يوم النحر: وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وفي هذا اليوم يتوجّه المتمتع بالحج من مزدلفة إلى منى ليرمي جمرة العقبة بسبع حصيات، ويجوز لمن له عذر أن يخرج إلى منى لرمي جمرة العقبة عند منتصف ليل هذا اليوم وقبل طلوع الفجر وذلك لتجنب الزُحام، ثم بعد يذبح هديه، ثم يحلق ويُقصر، وبذلك يكون قد تحلل التحلل الأصغر.
  • طواف الإفاضة: بعد ذلك يتوجه الحاج إلى مكة ليقوم بطواف الإفاضة، ويقوم بالسعي بين الصفا والمروة، وبذلك يكون المتمتع بالحج قد تحلل التحلل الأكبر، ومن الجدير بالذكر أنَّه يجوز للحاج تأجيل طواف الإفاضة لأيام التشريق في حال عدم قدرته على أدائه.
  • المبيت في منى: حيث يتوجه الحاج بعد تحلله إلى منى ويبقى فيها إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة في حال كونه غير مُتعجل، أمَّا في حال كونه مُتعجلًا يبقى فيها إلى اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، فيرمي في هذه الأيام الجمرات الثلاث بعد غروب شمس كل يوم من هذه الأيام الثلاثة، ويبدأ الرمي عند الجمرة الصغرى، ثم ينتقل إلى الجمرة الوسطى ثم الكبرى.
  • طواف الوداع: حيث يختتم الحاج المتمتع بالحج أعماله بالقيام بطواف الوداع وذلك قبل مغادرة مكة المكرمة، وإنَّ طواف الإفاضة هو واجب لابدَّ من أدائه، باستثناء الحائض والنفساء.

اقرأ أيضًا: حكم التكبير في العشر من ذي الحجة

سبب تسمية نسك التمتع

ذهب أهل العلم إلى أنَّ سبب تسمية نسك التمتع بهذا الاسم يعود لسببين أساسين وهما:

  • أنَّ نسك التمتع يُسقط عناء أحد السفرين عن الحاج، حيث يتمتع الحاج بأداء العمرة والحج بشكل منفصل دون التكلف بعناء السفر مرتين لأداء كل منهما.
  • إنَّ نسك التمتع يسمح للحاج بالتمتع بكل ما أحل الله له من الطيب والغُسل والحلق أو التقصير أو الاقتراب من النساء في الفترة التي تكون بين الإحرام للعمرة والإحرام للحج.

صور التمتع

إنَّ للتمتع بالحج صورتين أو طريقتين يُمكن للحاج أن يتمتع في الحج بهما وهما:

  • الصورة الأصلية للتمتع: وهي أن يُحرم الحاج للعمرة في أشهر الحج ثم يتحلل منا، ومن ثم يُحرم للحج في ميقاته.
  • فسخ العمرة إلى حج: أو تُسمى بالصورة الطارئة، حيث يُحرم الحاج بالعمرة وقبل أن يقوم بالطواف يفسخ الحج إلى عمرة، فإذا فرغ من العمرة أحل منها ثم أحرم للحج، وهي صيغة واردة عن الحنابلة وتصح عندهم وعند ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين.

شروط المتمتع في الحج

لكي يكون نسك الحاج الذي أراد أن يتمتع في الحج صحيحًا لابدَّ له من أن يُحقق بعض الشروط وهي:[3]

  • أداء العمرة في أشهر الحج: حيث يُشترط ليكون النسك تمتعًا أن تكون العمرة في أشهر الحج، حيث أن الشرط الأساسي للتمتع هو جمع العمرة والحج في أشهر الحج.
  • أن تكون العمرة في نفس عام الحج: فإنَّ أداء المرء للعمرة في أشهر الحج دون أدائه للحج في نفس العام لا يُعد تمتعًا، لأنَّ ذلك لا يُحقق شرط الجمع بين العمرة والحج في عام واحد في أشهر الحج.
  • عدم السفر: حيث أنَّه لا يجوز للحاج السفر أو العودة إلى بلده في حال التمتع في الحج في الفترة الواقعة بين أدائه للعمرة وأدائه للحج.
  • النية: حيث يجب على الحاج أن ينوي النسك الذي يختاره للحج، إلَّا أنَّ أهل العمل اختلفوا في وقت النية للمتمتع فمنهم من أشار إلى وجوبها قبل أداء العمرة، ومنهم من أشار إلى وجوبها أثناء أداء العمرة.

اقرأ أيضًا: دعاء بداية السعي وأفضل الأدعية المشروعة المستحبة في الحج والعمرة

أنواع الحج

إنَّ للحج ثلاث أنساك يُمكن للحاج أن يُؤدي عبادة الحج وفق أي منها، وهي:[4]

  • التمتع في الحج: وهو أن يُحرم الحاج للعمرة في أشهر الحج ثم يتحلل منها ويُحرم مجددًا للحج في ميقاته.
  • القران في الحج: وهو أن يُحرم الحاج للعمرة والحج معًا فلا يتحلل من عمرته بل يدخل بإحرامه إلى أداء أعمال الحج.
  • الإفراد في الحج: هو أن يُحرم الحاج لأداء عبادة الحج فقط، وذلك بدون أن يُؤدي عمرة.

أيهما أفضل في الحج التمتع أو القران

إنَّ التمتع هو أفضل أنواع أنساك الحج، وذلك لكونه النسك الذي أمر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أصحابه بالقيام به، كما ورد في حديثه الشريف قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِن أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ ما سُقْتُ الهَدْيَ، وَلَحَلَلْتُ مع النَّاسِ حِينَ حَلُّوا”[5]، جيث أنَّه ودَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يكون مُتمتعًا بالحج، ومن الجدير بالذكر أنَّ إحرام الحاج بأي نوع من أنواع أنساك الحج هو صحيح ولا حرج فيه والله أعلم.[6]

مقالات مقترحة

نرشح لكم بعض المقالات الآتية:

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي شرح صفة التمتع في الحج بالتفصيل والترتيب، كما بيَّن سبب تسمية نسك التمتع بهذا الاسم، وصور التمتع بالحج، وشروط المتمتع بالحج، بالإضافة لذكر أنواع نسك الحج، وأيّها أفضل.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة , الآية 196.
  2. ^ islamweb.net , صفة التمتع , 16/05/2023
  3. ^ dorar.net , التمتُّعُ في الحَجِّ , 16/05/2023
  4. ^ islamqa.info , صفة الحج , 16/05/2023
  5. ^ البخاري , عائشة أم المؤمنين، البخاري، 7229، صحيح.
  6. ^ islamweb.net , التمتع هو أفضل الأنساك , 16/05/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *