صلاة يصليها المسلم لا يجوز له استقبال القبلة

صلاة يصليها المسلم لا يجوز له استقبال القبلة

صلاة يصليها المسلم لا يجوز له استقبال القبلة سؤال من الأسئلة التي تحتاج الإجابة عنها التوغُّل في أعماق الفقه والأحكام الشرعية الإسلامية، فإنَّ استقبال القبلة هو شرط من الشروط الاساسية التي يجب أن يتحقق لتتحق صحَّة لصلاة، فكيف يمكن أن يسقط هذا الشرط عن الإنسان ومتى، وفي هذا المقال سنذكر الحالات التي يمكن للمسلم ألَّا يستقبل القبلة فيها، كما سنشرح هذه الحالات بالتفصيل.

صلاة يصليها المسلم لا يجوز له استقبال القبلة

إنَّ الصلاة التي يُصليها المسلم والتي لا يجوز له استقبال القبلة فيها هي ثلاث صلوات أو ثلاث حالات، وهي:[1]

  • الصلاة في المرض وعدم القدرة على استقبال القبلة.
  • الصلاة في الحرب والخوف.
  • الصلاة في السفر.

وكذلك فإنَّ بعض الناس يُشير إلى أنَّ الصلاة على النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- هي صلاة لا تحتاج إلى استقبال القبلة، إلَّا أنَّ هذه الصلاة صلاة قولية وليست فعليه.

الصلاة في المرض

إنَّ استقبال القبلة شرط أساسي في الصلاة إلَّا أنَّ ذلك يكون بحسب قدرة واستطاعة الإنسان وذلك لقوله تعالى: “لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا”[2]، وكذلك لقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “وإذا أمرتُكم بأمرٍ فأتوا منه ما استَطَعْتُ[3]، فإن كان المريض في وجهة مُعيَّنة ولا يستطيع تغيير وجهته أو اتجاه جلوسه فله أن يُصلي بجهة مُخالفة لجهة القبلة، وذلك بسبب عدم استطاعته، فإذا استطاع استقبال القبلة فالأولى بالمرء تقوى الله تعالى واتِّباع أوامره ما استطاع، والله أعلم.

الصلاة في الحرب

وكذلك فيُمكن للمؤمن أن يُخالف الأصل في استقبال القبلة في حال الحرب والخوف، فإن كان في حالة حرب ورهبة شديدة فلا بأس في الصلاة باتجاه مٌخالف لاتجاه القلة بهدف الأمان وحماية النفس، وذلك لقوله تعالى: “فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ”[4]، فإنَّ أي ذكر علمه الله تعالى وخالفه بسبب الخوف الشديد فغنَّه لا بأس بذلك على أن يعود إلى ما علَّمه الله تعالى بعد انقضاء هذا الخوف، وكذلك فإنَّ الأمر ينطبق في حالة الهروب من السيل الشديد، والله أعلم.[5]

الصلاة في السفر

الرخصة الثالثة والتي تُبيح الصلاة بدون أن يستقبل المُصلي القبلة هي الصلاة في السفر، وإنَّ ذلك من الأمور الواردة عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وذلك في قول عبد الله بن عمر: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُسَبِّحُ علَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ كانَ وجْهُهُ يُومِئُ برَأْسِهِ وكانَ ابنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ”[6]، أي أنَّه كان يُصلي وهو على دابَّته أثناء السفر دون أن يتوجَّه للقبلة، وكذلك فإنَّ الصلاة في السفر على متن الطائرة تُبيح للمرء أن يُصلي مُخالفًا للقبلة وذلك لتعذُّر استقبال القبلة على المُصلي، فإذا انقضى العذر الذي يجعل المرء يُصلي باتجاه مُخالف للقبلة عاد ليُصلي باتجاه القبلة.[6]

شاهد أيضًا: المريض الذي لا يستطيع الوضوء واستقبال القبلة فإنه

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيَّن ما هي صلاة يصليها المسلم لا يجوز له استقبال القبلة، وهي الصلاة في المرض، والصلاة في السفر، والصلاة في الحرب والخوف.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , الحالات التي يسقط فيها شرط استقبال القبلة , 23-6-2021
  2. ^ سورة البقرة , الآية 286.
  3. ^ المجموع , أبو هريرة، النووي، 4/563، صحيح.
  4. ^ سورة البقرة , الآية 289.
  5. ^ islamqa.info , صفة صلاة الخوف , 23-6-2021
  6. ^ صحيح البخاري , عبد الله بن عمر، البخاري، 1105، صحيح.
  7. ^ islamweb.net , مسألة التطوع على الراحلة في السفر , 23-6-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *