صيام التاسع والعاشر من محرم

صيام التاسع والعاشر من محرم

صيام التاسع والعاشر من محرم، معلومٌ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أمر بصيام اليوم العاشرِ من شهرِ محرم، وأخبر أنَّه في العام المقبل سيصوم اليومَ التاسع، لكن هل الأمر هنا للوجوب أم الاستحباب؟ وما الدليل الشرعي الذي استدلَّ أهل العلم من خلاله على صيام اليومِ التاسع مع العاشر؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.

صيام التاسع والعاشر من محرم

في هذه الفقرة سيتمُّ طرح عددٍ من العناوين المستقلة المتعلقة بصيام اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم، وفيما يأتي ذلك:

حكم صيام اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم

لقد استحبَّ الشرع الحنيف صيامَ اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم، كما أنَّ أهل العلم استحبوا أيضًا صيام اليوم الحادي عشر من شهر محرم، وجعل صيام هذه الأيام الثلاث من أفضل المراتب، حيث أنَّ صيام عاشوراء يأتي على ثلاث مراتب، أدناها إفراد عاشوراء بالصيام، ثمَّ يأتي بالمرتبة الثانية صيام التاسع والعاشر، ثمَّ إنَّ أفضل هذه المراتب الثلاث هي صيام اليوم التاسعِ والعاشرِ والحادي عشر.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده

الدليل الشرعي على استحباب صيام اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم

استدلَّ أهل العلم على استحباب صيام اليوم التاسعِ مع العاشرِ من شهر محرم، من الحديث الذي رواه الصحابيَّ الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: (حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ، قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ).[2]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

أجر صيام اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم

لقد رتَّب الشرع الحنيف فضلًا عظيمًا مخصوصًا على صيام يوم عاشوراء، وهو أنَّ صيامه سببٌ في تكفير ذنوب عامٍ مضى من ذنوب العبد، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ).[3]

أمَّا اليوم التاسع، فلم يرد في صيامه فضلٌ مخصوص، لكن يُمكن القول بأنَّ من خلال صيامه يحصل المسلم على عموم فضل الصيام، وفيما يأتي بيان بعضها:[4]

  • أنَّ الصيام وقاية من عذاب الآخرة.
  • أنَّ الصيام سبب من أسباب دخول الجنة.
  • أنَّ الصائم يدخل من باب الريان، وهذا الباب لا يدخل منه إلَّا أهل الصيام.
  • أنَّ الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة.
  • أنَّ الصيام سبب في إبعاد المسلم عن النار سبعين خريفًا.

شاهد أيضًا: لما يستحب صيام تاسوعاء وعاشوراء والحادي عشر

سبب استحباب صيام اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم

لقد استحبَّ الشرع الحنيف صيام اليومِ العاشرِ من شهرِ محرمْ، والمعروف بيوم عاشوراء، شكرًا لله -عزَّ وجلَّ- على نجاته لأهل الإيمان، حيث أنَّ في هذا اليوم نجَّى الله -عزَّ وجلَّ- موسى ومن آمن معه من بطش فرعونَ وجنوده، أمَّا أسباب استحباب اليومِ التاسعِ، والمعروفة بيوم تاسوعاء، فقد ذكر أهل العلم سببين اثنين، وفيما يأتي بيانهما:[1]

  • إن في صيام تاسوعاء مخالفة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى؛ إذ أنَّهم يقتصرون على صيام اليوم العاشر فقط.
  • إن في صيام تاسوعاء مع عاشوراء احتياطًا لصيام اليوم العاشر؛ إذ يُخشى وقوع الخطأ في الهلال، وبالتالي يُخشى وقوع الخطأ في تحديد اليوم العاشر.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان صيام التاسع والعاشر من محرم، وفيه تمَّ طرح بعض العناوين المستقلة والتي تُعطي أهم المعلومات عن صيامِ هذين اليومين، مثل حكم صيامهما، وسبب استحباب صيامهما، والأجر المترتب على ذلك، بالإضافة إلى بيان أسباب صيام هذين اليومين.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء , 7/8/2022
  2. ^ صحيح مسلم , مسلم، عبدالله بن عباس، 1134، صحيح
  3. ^ الجامع الصغير , السيوطي، أبو قتادة، 5101، حديث صحيح
  4. ^ saaid.net , الصيام وفضائله , 7/8/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *