طرق الاستمطار الصناعي في الدول العربية

طرق الاستمطار الصناعي في الدول العربية

ما هي طرق الاستمطار الصناعي في الدول العربية ؟ حيث ارتأت العديد من الدول العربية إلى اعتماد الاستمطار الصناعيّ فيها؛ نظرًا للظروف التي تشهدها ممثلةً بظاهرة الاحتباس الحراريّ، وتكرر موجات الجفاف في عدد كبير من الدول العربية، بالإضافة إلى قلة كميات الأمطار الهاطلة، ولهذا كان اللجوء إلى الاستمطار الصناعيّ الخيار الوحيد لهذه البلاد، وخاصةً مع تطوّر التكنولةوجيا التي تجوب مختلف أرجاء العالم، ويتم الاستمطار بطرق عديدة، ولهذا سنُخصص لكم في هذا المقال الحديث عن طرق الاستمطار في الدول العربيّة.

الاستمطار الصناعي Cloud Seeding

يُعرف الاستمطار الصّناعي (بالإنجليزية Cloud Seeding) بأنَّه إجراء متعمّد على حالة الطقس، بحيث يتم استثارة وتحفيز السحب لإسقاط ما فيها من مياه مختزنة بداخلها، أو العمل على هطول الثلوج المتجمدة فوق مناطق جغرافية محددة، ويكون هذا الإجراء بالاعتماد على عدد من العوامل الكيميائيّة والبيولوجيّة؛ التي يتم اللجوء إليها من أجل إسقاطها في كتلة السحابة؛ من أجل العمل على زيادة كثافة السحابة المرجوّ استمطارها، وكذلك زيادة كمية بخار الماء الذي سيتم هطوله على شكل أمطار وثلوج لاحقًا.[1]

الطرق العامة للاستمطار الصناعي

هنالك طريقتان اثنتان لإجراء الاستمطار الصناعيّ في حقن أو تلقيح السّحب، وهي كالتالي:

  • الطريقة الأولى للاستمطار الصناعيّ: هي الطريقة الجوية التي تعتمد على وجود الطائرات والصواريخ الجويّة، بحيث تُحلّق تحت أو فوق أو داخل السحابة وفقًا لطبيعته، وهي أكثر الطرق فعاليّة، وتُستخدم في كثير من دول العالم التي تعاني من الجفاف.
  • الطريقة الثانية للاستمطار الصناعيّ: هي الطريقة الأرضية التي يكثر شيوعها في الصين، ويتم تنفيذها بواسطة مضادات الطائرات والمولدات الخاصة أرضًا.

طرق الاستمطار الصناعي في الدول العربية

تعتمد طرق الاستمطار الصناعيّ المتبعة في الدول العربية بناءً على السياسة المنتهجة في كلّ دولة، حيث لجأت العديد من الدول العربية إلى ظاهرة الاستمطار الصناعيّ؛ نتيجة مشكلة الجفاف وشُح مصادر المياه وندرة كميات الأمطار الهاطلة في العديد من الدول العربية، وخاصةً في المملكة العربية السّعودية، والإمارات العربية المتعدة، وسلطنة عمان، والمغرب، وجمهورية مصر العربية، وكذلك المملكة الأردنيّة الهاشميّة، حيث أظهرت التقديرات أنَّ الاستمطار الصناعيّ في هذه الدّول شكل نجاحًا بنسب متفاوتة من دولة لأخرى، وذلك بالاعتماد على الطريقة المتبعة في كلّ منها، وإليكم طرق الاستمطار الصناعيّ في هذه الدول العربية في الفقرات التاليّة.

طريقة الاستمطار الصناعي في السعودية

وافق مجلس الوزراء السعوديّ على اللجوء إلى استمطار السّحب صناعيًا، وذلك نظرًا لكون هذه الدولة من الدول العربية التي تُعاني من الجفاف، واعتمدت البلاد ذه الإجراء مؤخرًا في عام 2020م؛ بحيث يتم الاستمطار من خلال معالجة مستهدفة لأنواع معينة من السحب، واستغلال خصائصها الفيزيائية لتحفيزها على الهطول، ويتم ذلك بالطريقة التالية:

  • بذر بعض المواد المحفزة في أماكن محددة من السّحب المُستهدفة.
  • ثمَّ تفريغ أكبر قدر من محتواها المائي.
  • بعد ذلك تزداد فرصة الهطولات المطرية من السحب القابلة للاستمطار  عبر توفير ما يُدعى بنويات تكثيف الهطول.

طريقة الاستمطار الصناعي في الإمارات

وتُعدّ الإمارات العربية المتحدة من الدول العربية التي لجأت إلى استمطار السحب صناعيًا، وهي من أوائل الدول العربيّة التي خاضت غمار هذه التّجربة، ويعتمد استمطار السحب في الإمارات على الطريقة الجويّة؛ بحيث يتم تلقيح السحب عبر طائرات مجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة المستخدمة في استمطار السحب، إذ تقوم الطائرات بالإقلاع إلى مسافات معينة حتّى تتمكن من الوصول إلى السحب المستهدفة في الاستمطار، ومن ثمَّ تقوم بحقن السحب بالمواد الطبيعية التي تُساعد على إحداث الهطول فيما بعد، مثل كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم.

شاهد أيضًا: ما هو الاكسيد الذي لا يسبب المطر الحمضي

طرق استمطار السحب الصناعي في الأردن

كما اعتمدت المملكة الأردنيّة الهاشميّة عملية الاستمطار الصناعيّ لاستثارة السحب وتشجيعها على الهطول، وذلك بتوقيع مذكرة اتفاق مع الحكومة التايلندية لاستمطار السّحب، ويتم ذلك من خلال الطريقة الجويّة، بحيث يتم نثر مادة ملح الطعام من أجل امتصاص الرطوبة وتشكيل الغيوم، واستخدام مادة كلوريد الكالسيوم لزيادة درجة الحرارة داخل الغيمة، وهذا يُساعد على نمو الغيوم لتصبح ركامية، وبعد ذلك يتم استخدام ثاني أكسيد الكربون المجمد على درجة حرارة -78 مئوية مُضاف إليه مادة اليوريا، والتي تعمل على تبريد وتكاثف بخار وقطرات الماء، وبالتالب يكبر حجم السحابة ويزداد وزنها، ومن ثمَّ تتساقط على شكل فطرات من الأمطار بفعل الجاذبية.[2]

طريقة استمطار السحب في مصر

كما لجأت هيئة الارصاد الجوية المصرية إلى الاستمطار الصناعي؛ وذلك من خلال التعاون مع إحدي الشركات الألمانية، من أجل تهيئة الظروف اللازمة لسقوط المطر في جمهورية مصر العربية، وتعتمد طريقة الاستمطار في مصر على الطريقة الجوية بالطائرات؛ إذ يتم الاستعانة بالطاشرات لرش مواد كيميائية معينة على السحب المحملة بالمياه علي المنطقة المراد اسقاط الامطار عليها، وعادةً ما يتم رش خليط نترات الأمونيوم ، واليوريا للتفاعل مع السحاب، وبالتالي إسقاط الأمطار.

طريقة الاستمطار الصناعيّ في سلطنة عمان

كما تُعد سلطنة عمان من الدول العربية التي تعتمد على الاستمطار الصناعيّ لمحاربة ظاهرة الجفاف، حيث اعتمدت السلطنة على الطريقة الأيونية لاستمطار السّحب، والتي تتم من خلال بناء محطات على ارتفاعات عالية تنبعث منها الأيونات ذات الشحنات السالبة، مع ضرورة توّفر الظروف المناخية المناسبة لتهيئة ظروف الاستمطار مثل الرطوبة العالية والتيارات الهوائية الصاعدة، وتعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق أمانًا وسلامة في البلاد، وتمتاز بتكلفتها الماليّة المنخفضة، وكذلك إمكانية استعمالها في أيّ وقت.

شاهد أيضًا: ترتيب الدول العربية من حيث المساحة

ما هي فوائد الاستمطار الصناعي

هنالك العديد من الفوائد التي يتم جنيّها من ظاهرة استمطار السّحب صناعيًا، وهي على النحوّ الآتي:

  • تحسين الوضع الاقتصاديّ للدول التي تعاني من المناخ الجاف والظروف المناخيّة السيئة.
  • زيادة مخزون المياه المُستخدمة في الزراعة.
  • العمل على تعديل ظروف المناخ.
  • تحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية، مثل زيادة كثافة الغطاء النباتي، وإعادة ملء السدود، وزيادة مخزون المياه الجوفية في العديد من الدول والمناطق.
  • تطهير الظروف الجوية وتغيير الطقس إلى الأأفضل؛ وذلك من خلال زيادة عملية البناء الضوئي وزيادة وصول أشعة الشمس إلى الأرض.
  • العمل على تقليل حدوث الأعاصير قدر الإمكان.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين الضباب والسحاب 

ما هي سلبيات استمطار السحب صناعيًا

على الرغم من الفوائد التي يُقدّمها الاستمطار الصناعيّ إلّا أنَّه يحمل في ثناياه العديد من السلبيات، وهي على النحوّ الآتي:

  • يؤدي الاستمطار الصناعيّ إلى حرمان المناطق البعيدة عن السواحل والمحيطات من مياه الأمطار.
  • يؤدي إلى امتصاص الماء في التربة وتقليل تركيز بخار الماء في الغلاف الجوي فوق الأرض، وبالتالي زيادة تبخر مياه المحيطات.
  • يعمل على زيادة درجات الحرارة خلال النهار وانخفاضها ليلًا.
  • يؤدي إلى انخفاض مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون؛ بسبب زيادة عملية البناء الضوئي واعتمادها بشكل أكبر على الطاقة الشمسية.
  • يعمل على تغيير المناخ المحلي للدولة.
  • يقود إلى إلحاق الضرر بالبيئة وخاصةً النباتات والحيوانات، نتيجة استخدام المواد الكيميائية في استمطار السحب.

إلى هنا نصل بكم لنهاية هذا المقال؛ الذي تعرّفنا من خلاله على طرق الاستمطار الصناعي في الدول العربية، حيث تعتمد العديد من الدول العربية على استمطار السّحب صناعيًا، وذلك بالطرق المتاحة لديها، ولعل أكثرها شيوعًا الطريقة الجويّة بالاستعانة بطائرات خاصّة بهذه العملية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *