عدد السنن الرواتب في اليوم والليلة وأهمية المحافظة عليها

عدد السنن الرواتب في اليوم والليلة

عدد السنن الرواتب في اليوم والليلة من المعلومات التي يرغب الكثير من المُسلمين في معرفتها؛حتّى يتمكّنوا من الُحافظة عليها، وينالوا الثواب الجزيل من ربّ العالمين، والعبدُ المؤمن الذي يحرص على أن يحظى بالقبول عند الله؛ يجتهد في العبادة قدر استطاعته، ولا يترك فرضًا، ولا يتكاسل في نافلة؛ حتى يكون مع الذين أنعم الله عليهم، ويُحشر مع النبيين، والصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولىٰئك رفيقًا، وفيما يلي سنتعرّف على عدد السنن الرواتب التي يؤدّيها المُسلم في اليوم والليلة.

تعريف السنة النبوية

السنة النبوية الشريفة هي المصدر الثاني من مصادر التّشريع بعد القرآن الكريم، وفي تعريفها يقول العلماء هي: كل ما ثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم- من قول، أو تقرير، أو صفةٍ خِلقيّة أو خُلُقيّة، وتنقسم السنة ثلاثة أقسام: السنة القولية، والسنة الفعلية، والسنة التقريريّة، والقولية هي ما ورد عن النبي من أقوال كان يُردّدها.

وأما الفعلية فهي العمل الذي كان يقوم به النبيّ، والتقريرية هي التي تكمُن في أن أحد الصّحابة قد فعل فعلًا أو قال قولًا أمام النبي، والنبي لم ينهه عنه، ولم يقُل بخلاف ما فعل الصحابة؛ فيُعدّ هذا إقرار من النبي بهذا الأمر؛ لأنه لو كان شرًّا، أو فيه شائبة من شوائب الحرام، ما كان سكت النبي عن هذا الأمر، بل كان سيزجر صاحبه، والسنة متممة للقرآن، فما هي أقوال العلماء في عدد السنن الرواتب في اليوم والليلة؟.

عدد السنن الرواتب في اليوم والليلة

اختُلف في عدد السنن الرواتب في اليوم والليلة بين أمرين: الأمر الأول: إنها اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة، وهذا ما ورد عن السيدة عائشة-رضوان الله عليها-:’أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان لا يدَعُ أربعاً قبلَ الظهرِ، وركعتينِ قبلَ الغَداةِ”، والرأي الثاني قال بأنّها عشر ركعات في اليوم والليلة، وهذا رأي ابن عمر-رضي الله عنهما-، وقد تكون السيدة عائشة حفظت ذلك عن النبي، ولم يحفظه ابن عمرو، وقد نشأ هذا الاختلاف من هل السنة الرّاتبة قبل الظهر ركعتان أم أربع ركعات.

وأما السنن فهي كالآتي: ركعتان قبل الفجر، وأربعة ركعات قبل الظهر، واثنتان بعده، واثنتان بعد المغرب، واثنتان بعد العشاء، فبهذا يكتمل الاثنتا عشرة ركعة، وإذا لم يلحق المصلّي بالركعتين اللذين قبل الفجر؛ فليصلهما بعده، وكذلك الظهر إن لم يَلحق بالأربعة ركعات اللائي قبل الظهر؛ فليصلهنّ بعده، وكذلك الأربع ركعات اللائي قبل صلاة العصر ليست من السنن الرّواتب، وإنها السّنة الرّاتبة تعلوها في الأجر والثّواب، ولا يُتّهم المُسلم بالفسق لمُجرّد تركه السُّنن.[1]

أصناف العِباد

قدقال الله-تعالى-:”ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ..”[2]، فالصّنف الأول هو الظّالم لنفسه، وهو الذي يقوم بفعل الفواحش والمنكرات التي نراها الحق-تبارك وتعالى- عنها، والصنف الثاني هو المقتصد، أو هو الذي بين مرتكب المعاصي، والذي يُسارع في فعل الواجبات، والصنف الثالث هو السابق بالخيرات، وهو الذي ترك المنكرات، وفعل الفرائض الواجبة عليه، وزاد السنن التي ينال بها الدرجات عند الله،  وبهذا نكون قد تعرّفنا على عدد السنن الرواتب في اليوم والليلة

النافلة

لقد شُرعت النّوافل؛ حتى يتقرّب العيد من ربه، وينال منه الثواب الجزيل، ويترقّى إلى أعلى درجات الإخلاص والإيمان، ويستشعر بقلبه وبكل جوارحه أنه أدّى ما عليه من واجباتٍ وسُننٍ، وقد شُرعت النوافل لجبر الكسر الذي قد يكون قد لحق بالفريضة، فقد يؤدي المرء الزكاة، أو الصلاة، أو الصوم، أو الج، أو غيرهم من العبادات، ولكنّه لم يستطع أن يُكمل تلك الفرائض على أكمل وجهٍ وأفضل حالٍ، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلّم-:فيما يرويه عن ربّ العزّة”(ما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه”[3].

فهذا شرفٌ لا يُقاربه شرف أن يكون قُرب العبد من ربّه سببًا في أن يكون ربّ العزّة سمع العبد الذي يسمع به، وبصره الذي به يُبصر من خلاله الجيّد من الرديء، واليد التي بها يبطش، والرّجل التي بها يمشي، وإذا سأل الله حاجةً أعطاه، وإن استعاذ به من فعل شيءٍ أعاذه.

أهمية المحافظة على السنن الرواتب

قد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تدُل على الثواب الجزيل الذي يلقاه المُسلم حينما يُحافظ على تلك السُّنن، ومن تلك الأحاديث: ما رُوي في صحيح مُسلم، عن أم حبيبة-رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:”(من صلَّى اثنتي عشرةَ ركعةً في يومٍ وليلةٍ، بني له بهن بيتٌ في الجنةِ”؛ فالثّواب الذي يحظى به من يُحافظ على تلك النّوافل هو أن يُبنى له بيتٌ في الجنة، وهل هناك ثواب أعظم من ذلك.

والمراد بلفظ الصلاة هنا ليست المفروضة، وإنها هي صلاة السنة الراتبة، فينبغي على المرء أن يسعى جاهدًا إلى المُحافظة على تلك الصلوات؛ حتى ينعم بالنّعيم المُقيم، ولا يتمايل المسلم ولا يتقاعس عن تلك الصلوات؛ لأنها قد تكون المُنجية له من عذاب النار، وإذا رأى المسلم أنه يُصليها على فترات معينة؛ فلا يتواكل، ويتركها بالكُليّة، وإنما يُحافظ قدر الإمكان عليها.[4]

ومن خلال هذا المقال يمكننا التعرف على عدد السنن الرواتب في اليوم والليلة ، وما هو تعريف السنة النبوية المطهّرة، وإلى كم قسمٍ تنقسم السنة، مع تعريف كل قسم من أقسامها، وأقسام العباد من حيث فعل الخيرات وترك المُنكرات، وما هي النّافلة، وأهمية المحافظة عليها مُستدلًّا على ذلك بآيات من القُرآن الكريم، وأحاديث من السنة النبوية، وكيف نشأ الاختلاف في عدد ركعات السنن الرواتب، وما هو الأصح، وما هي الرّكعات التي اختُلف فيها العدد.

المراجع

  1. ^ binbaz.org. , السنن الرواتب في اليوم والليلة , 19/11/2020
  2. ^ سورة فاطر , الآية:32 , 19/11/2020
  3. ^ صحيح البخاري , رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح. , 19/11/2020
  4. ^ islamweb.net , المحافظة على السنن الرواتب , 19/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *