علاج الحرقان الصدري

علاج الحرقان الصدري

علاج الحرقان الصدري أو ذاك الشعور بالوخز والألم في منتصف الصدر، والذي كثيرًا ما نسمع به أو نختبره في حياتنا اليومية بعد تناول وجبة طعام دسمة برفقة العائلة أو بعد ممارسة الرياضة المجهدة وهذا إذا تعلق فقط بمشكلة في الجهاز الهضمي، ولكنه قد يعزو لأسباب متعددة. كما قد تثير الحرقة الصدرية الذعر عند المرضى المصابين بنوبات قلبية لتشابههما بطبيعة ظهور الألم الحارق خلف القص، مع ذلك هناك العديد من العلاجات المحتملة والتي سنوافيكم بها في مقالنا التالي أسباب وعلاج الحرقان الصدري.

ما هو الحرقان الصدري؟

وهي الشعور بألم واخز في الصدر والذي يمكن أن ينتشر للرقبة والحلق. والذي يمكن أن يكون عرض لأمراض مختلفة تصيب الجسم، مثالها ارتجاع حمض المعدة أو القلس المعدي المريئي وكما يمكن أن يحدث بسبب الحمل.

عند احتبارك لحس الحرق في الصدر، يمكن لك أيضًا أن تشعر بطعٍم مر أو حامض في مؤخر حلقك. يمكن للحرقة الصدرية أن تدوم من بضع دقائق وحتى عدة ساعات. كما وقد تزداد سوءًا  بعد الطعام أو عند الاستلقاء مباشرًة بعد تناول الطعام

أسباب الحرقان الصدري

بداية علينا الإشارة إلى أن الحرقة الصدرية هي عرضٌ وليست مرض بحد ذاته، أي قد يقف خلفها العديد من الأسباب والتي سنقوم بذكر أهمها. فكما يقال “إن عرف السبب بطل العجب”، فما أن ندرك سبب الحرقة الصدرية نكون قد قطعنا منتصف الطريق نحو إيجاد العلاج المناسب. ومن هذه الأسباب تتضمن: 

الحرقة الصدرية أو القلس المعدي المريئي

 ويعد من أشيع الأسباب المعروفة لألم الحرقة الصدرية. يتأرجح مستوى الألم عند طلبنا تقديره من قبل المريض فالبعض يصفه بالخفيف وآخرون كحسٍّ بألمٍ عميق، وتظهر الحرقة الصدرية عند ارتجاع الحمض (قلسه) من المعدة باتجاه المريء. وهي حالة شائعة خلال الحمل، أو المرضى المصابين بالقلس المعدي المريئي ويسمى (Gerd) أو عند المصابين بفتق في الحجاب الحاجز.

 كما يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الأطعمة والمشروبات الحمضية، كالبندورة والكحول جميعها قد ترفع خطر الإصابة بالحرقة الصدرية، بالإضافة للتدخين الذي يعد أهم عوامل الخطورة للإصابة بالحرقة أيضًا.

ترافق الحرقة الصدرية أعراضًا أخرى ومنها:[1]

  • التجشؤ.
  • حرقة مرافقة في الحلق.
  • ألم يظهر بعد فترة قصيرة من تناول وجبة طعام.
  • ألم يزداد سوءًا بعد الاستلقاء.

 أمراض مرافقة متعلقة بالجهاز الهضمي

الأمراض التي قد تقف سببًا وراء الحرقة، والتي نتمنى شرحها ضمن مقالتنا لنضمن المساعدة على كشف المشكلة مبكرّا لتسهيل علاجها. فبعض أمراض الجهاز الهضمي تسبب أعراضًا تحاكي الحرقة الصدرية. على سبيل المثال، المرضى المصابين بالحصى المرارية أو حصاة المرارة، والأمراض الكبدية قد يختبرون حس الحرقة المؤلم العميق.

في حال لم يتحسن الألم بعد تناول مضادات الحموضة أو غيرها من أدوية الحرقة الصدرية، فقد نعزو الحرقة لسبٍب كامن آخر كالحصيات المرارية أو الأمراض الكبدية، وعلينا ألا ننسى التهاب البنكرياس على سبيل ذكر جميع الأسباب الممكنة. بعض العلامات المرافقة لأمراض هضمية تشير لمشاكل خطيرة:[2]

  • كالبول الغامق للغاية.
  • تغير بحركة الأمعاء أو خفوت الأصوات المعوية.
  • ألم بطني معوي منتشر، ولكنه يتركز بالجهة العلوية اليمنى بالقرب من الأضلاع وأسفلها.

إصابات عضلية أو عظمية

قد يبدو ذلك غريبًا ولكن أيضًا الإصابات العضلية قد تتسبب بالحرقة الصدرية، خاصة عند استخدام العضلات المصابة في حمل الأشياء الثقيلة. الإصابات الغضروفية أو العظمية  قد تسبب أيضًا حس حرق في الصدر. وإن هذا الألم قد يكون مؤشرًا للإصابة العضلية أو أن مشكلة ما تتوضع في العظم والغضروف في حال:[3]

  •  ظهور الألم فقط في بعض الوضعيات الخاصة أو خلال حمل المعدات

    الثقيلة.

  • يخف الألم عند تدليك المنطقة المصابة أو الضغط عليها.
  • تورم يعلو المنطقة المصابة من الصدر.

نوبات الهلع

تظهر نوبات الهلع عندما يتملك الشخص شعور القلق الشديد أو الذعر. وهو ما يسبب تسرع ضربات القلب مما ينتج عنه ألم وشعور بانزعاج مبهم في الصدر. وكلما زادت نوبة الهلع سوءًا، يزداد معها الشعور بالألم.

لن تسبب نوبة الهلع نوبة قلبية، ولكن يرافق السببين شعور مشابه. عندما تظهر الأعراض مرافقة لصدمة، أو في حال ظهوره عند مرضى مشخص لهم سابقًا نوبات هلع أو قلق، فهنا احتمال الحرقة الصدرية أو الألم الصدري يرجح للنوبة الهلع وليس لسبب قلبي. في حال الشك بالتشخيص، يجب أن يلجأ المريض لغرفة الطوارئ لكشف السبب.

أمراض قلبية

على الرغم من وجود أنماط متعددة للألم الصدري، متضمنًة الألم الحارق الذي قد يشير لمشكلة قلبية، ولكنها لا تعني دائمًا أن المريض يعاني من نوبة قلبية.

الذبحة الصدرية هي مصطلح يستخدمه الأطباء للإشارة إلى أن سبب الألم الصدري هو عدم كفاية تروية القلب أو أن القلب لا يحصل على قدر كافي من الأكسجين. السبب الأكثر شيوعًا للذبحة الصدرية هي داء الشرايين الإكليلية، وهي حالة تسد الجريان الدموي بعصيدة تنمو في الأوعية الدموية.

قد يكون من الصعب التفريق بين ألم الذبحة الصدرية والنوبة القلبية. فحتى أمهر الأطباء لا يمكنهم التفريق بينهم اعتمادًا على الأعراض لوحدها. لهذه الأسباب، يجب على المريض أن ينقل فورًا لغرفة الطوارئ في حال الشك بذبحة صدرية لم تتحسن مع الوقت أو ازديادها سوءًا مع الوقت.

علاج الحرقان الصدري

تعتمد خيارات العلاج الممكنة على سبب الحرقان الصدري. على سبيل المثال، يمكن للمريض المصاب بالقلس المعدي المريئي أن يستفيد من تغيير نمط غذائه أو قد تزول الحرقة باستخدام مضادات الحموضة. في حين أن مرضى الأمراض القلبية أو الرئوية التنفسية المهمة غالبًا ما يتطلب علاجهم اتباع نمط حياة صارم وقسري. كما قد يحتاج علاج مرضى النوبات القلبية نقلهم لغرفة الطوارئ حيث يستفيدون على استخدام المميعات الدموية أو القيام بعملية جراحية لهم، كجراحة المجازات القلبية.

لا يجب على مرضى الألم الصدري المزمن اعتماد العلاجات المنزلية من تلقاء أنفسهم وبدون استشارة طبيب، خاصّة إن لم يشخص لهم سبب الألم بعد. كما قد يسبب الحرقان الصدري المزمن مشاكل صحية على المدى الطويل.

فقط الطبيب من يمكنه تشخيص سبب الألم الصدري والتوصية بالعلاج المناسب لحالتك.

علاج الحرقان الصدري للحامل

نعلم بأن هرمونات الحمل تحدث تغيرات جسدية متعددة، فهي تخفض ضغط المصرة المريئية السفلية (مدخل المعدة)، وتؤدي لارتخائها مما لا يسمح لها بالانغلاق بالشكل التام. وهذا ما يسمح للحموض المعدية بالحركة عائدًة باتجاه المريء وحدوث القلس المعدي المريئي. يمكن لهذه الحالة أن تزداد سوءًا مع الوقت عندما يزداد حجم الرحم الحاضن للجنين رافعًا الضغط داخل البطن.

بعض النصائح للمساعدة على تخفيف الحرقان الصدري:

  • تجنب الأطعمة والمشروبات التي قد تفاقم من سوء عمل المصرة المريئية مثل الأطعمة الحارّة أو الدسمة (خاصًة المقلية)، والكافيين والمشروبات الغازية.
  • تناول عدة وجبات صغيرة خلال اليوم. 
  • أن تأخذي وقتك بتناول الطعام.
  • شرب الماء بين وجبات الطعام وليس خلال الوجبة.
  • تجنب تناول الطعام قبل الخلود للنوم بثلاث ساعات.
  • وضع الرأس بمستوى أعلى من الجسم ب 45 درجة لتجنب القلس أثناء النوم.
  • استشارة الطبيب حول الأدوية الآمنة المسموح استخدامها خلال الحمل، والتي ستساعد على علاج القلس.

علاج الحرقان الصدري في المنزل

بعض التوصيات الوقائية البسيطة كالاسترخاء والراحة، أخذ نفس عميق ستساعدك على تسكين ألم الحرقة الصدرية الخفيفة كما وستحدد ما إذا كان المريض يحتاج للعلاج الإسعافي ومنها:

  • الاسترخاء وأخذ قسطًا من الراحة مع نفس عميق.
  • استخدام مضادات الحموضة.
  • تدليك المنطقة المصابة برفق.
  • شرب كوب من الماء.
  • تغيير الوضعية التي بدأ منها الألم.

طرائق طبيعية لعلاج الحرقة الصدرية

يمكن أن تنتج الحرقة الصدرية عن أسباب متعددة كما ذكرنا سابقًا، لذلك غالبًا ما يكون من الصعب تحديد السبب الرئيسي لإفراز الحمض وإيقافه. ولكن لحسن الحظ يوجد هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يمكننا استخدامها لتسكين آلام الحرقة الصدرية بدون الحاجة لاستعمال وصفات دوائية أو أدوية طبية، كما يمكنك أن تشعر بالراحة بوجود هذه المواد مسبقًا في منزل. هذه بعض الطرق لتخفيف ألم الحرقة الصدرية:

بيكربونات الصوديوم

لا تعد من المواد باهظة الثمن. كما يمكنك وبكل بساطة مزج ملعقة شاي صغيرة من بيكربونات الصوديوم في كوب من الماء. حيث ستساعدك على تعديل حموضة المعدة. انتبه: تحتوي بيكربونات الصوديوم على الصوديوم، استشر طبيبك في حال كنت على حمية منخفضة الصوديوم.

عصير الألوفيرا

يمكنك الحصول عليه من محلات البقالة بجانب منزلك. على غرار جل الألوفيرا  الذي يستخدم لترطيب البشرة وعلاج حروق الشمس، يمكن لعصير الألوفيرا أن يساعد على تسكين آلام الحرق الصدري المثار بقلس الحمض المعدي. يمكن لاكتساب عادة جديدة كشرب نصف كوب من عصير الألوفيرا قبل تناول الطعام أن تبقي المعدة والمريء رطبين.

علكة خالية من السكر

يساعد اللعاب على تخفيف الحمض، ولذلك فإن ارتفاع كمية اللعاب المنتجة بعد الوجبة يكون طريقة ممتازة للمساعدة على منع إنتاج الحمض. لذلك جرب مضغ علكة لمدة 30 دقيقة لتخفيض حموضة المعدة.

خل التفاح

مفاجأة أليس كذلك؟ ولكن يعتبر خل التفاح الاختيار الطبيعي المفضل لجميع مرضى الحرقة الصدرية. بخلط 3 ملاعق شاي من خل التفاح بكوب من الماء (لن يكون ذو طعم جيد بالتأكيد) قبل كل وجبة أو قبل الخلود للنوم.

 وهكذا نكون قد وصلنا لختام هذا المقال، حيث تم التحدث عن علاج الحرقان الصدري أسبابه وبعض التوصيات الطبية للمساعدة على علاجه منزليًا وعلاج الحرقان الصدري عند الحامل. قد تبدو للبعض أنها مشكلة بسيطة ويقومون بإهمال أعراضها حتى تتفاقم، لا تفعل ذلك استشر طبيبًا ودمتم سالمين.

المراجع

  1. ^ healthline.com , What’s Causing This Burning Sensation in My Chest? , 28/12/20211
  2. ^ medicalnewstoday.com , Causes and treatments for a burning chest , 28/12/2021
  3. ^ mayoclinic.org , Heartburn or heart attack: When to worry Print , 28/12/20211

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *