فرض صيام رمضان في السنة

فرض صيام رمضان في السنة؟ فصيام شهر رمضان ثالث ركن من أركان الإسلام بعد الصلاة وإيتاء الزكاة، والصيام هو: الامتناع عن الطعام والشراب والملذّات منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، وفي مقالنا التالي سوف نتعرّف على السنة التي فُرض فيه الصيام على المسلمين؟ وسبب فرض الله تعالى للصيام على عباده.

فرض صيام رمضان في السنة

فرض صيام رمضان في شعبان السنة الثانية للهجرة في المدينة المنورة، بقوله تعالى: {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}[1]، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (بُنيَ الإسلامُ على خَمسةٍ شَهادةِ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصلاةِ ، وإيتاءِ الزَّكاةِ وصومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ منِ استطاعَ إليهِ سبيلًا)[2]، وصام الرسول صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات وصام النبي تسع سنين، لأن الصيام فُرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة، وتوفي النبي في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة.[3]

شاهد أيضًا: يستحب تعيين نية الصيام الواجب قبل طلوع الفجر

حكم صيام شهر رمضان

صيام شهر رمضان المبارك فرض على كل مسلم ومسلمة بنص القرآن الكريم وقوله تعالى: {يٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} إلى قوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِىۤ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[4]، وأجمع المسلمين على أن الصيام في شهر رمضان فرض، وأنه ثالث ركن من أركان الإسلام، ومن أنكر فرضيته كفر، إلا أن يكون في بلاد بعيدة، وغير عالم بأحكام الإسلام، ومن أصرّ على على إنكار فرضيّة الصيام بعد إقامة الحجّة عليه كفر، ومن ترك صيام رمضان تهاونًا، بفرضيته فهو على خطرٍ عظيم، ويرى بعض أهل العلم أنه كافر مرتدّ، ولكن الراجح أنه ليس بكافر مرتدّ، بل هو فاسق من الفسّاق، وهو على خطر عظيم.[5]

شاهد أيضًا: حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان

حكم ترك صيام شهر رمضان

من تّرّك صيام شهر رمضان المبارك جاحدًا لفرضيته فهو كافر، وأما مَن ترك صوم يوم واحد من أيام شهر رمضان المبارك متعمًدًا متكاسلاً عن الصيام، فقد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، ووجب عيله القضاء في هذه الحالة القضاء، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة: الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة، والمالكيّة، وسبب إتيانه لكبيرة من الكبائر، لأنه فرّط في أحد أهم أركان الإسلام، وفريضة عظيمة من فرائضه، لأن الله تعالى أوجب الصيام على المسافر والمريض مع وجود العذر، فمن ليس معه عذر الأولى به أن يصوم حتى لا يقع في الحرام وارتكاب كبيرة.[6]

الحكمة من فرض الصيام

لقد فرض الله تعالى الصيام على عباده من أجل تهذيب النفس والتقوى والتعبّد، والتقوى هي: ترك المحارم، وتشمل فعل المأمور به وترك المحظور، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، لذلك يجب على الصائم القيام بالواجبات واجتناب المحرّمات من الأقوال والأفعال، فلا يغتاب الناس، ولا يكذب، ولا ينم على أحد، ولا يبيع محرّمًا، ويجتنب جميع المحرّمات، وإذا فعل المسلم ذلك كلّه في شهر كامل، فإن نفسه تستقيم بقية العام وتعتاد على هذه الأخلاق الكريمة، وهذه الأفعال لا تُبطل الصوم، ولكنها تُنقص من أجره.[7]

شاهد أيضًا: هل صيام عاشوراء يكفر الكبائر

التدرّج في فرض الصيام

لقد حدث تدرّج في فرض الصيام، كما حصل تدرّج في تحريم الخمر وغيره من الأمور، فحين نزل الصيام كان من شاء صام، ومن شاء أفطر، ثم أصبح الصيام واجبًا على المسلمين لقوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[8].

والتدرّج الآخر أهم كانوا إذا ناموا بعد الإفطار أو بعد صلاة العشاء ، لا يحلّ لهم الأكل أو الشرب أو الجماع، إلا عند غروب اليوم التالي، ثم خفف الله تعالى عنهم ذلك، لقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[9]، فكانت المحظورات على الصائم إذا نام أو صلّى العشاء ثم أصبحت جائزة إلى أن يظهر الفجر.[10]

مكانة الصيام

مكانة الصيام في الإسلام أنه أحد أركانه العظيمة التي لا يقوم ولا يستقيم إلا بها، وأما فضله في الإسلام، أنه من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه، والرّكن الوحيد للصيام هو: التعبّد لله عزّو جل بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والمراد بالفجر هنا، هو الفجر الثاني وليس الفجر الأول، وهو الفجر الذي يكون معترضًا في الأفق، والذي لا ظلمة بعده، بل يستمر النور في الزيادة حتى طلوع الشمس، وهو أيضًا متّصل بياضه بالأفق.[11]

شاهد أيضًا: شرع الله الصيام لحِكَمة وهي

مبطلات الصيام

للصيام عدد من المفسدات والمبطلات هي الآتي:[12]

  • الجِماع: وهو أعظم المفطرات وأكبرها إثمًا، فمن أفسد صيامه بالجماع، عليه التوبة، وإتمام ذلك اليوم، والقضاء والكفارة المغلّظة، ولا تجب الكفارة بشيء من مبطلات الصيام سوى الجماع.
  • الإستمناء: وهو إنزال المنيّ باليد أو غير ذلك، فمن فعل ذلك في نهار رمضان، وجب عليه التوبة، وصيام باقي اليوم، والقضاء.
  • الأكل والشرب: وهو إيصال الطعام إلى المعدة عن طريق الفم أو الأنف.
  • الحجامة: فالحجامة بإخراج الدم من الجسم هو نوع من المفطرات، وكذلك التبرّع بالدم من المفطرات، لأنه يؤثر على الجسم كتأثير الحجامة.
  • التقيؤ العمد: فمن تقيء عمدًا بوضع إصبعه في فمه، أو عَصَر بطنه، أو تعمّد شمّ رائحة كريهة، فعليه القضاء.
  • الحيض والنفاس: فمتى خرج الدم من المرأة من نفاس أو حيض وجب عليها الفطر، وقضاء الأيام التي أفطرتها.

شاهد أيضًا: خطبة استقبال رمضان بالتوبة

في الختام تعرفنا على فرض صيام رمضان في السنة الثانية للهجرة في المدينة المنورة، وتعرفنا إلى حكم صيام شهر رمضان المبارك، وحكم من ترك صيام شهر رمضان المبارك، والتدرج في فرض الصيام، ومكانة الصيام، ومبطلات الصيام، والفوائد الصحيّة للصيام.

المراجع

  1. ^ البقرة , 183
  2. ^ معجم الشيوخ , عبدالله بن عمر ، ابن عساكر، معجم الشيوخ ،1/23 ،محفوظ من حديث سفيان
  3. ^ islamway.net , فُرض صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة , 22/03/2022
  4. ^ البقرة , 185
  5. ^ islamway.net , ما حكم صيام شهر رمضان؟ , 22/03/2022
  6. ^ dorar.net , حكمُ تَركِ صَومِ شَهرِ رَمَضانَ , 22/03/2022
  7. ^ al-eman.com , كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين , 22/03/2022
  8. ^ البقرة , 185
  9. ^ البقرة , 187
  10. ^ al-eman.com , كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين , 22/03/2022
  11. ^ al-eman.com , كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين , 22/03/2022
  12. ^ islamqa.info , مفسدات الصيام , 22/03/2022
  13. ^ islamweb.net , فوائد الصيام الصحية , 22/03/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *